مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية تساهم في رسم مستقبل التقنيات في السعودية

3 دقائق
مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»
غلاف التقرير الصورة: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»

المستقبل ليس ذلك الزمان المجهول، بل هو ما نسعى إليه ليصبح واقعنا في الغد، قد يبدو رسم المستقبل وتوقعه أمراً سهلاً على مستوى الأفراد، لكنه صعبٌ على مستوى الدول والقطاعات الحيوية. 

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست» حققت هذه المعادلة الصعبة، وساهمت في رسم مستقبل التقنيات في المملكة العربية السعودية؛ عبر تقرير شامل يمكن أن يكون نواةً لرسم مستقبل التقنيات، ليس في المملكة فحسب، بل وغيرها كذلك من دول العالم.

 أهمية الاستشراف التقني

تنبع أهمية الاستشراف التقني من كونه أداةً جوهريةً لاستبصار المستقبل، ومعرفة النقلات النوعية التي تحدثها التقنيات؛ وذلك لأهداف عدة؛ منها الاستعداد والجاهزية لما قد تحدثه هذه النقلات من تغيرات اقتصادية واجتماعية، وليس بالضرورة أن تكون هذه التغيرات سلبيةً دائماً، بل قد تكون في كثير من الأحيان تغيراتٍ إيجابيةً، إلا أن الاستعداد المبكر لها قد يكون عاملاً  أساسياً في الاستفادة منها على نحو مناسب، كما يمكن استشراف المستقبل من القدرة على الاستثمار في هذه التقنيات في وقت مبكر؛ بهدف تحقيق الميزة التنافسية لبقية الدول.

آفاق المستقبل في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»
الصورة: مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»

درست المدينة التقنيات المتقدمة الحالية والمستقبلية ذات التأثير المتوقع على عدد من القطاعات الحيوية، يقول رئيس المدينة الدكتور أنس بن فارس الفارس: «ساهمت التقنية في تكوين العالم بشكله الحالي؛ فمن المتوقع أن يكون ذلك بشكل أكبر في المستقبل؛ مما يستدعي وجود جهات متخصصة تعنى باستشراف التقنيات المستقبلية». 

تصدى مركز الاستشراف التقني بالمدينة لرصد التقنيات المستقبلية، وأعد تقريره الدوري الأول للاستشراف التقني بعنوان «آفاق التقنيات المستقبلية للمملكة العربية السعودية 2021»؛ والذي يتناول أبرز التقنيات المستقبلية التي تهم المملكة خلال الـ 20 عاماً القادمة في العديد من جوانب الحياة.

وفي افتتاحية التقرير، عبّر الدكتور أنس الفارس عن التقرير بقوله «صُمم التقرير بما يتناسب مع توجهات الوضع الراهن في المملكة العربية السعودية، فقُسمت التقنيات إلى عدة مجالات حسب الجهات الحكومية ذات الصلة، كما نظر التقرير في الاستراتيجيات القطاعية المعلَنة من هذه الجهات، وأخذها في الحسبان في تحديد التقنيات المستقبلية المهمة للمملكة، وهدفت المدينة إلى إحاطة الجهات المعنية بالتقنيات التي قد تؤثر على مستقبلها على المستويين المتوسط والبعيد؛ وذلك إما للأخذ بزمام المبادرة في تطوير هذه التقنيات، أو للاستعداد لها وتخفيف المخاطر المحتملة من ظهور هذه التقنيات. 

وتأمل المدينة أن يكون هذا التقرير أداة عون في رسم السياسات المستقبلية للمملكة؛ التي يمكن أن تتأثر بالتقنيات المستقبلية كسياسات وأولويات البحث العلمي وتطوير رأس المال البشري، وتغيير الأطر التنظيمية المتعلقة ببعض القطاعات والبدء في بناء شراكات دولية مع الدول المتقدمة في هذه التقنيات؛ بهدف نقل وتوطين التقنية والاستثمار في الشركات الواعدة في هذه التقنيات».  

تقرير يرسم للمستقبل ملامحه

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»
الصورة: تقرير مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»

شارك في إعداد التقرير 112 خبيراً سعودياً، و 15 خبيراً عالمياً، من 20 جهة محلية ودولية من مختلف التخصصات؛ منهم خبراء من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وخبراء دوليون من جامعات عريقة؛ مثل هارفارد، وكامبريدج، ومعهد ماساتشوستس للتقنية، وأكسفورد وأريزونا، وكاليفورنيا بيركلي. 

شمل التقرير سبعة مجالات رئيسية فيما يُعرف باسم «كوكبة الاستشراف التقني»؛ وهي: الفضاء والطيران، والبيئة والمياه والزراعة والطاقة والمواد والإنتاج، والصحة والتحول الحضري والخدمات اللوجستية، والتقنيات الرقمية.

ويعد هذا التقرير في منهجيته و أسلوبه؛ الأول من نوعه في المملكة، وتهدف المدينة إلى أن يكون ضمن سلسلة تقارير دورية، على غرار ما تفعله الكثير من الدول المتقدمة التي بدأت في إصدار هذا النوع من التقارير منذ عقود طويلة.

منهجية التقرير

مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»
الصورة: تقرير مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية السعودية «كاكست»

التقرير يمثل وجهة نظر شاملة عن التقنيات الواعدة التي قد تطلق إمكانات هائلة عبر العديد من المجالات والقطاعات على مدى العشرين عاماً المقبلة، وركز على أفقين زمنيين؛ الأول منهما في مسار الاستشراف الذي يتطلع إلى مستقبل التقنيات على مدى الأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة، والثاني في مسار الاستبصار الذي يتطلع إلى أبعد من ذلك؛ ببُعدٍ زمني يصل إلى عشرين عاماً.

اتبع التقرير منهجيةً علميةً رصينةً بعيدةً عن الانحياز، واستشرف التقنيات المستقبلية على ثلاث مراحل؛ حيث حصر في المرحلة الأولى عدداً كبيراً من التقنيات ذات المستقبل الواعد بمشاركة الخبراء المتخصصين في المجالات، وفُرزت هذه التقنيات في المرحلة الثانية بحسب المنهجية المتبعة في التقرير؛ والتي اتخذت منهج جذب السوق والدفع التقني لدراسة الجاذبية العالمية للمجالات التقنية، وقدرتها على تحقيق أكبر المكاسب الاقتصادية والاجتماعية،. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، قيم التقرير هذه التقنيات من ناحية أهميتها وتأثيرها على مستقبل المملكة.

إن كنت مهتماً بالموضوع فيمكنك الاطلاع على المزيد من تقرير آفاق التقنيات المستقبلية للمملكة العربية السعودية، المعد من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.