كيف تختار اللابتوب المناسب لك؟

الصورة: Unsplash/ Rawpixel
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا رغبت في شراء حاسوب محمول جديد، فلابدّ أن تشعر بالحيرة الشديدة بسبب كم الخيارات الكبير المُتاح الذي ستجده أمامك. ورغم توفّر الكثير من الموديلات في الأسواق دائماً، يطرح صانعوا هذه الأجهزة نسخ جديدة إلى السوق كلّ عام.

الأمر الجيد هو أنك لست بحاجةٍ للاطلاع على مواصفات كلّ الحواسب المحمولة المفصّلة، بل يمكنك حصر خياراتك إلى حدٍّ كبير من خلال توصيف الحاسب المحمول الذي تحتاج إليه وتنوي شرائه.

 

قوة الأداء أم سهولة التنقل؟

الحاسب المحمول يقدّم حلاً وسطاً بين إمكانية التنقل به وقوّة الأداء، وبالتالي، تختلف مواصفات هذه الأجهزة تبعاً لهذا الأمر. يحتاج الجهاز ذو الأداء ومعالجة البيانات الأسرع إلى مكوّناتٍ داخلية أكبر ومساحةٍ أوسع من أجل تهوية مكوّناته لتبريدها، مما يعني أنها ستكون أثقل وستسنزف البطارية بشكلٍ أسرع مما لو كان أداء الحاسب أقلُّ قوةً.

مع تحسّن أداء الحواسب المحمولة خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت المشاكل التي كانت تعاني منها أقلّ عموماً هذه الأيام. وصار هناك إمكانية لاستيعاب أحدث رقاقات الرسوميات والمعالجات في حواسب قليلة السماكة وتتسم بالأناقة أيضاً. ومع ذلك، إذا كنت تريد حاسباً يقوم بمهامّ معقّدة- مثل الألعاب وتحرير الفيديو- فلا بدّ أن يكون أكبرَ حجماً نسبياً ليستوعب المعدّات والرقائق الالكترونية اللازمة.

العامل المهم الآخر الذي يؤثر على إمكانية التنقل هو حجم الشاشة، والذي يُدرج عادةً في رأس قائمة مواصفات الكمبيوتر المحمول. اختيار حجم الشاشة مرتبطٌ بما تحتاج القيام به، فإذا كنت ترغب بعرض مساحةٍ أكبر لجداول بيانات إكسل وعرض أفلام نتفلكس مثلاً، يمكنك اختيار شاشةٍ كبيرة. أما إذا كنت ترغب بجهازٍ يمكنك وضعه بحقيبةِ يدك وسهل الحمل جداً، فيمكنك اختيار شاشةٍ صغيرة. تتراوح أحجام شاشات الحاسب المحمول من 11 إلى 17 بوصة عادةً.

يمكنك العثور على العديد من الخيارات التي تناسب كلّ ما تحتاجه بالنسبة لقوة الأداء وسهولة التنقل، لذلك عليك تحديد أيّها أكثر أهميةً بالنسبة لك. مثلاً، كم من الوقت ستضطر لحمل الحاسب المحمول من مكانٍ لآخر؟ أو مقدار الزمن الذي يمكن إستخدام الحاسب المحمول خلاله دون إعادة شحن البطارية، أو ما هو مقدار تعقيد العمليات التي ينبغي أن يقوم بها الحاسب؟ من خلال طرح هذه الأسئلة، يمكنك حصر خياراتك المناسبة بسرعة.

 

اختيار نظام التشغيل المناسب

إذا كنت متآلفاً مع نظام التشغيل، فمن الأفضل التمسّك به بدلاً من تغييره
الصورة: بهمن أدلو/ Unsplash

الخيارات المتوفرة من أنظمة التشغيل هي ويندوز وماكنتوش وكروم أو إس -نظام تشغيل خفيف مبني على نواة لينوكس-، وجميعها سريعة ومستقرة وآمنة وموثوقة. لكلّ نظام تشغيل إيجابياته وسلبياته، ومن الصعب تصنيفها بأي طريقةٍ موضوعية بشكلٍ نهائي. ولكّن في الأغلب يميل الناس إلى التمسك فقط بما هو مألوف لديهم بالفعل، مما يجعل اختيار جهاز كمبيوتر محمول جديد أسهل قليلاً.

