“المرأة الخارقة” تخترق أسوار عالم البرمجة

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الهيمنة الذكورية على المعارك وبطولاتها هي السائدة، فالجنود هم الأبطال وهم الحماة، وكان دور المرأة ثانوياً يقتصر على الفرق الطبية، لكن ما لم تتمكن المرأة من تحقيقه في ساحات الوغى قد حققته بين صفحات القصص المصورة، حيث ظهرت إحدى أشهر الشخصيات الخيالية في عالم القصص ولاحقاً في عالم السينما والتلفزيون، هي شخصية “المرأة الخارقة”.

عادت من جديد ولكن …

يوم الجمعة الماضي، عادت “المرأة الخارقة” لتتألق على الشاشة الذهبية، حيث تم افتتاح فيلم جديد يتناول البطولات الأنثوية التي يتم تحقيقها عن طريق هذه البطلة الفاتنة. الفيلم هو من إنتاج وارنر بروذرز وإخراج باتي جينكنس.

لكن ظروف الفيلم تختلف عن ظروف الظهور الأول للشخصية، فاليوم لم تترك المرأة ميداناً لم تلجه ولم تترك حقلاً لم تترك فيه أثراً، لذلك قد لا يضيف الفيلم لمناصري المرأة الشيء الكثير، لكن شركة جوجل استغلت الفيلم لدعم المرأة في أحد المجالات المهمة في عالم اليوم والذي لا تزال مساهمة العنصر الأنثوي فيه دون المطلوب.

تشير الإحصائيات إلى أن 18% فقط من حملة الشهادات الجامعية بعلوم الكمبيوتر هم من الإناث، كما أن نسبتهم لا تتعدى 22% من مطوري الألعاب، لذا عملت جوجل منذ سنة 2014 على تشجيع المرأة على الدخول إلى هذا المجال وذلك من خلال إطلاق مبادرة “صنع بواسطة البرمجة” Made with code والتي رصدت لها 50 مليون دولار أميركي، وقد عملت هذه المبادرة على تعليم الفتيات المراهقات المبادئ الأولية للبرمجة بطرق تفاعلية شيقة.

ساعدوا ديانا

أطلقت جوجل بلاي بالاشتراك مع ذات المبادرة السابقة ومع الشركة المنتجة لفيلم “المرأة الخارقة” أداة تعليمية جديدة تعلم الشابات كيفية استخدام التعليمات البرمجية والفكر البرمجي لتحريك الأميرة ديانا بطلة الفيلم لمحاربة الأعداء وتجاوز المخاطر.

تتألف هذه الأداة من ثلاث مراحل متدرجة التعقيد، في المرحلة الأولى يتم إعطاء اللاعبة مجموعة من الإجراءات والتي عليها ترتيبها بشكل صحيح لتتمكن ديانا من القفز فوق الأعداء وصد ضرباتهم.

في المرحلة الثانية يتم إضافة مفاهيم المتغيرات والتكرار، حيث يكون المطلوب هو تكرار مجموعة من الإجراءات عدد مرات معين (المتغير) لكي تتمكن البطلة التي تمتطي حصانها من تجاوز الأعداء والقفز فوق الحواجز.

أما المرحلة الثالثة، فتتضمن بالإضافة إلى المفاهيم السابقة (الإجراءات، التكرار، المتغيرات) مفهوم الأداة الشرطية والتي تعني تنفيذ إجراء ما إذا تحقق شرط ما، وفي هذه المرحلة تتحرك البطلة وتتحقق في كل خطوة من وجود الأعداء لكي تتلافى ضرباتهم، حتى تصل بالنهاية لقائد الجنود وتسقطه أرضاً.

عند انتهاء المراحل الثلاث، تظهر البطلة لتبشر اللاعبة أن قوتها الخارقة الجديدة هي البرمجة.

ذاك الزمن الذي كان الناس يتغنون فيه بالبطولات الفردية قد أصبح من الماضي، فاليوم أصبحت التكنولوجيا هي الحلبة الأساسية للتنافس، وأصبح الفكر التقني هو سيد الموقف، لذلك على كل من يرغب بأن يكون من صناع التغيير أن يتقن لغة الآلة، وكل ما حاولت جوجل فعله هو تغيير مفهوم البطولة ليصبح أكثر ملاءمة للعالم الرقمي الجديد.