رحلة الهاتف المحمول من الخيال العلمي إلى يدك التي تتشبث به

الهاتف المحمول
Shutterstock.com/Luuuusa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الهاتف المحمول هو جهاز محمول لاسلكي يسمح للمستخدمين بإجراء واستقبال المكالمات، وفي حين أن الجيل الأول من الهواتف المحمولة لم يكن بإمكانه سوى إجراء المكالمات واستقبالها؛ إلا أن الهواتف المحمولة الحالية تقوم بالكثير، فهي تستوعب متصفحات الويب والألعاب والكاميرات ومشغلات الفيديو وأنظمة التنقل، وفي حين أن الهواتف المحمولة كانت تُعرف بشكل أساسي باسم «الهواتف الخلوية»، فإن الهواتف المحمولة اليوم تسمى «الهواتف الذكية» بشكلٍ أكثر شيوعاً بسبب جميع خدمات الصوت والبيانات الإضافية التي تقدمها.

من هو مخترع الهاتف المحمول؟

في السبعينيات، بدأ الباحثون في مختبرات «بيل» في الولايات المتحدة الأميركية بتجربة مفهوم شبكة الهاتف الخلوي. كانت الفكرة هي تغطية البلاد بشبكةٍ من الخلايا السداسية؛ تحتوي كل منها على محطة أساسية.

ستقوم هذه المحطات الأساسية بإرسال واستقبال الرسائل من الهواتف المحمولة عبر ترددات الراديو. ستعمل أية خليتين متجاورتين على ترددات مختلفة، لذلك لا يوجد خطر من التداخل.

كما ستقوم المحطات بتوصيل إشارات الراديو بشبكة الاتصالات الرئيسية، وستقوم الهواتف بتبديل الترددات بسلاسة أثناء انتقالها بين خلية وأخرى، وبحلول نهاية السبعينيات من القرن الماضي، كان نظام الهاتف المحمول «بيل لابس أدفانس» قيد التشغيل على نطاق صغير.

في هذه الأثناء، كان «مارتن كوبر»؛ المهندس في شركة موتورولا في الولايات المتحدة، يطور شيئاً قريباً من جهاز التواصل في سلسلة «ستار تريك» الذي كان قد أبهره منذ أن شاهده لأول مرة على التلفزيون، وبالفعل؛ طوّر كوبرأول هاتف محمول يمكن توصيله عبر نظام «بيل لابس أدفانس» عام 1973.

وفي عام 1984، أطلقت موتورولا هاتف «DynaTAC». وكان يزن أكثر من كيلوغرام، وكان يُعرف باسم «ذا بريك»؛ أي الطوب؛ ولكنه سرعان ما أصبح ملحقاً ضرورياً للممولين الأثرياء ورجال الأعمال.

سبب اختراع الهاتف المحمول

Shutterstock.com/Watchara Aubonphuean

منذ مطلع القرن العشرين، تصور الناس عالماً يمكنهم فيه الحصول على وسائل اتصال مع بعضهم البعض بشكلٍ مستمر، خالياً من الأسلاك والكابلات المقيدة. مع إدخال الاتصالات اللاسلكية في أوائل القرن العشرين، وإدخال خدمات الهاتف الأرضي، لم يكن من الصعب معرفة سبب اعتقاد الناس أن اختراع الهواتف المحمولة الحقيقية كما نعرفها اليوم كان مسألة وقتٍ لا أكثر.

بالنسبة لمعظم تاريخها؛ كانت الهواتف المحمولة في الغالب عبارةً عن أجهزة راديو ثنائية الاتجاه يتم تثبيتها على شيءٍ متحرك. في عشرينيات القرن الماضي؛ إذ بدأ مشغلو السكك الحديدية الألمان في اختبار الهواتف اللاسلكية في عربات القطار الخاصة بهم، بدءاً من القطارات العسكرية على عدد محدود من الخطوط، قبل أن ينتشر إلى القطارات العامة بعد بضع سنوات.

في عام 1924، تم تأسيس شركة «Zugtelephonie AG» كمورّد لمعدات الهاتف المحمول للاستخدام في القطارات، وشهد العام التالي أول إدخال عام للهواتف اللاسلكية لركاب الدرجة الأولى على خطوط السكك الحديدية الرئيسية بين برلين وهامبورغ.

شهدت الحرب العالمية الثانية تطوراتٍ كبيرة في تكنولوجيا الراديو، مع انتشار أجهزة الراديو المحمولة على نطاق واسع. وضعت هذه التطورات أنظمة لاسلكية متنقلة في المركبات العسكرية في نفس الوقت تقريباً؛ لكن القيود التكنولوجية حدّت من جودة الأنظمة بشكلٍ كبير.

لم يمنع هذا الشركات من تقديم أنظمة الهاتف المحمول المصممة للاستخدام في السيارات في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي في أميركا وأماكن أخرى. ومع ذلك؛ مثل نظرائها التي تخدم أهداف عسكرية، فقد جاءت مع عيوبٍ خطرة.

إذ كانت أنظمةً كبيرةً تتطلب قدراً كبيراً من الطاقة، ولها تغطية محدودة، ولم تكن الشبكات قادرةً على دعم أكثر من عددٍ قليل من الاتصالات النشطة في وقتٍ واحد. هذه القيود بدورها، كانت ستعيق تقنية الهاتف المحمول لعقودٍ من الزمن، وستضع سقفاً لمدى سرعة تبني التكنولوجيا من قبل الجمهور.