يبقى اختيار نظام ويندوز الأكثر شيوعاً من بين الأنظمة الثلاثة، وذلك يعني أيضاً أنّه مستهدفٌ أكثر من غيره من الأنظمة بالبرمجيات الضارة والفيروسات، لذلك ينبغي أن تتأكّد من وجود نظامِ حمايةٍ قوي -ستكون الحماية المضمّنة مناسبة لمعظم المستخدمين-. ونظراً لأنّ العديد من الشركات المصنّعة تعتمد في أجهزتها على نظام ويندوز، سيكون لديك خياراتٌ كثيرة من نختلف تصاميم الحواسب المحمولة، مثل الحواسب المحمولة القياسية والقابلة للطي والتابلت وغيرها.

يتمتع نظام ماكنتوش من آبّل بسمعةٍ أقوى فيما يتعلق بالاستقرار والأمان، وتأتي العديد من البرمجيات مُضمنةً بالنظام بشكلٍ أساسي، كتطبيقات سطح المكتب وحتى أدوات تحرير الموسيقى. بالمقابل، الخيارات أقلّ بالنسبة لتصاميم أجهزة الحواسب، ولكن أسعارها مرتفعة جداً. يتوافق نظام تشغيل ماكنتوش بشكلٍ جيد مع أجهزة الآيفون والهوم باد التي تنتجها شركة آبّل أيضاً، بينما التوافق يكون أقل مع الأجهزة الأخرى التي لا تنتجها شركة آبّل نفسها.

بالنسبة لنظام تشغيل كروم أو إس، فهو يتكوّن أساساً من متصفّح الكروم، لذلك ستكون مقيداً بتطبيقات الويب فقط -على سبيل المثال؛ لا يوجد مايكروسوفت أوفيس أو أدوبي فوتوشوب في نظام التشغيل-، لكّن بالمقابل، لا يحتاج نظام التشغيل الخفيف هذا إلا القليل جداً من الصيانة. تتوفر أجهزة كروم بوك التي تعمل بنظام التشغيل كروم في مجموعة متنوعة من التصاميم وعادة ما تكون بأسعار تنافسية أيضاً. 

هذه جولةٌ سريعة بالنسبة للخيارات الرئيسية الثلاث المتوفرة، ولكنّها تعطيك فكرةً عما يقدمّه كلٌّ منها. إذا لم تكن هذه أوّل مرةٍ تشتري فيها حاسباً محمولاً، فستكون على درايةٍ بأحد أنظمة التشغيل هذه على الأقل. أمّا إذا كنت تنوي الانتقال إلى نظامِ تشغيلٍ آخر، فجرّب في البداية العمل على النظام الجديد على حاسبٍ محمول ربّما يملكه صديقك أو أحد أقربائك لترى إن كان يلائمك أم لا.

تنتج كلّ من مايكروسوفت وآبّل وجوجل الحواسب المحمولة وعليها أنظمة التشغيل الخاصّة بكلٍّ منها. يمكنك إلقاء نظرةٍ على حاسب ماك بوك برو، الذي تبدأ أسعاره من 1299 دولار، وحواسب سيرفس لابتوب الذي يعمل بنظام ويندوز بسعرٍ يبدأ من 999 دولار، وحاسب بيكسل بووك جو، من جوجل والذي يعمل بنظام كروم بسعرٍ يبدأ من 649 دولار. 

 

اختيار مواصفات الحاسب المحمول

عند اختيار معالج ، تأكد من معرفة جيله وما تعنيه كل هذه الأرقام.
الصورة: رومان سبيريدونوف/ Unsplash

سترى مواصفات كثيرة واسعة عند استعراض الحواسب المحمولة في المتاجر المحلية، ولكّن لا تهتّم كثيراً باللصاقات الورقية الصغيرة على أجهزة الحواسب والتي تشير إلى مواصفاته. باختصارٍ مفيد، انظر إلى الأسعار، ستخبرك غالباً بمدى قوّة الجهاز مقارنةً مع غيره، ومع ذلك، من المفيد معرفة القليل عن المواصفات التي تتعامل معها.

وحدة المعالجة المركزية أو ببساطة؛ المعالج، دماغ الحاسب، والذي يتحكّم بكلّ العمليات الحسابية فيه. لمعرفة مدى قوّة المعالج، ابحث عن المواصفات المتعلّقة بسرعته والتي يُشار إليها عادةً بالجيجا هرتز. يجب ملاحظة عدد النوى التي يحويها المعالج أيضاً، والتي تُعتبر وحدات معالجةٍ مركزية صغيرة؛ المزيد من النوى يعني المزيد من قوّة الأداء عملياً.