اقرأ أيضاً: ودع نظريات المؤامرة: هذا ما تود معرفته عن شبكات الجيل الخامس

فوائد اختراع الهاتف المحمول

Shutterstock.com/Stokkete

يمكن أن تكمن فوائد الهاتف المحمول فيما يلي:

  • سهولة التواصل.
  • صغر الحجم والراحة في الاستخدام.
  • التقاط الصور وتسجيل الفيديو.
  • الرسائل النصية.
  • وسائل الترفيه؛ مثل الألعاب.
  • تدوين الملاحظات والتذكيرات.
  • التقويمات والتنظيم.
  • الخرائط من أجل الملاحة والسفر.
  • تسهيل بعض الخدمات المصرفية والتمويل عبر الإنترنت.
  • وجود دفتر العناوين وجهات الاتصال
  • مكالمات الطوارئ؛ حتى في أماكن انعدام الشبكة.
  • وجود الساعة والمنبهات.
  • الآلة الحاسبة.
  • مصباح يدوي.
  • التعلم والبحث.

مراحل تطور الهاتف المحمول

هاتف «DynaTAC»
الصورة: شركة موتورولا

استجابةً للطلب المتزايد على تحسين الاتصالات الهاتفية، ذهبت مختبرات «بيل» للعمل على تطوير نظام لإجراء واستقبال المكالمات الهاتفية داخل السيارات؛ مما سمح بإجراء عددٍ أكبر من المكالمات في منطقة معينة في نفس الوقت.

قدموا خدمة الهاتف المحمول الخاصة بهم عام 1946؛ والتي قامت شركة «AT&T» بتسويقها في عام 1949 باسم «خدمة الهاتف المحمول». كانت الخدمة بطيئة في الإقلاع، ومع ذلك؛ لم يكن هناك سوى بضعة آلاف من العملاء في حوالي 100 منطقة في المجموع.

تطلّب النظام حينها مشغل في لوحة مفاتيح لإعداد اتصال، وكان على المستخدمين الضغط على زر للتحدث وتركه للاستماع إليه، مما يجعله أشبه براديو عسكري أكثر من نظام الهاتف الحالي الذي اعتاد الناس عليه.

كانت الخدمة أيضاً باهظة الثمن، وظل عدد القنوات المتاحة للاتصالات النشطة محدوداً بما لا يزيد عن ثلاث قنوات في بعض الأماكن، ومع استحواذ محادثةٍ واحدة على القناة بأكملها طوال مدة المكالمة، لم يكن من الممكن أن تكون هناك محادثات أكثر نشاطاً من القنوات المتاحة.

كان مهندسو مختبرات «بيل» يعملون على نظامٍ جديد من شأنه تحسين كفاءة هذه القنوات في الأربعينيات، ومع ذلك؛ اقترح «دوجلاس رينج» و «دبليو راي يونج» فكرة شبكة من “الخلايا” للمساعدة في إدارة إعادة استخدام القنوات وتقليل التداخل بحلول عام 1947.

لكن لم تكن التكنولوجيا المطلوبة موجودةً في ذلك الوقت، ومع ذلك؛ بعد عقدين من الزمن قبل أن يقوم مهندسو الشركة نفسها ببناء مفهوم الخلايا هذا في خطة أكثر تفصيلاً لشبكة الهاتف المحمول للسيارات. بحلول هذا الوقت، كانت شركة «AT&T» قد دفعت بالفعل لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية لإتاحة المزيد من الطيف الترددي للهواتف الراديوية؛ مما يوفر المزيد من القنوات لاستخدامها.

مكّنت التطورات الهامة الأخرى في السبعينيات من القرن الماضي أنظمة تبديل إشارات الخلايا التلقائية التي سمحت للأجهزة بالحفاظ على اتصال أثناء انتقالها من خليةٍ إلى أخرى؛ مما أدى إلى توسيع المنطقة التي يمكن لشبكات الهاتف المحمول أن تخدمها؛ لكن كل هذه التطورات كانت تُستخدم في تطوير الهواتف المحمولة في السيارات؛ التي أخذ «مارتن كوبر» من موتورولا تطويرها إلى هواتف محمولة مستقلة مهمةً على عاتقه.

اقرأ أيضاً: 20 نصيحة لاستخدام هاتفك الذكي بشكلٍ أفضل

أسئلة شائعة

Shutterstock.com/Cookie Studio

في أي عام/قرن تم اختراع الهاتف المحمول؟

نشأت فكرة الهاتف المحمول في بدايات القرن العشرين، لا أحد يعرف تماماً متى، وتم اختراع الهاتف المحمول بالشكل الذي نعرفه عام 1973.

أين تم اختراع الهاتف المحمول؟

تم اختراع الهاتف المحمول في الولايات المتحدة الأميركية، ولاية نيوجرسي؛ مقر مختبرات «بيل».

من اخترع الهاتف الذكي؟

يعود الفضل في ذلك لشركة التكنولوجيا «IBM» في تطوير أول هاتف ذكي في العالم؛ وهو هاتف ضخم يحمل اسم «Simon». تم طرحه للبيع في عام 1994، وتضمن شاشةً تعمل باللمس وإمكانية الوصول إلى البريد الإلكتروني وعدد قليل من التطبيقات المضمنة؛ بما في ذلك آلة حاسبة ولوحة رسم.

اقرأ أيضاً: بإلهام من «وولفرين»: ستعيد الهواتف إصلاح شاشاتها تلقائياً