غالباً ما تختفي هذه المواصفات وراء الأسماء التسويقية التجارية للمعالجات، مثلاً، معالج i3 يعني أنّ المعالج مصممٌ للاستخدامات البسيطة، i5 مصممٌ للاستخدامات التي تتطلب أداءاً متوسط، i7 للأداء العالي، ومعالج i9 المصمم للاستخدامات الاحترافية. عليك الانتباه إلى الجيل الذي ينتمي إليه المعالج أيضاً -تُعدّ  معالجات انتل من الجيل العاشر الأفضل حالياً-، كلّما كان جيل الرقائق الالكترونية أحدث، كان أداء الحاسب وسعة البطارية أفضل. لذلك عندما يصل جيلٌ جديد من المعالجات، غالباً ما تتحدّث معها قطع الكمبيوتر الأخرى وبالتالي تختلف أسعار الحواسب.

 هناك مواصفات مهمة أخرى، مثل ذاكرة الوصول العشوائي -الرام-، والتي تتحكم بشكلٍ أساسي في مقدار العمليات الحسابية التي يمكن أن يقوم بها الحاسب المحمول في الوقت نفسه. المزيد من ذاكرة الوصول العشوائي يدعم فتح العديد من علامات تبويب المتصفح وصوراً أكبر والمزيد من التطبيقات المفتوحة وما إلى ذلك. من الناحية العملية، تتيح لك ذاكرة الوصول العشوائي -الرام- القيام بعدّة مهامٍ على الحاسب المحمول دون الاضطرار إلى التوقّف عن عمل إحداها. الحد الأدنى لسعة الرامات المتعارف عليها حالياً هو 4 جيجابايت، رغم ذلك، قد تحتاج لزيادتها إذا كانت أعمالك تتطلّب القيام بمهامّ معقّدة على الحاسب.

هناك أيضاً بطاقة الرسوميات أو جي بي يو، والذي يُعتبر معالجاً مخصّصاً للرسوميات تحديداً. وهو مهمٌ لمحترفي للألعاب وبرامج الجرافيك وتحرير الفيديو فقط. إذا كان عملك يتطلّب التعامّل مع مرئياتٍ عالية الدقة، ينبغي التحقّق من دقّة الشاشة التي تُقاس عادةً بالبيكسل، فالمزيد من وحدات البكسل تعني شاشة أكثر وضوحاً -وللأسف المزيد من استنزاف البطارية-. إذا وجدت جهازاً بسعرٍ منخفض نسبياً، قد يكون السبب في أنّ دقّة الشاشة منخفضة. 

من المواصفات الأخرى المهمة نسبياً، سعة القرص الصلب، والذي يشير إلى حجم البيانات التي يمكن تخزينها عليه. إذا كنت تخطّط لتخزين ملفّات الفيديو والصور والموسيقى على الجهاز-بدلاً من تخزينها على المخدمّات السحابية-، ينبغي التأكّد من أنّ حجم القرص الصلب يلبي احتياجاتك من مساحة التخزين. 

عليك الانتباه أيضاً إلى عدد المنافذ الموجودة في الحاسب المحمول، خصوصاً إذا كنت تنوي توصيله بالكثير من الأجهزة الطرفية -مثل محركّات الأقراص الصلبة الخارجية أو مكبرّات الصوت السلكية وغيرها-.

 

السعر

يُعدّ السعر العامل الأهم الذي تبني عليه قرارك في شراء حاسبٍ محمولٍ جديد. إذا كنت قد خصصت ميزانيةً محددة لشراء حاسبٍ جديد، فذلك سيقلّل من الخيارات المتاحة أمامك عموماً. ولكن يمكنك توفير بعض المال بالبحث عن الموديلات القديمة التي عادةً ما يكون سعرها أقلّ، خصوصاً عندما تعلم أنّك استخدامك للحاسب لا يحتاج إلى المواصفات المتطوّرة الجديدة.

أخيراً ألقي نظرةً على تقييمات أجهزة الحواسب المحمولة التي تُنشر في الدوريات التقنية المتخصصة للتعرّف على الأجهزة التي تحصل على أعلى التقييمات من بين الأجهزة الأخرى. كما يمكنك تجربة الحواسب في المتاجر التي توفّر بعضاً منها لمعاينتها وتجربتها، وذلك يعطيك فكرةً عن حجم الشاشة وجودة التصميم وأداء الحاسب وما إلى ذلك، حتّى لو كنت تنوي شراءه على الانترنت.