تعرف إلى الدواء العجيب الذي يحسّن قدراتك المعرفية

3 دقيقة
حقوق الصورة: بيكسلز

يعاني العديد من الناس حول العالم مشكلات قلة الانتباه والتركيز وتدهور الذاكرة، وهنا برز اسم جديد على الساحة الطبية والمكملات الغذائية هو "الباكوبا"، وهي عشبة هندية مستخدمة منذ قرون في الطب التقليدي الهندي، وأصبحت حديث الساعة بعد ادعاءات عن فوائدها المذهلة في تحسين القدرات الذهنية مثل التركيز وحماية الدماغ. لكن ما حقيقة هذه الفوائد؟ وهل تستحق هذا الاهتمام الكبير؟

اقرأ أيضاً: علمياً: لا تنسَ السبانخ فهي غذاء للذاكرة!

ما هي الباكوبا؟

الباكوبا، أو "باكوبا مونيري" (Bacopa monnieri) ويدعوها البعض باكوبا منيرة، هي عشبة مائية معمرة تنمو في الأراضي الرطبة والمستنقعات في الهند وجنوب شرق آسيا، تُعرف أيضاً باسم "براهمي"، نسبةً إلى تقليد هندوسي تاريخي، واستُخدمت منذ آلاف السنين في الطب الهندي التقليدي الأيورفيدي (Ayurvedic) لتعزيز الصحة النفسية وتحسين القدرة على الحفظ والتركيز. حيث يحتوي نبات الباكوبا على مركبات فعالة تُسمى "الباكوسيدات" (Bacosides)، وهي مسؤولة عن معظم التأثيرات البيولوجية للعشبة التي تعمل بصفتها مضادات للأكسدة وتهدئ الجهاز العصبي، ما يجعل الباكوبا خياراً شائعاً لدى من يبحثون عن وسيلة لدعم صحة الدماغ على نحو طبيعي.

استُخدمت الباكوبا تقليدياً لدى من يتعلمون نصوصاً دينية طويلة في الهند، وكان يُعتقد أنها تسهل الحفظ والفهم، كما كانت تُستخدم باعتبارها مقوياً عاماً للجسم والدماغ، ومهدئاً يساعد على تخفيف التوتر والقلق. في الآونة الأخيرة، أصبحت هذه العشبة محور اهتمام واسع على مستوى العالم، وخاصةً في مجال المنشطات الذهنية (Nootropics) التي تهدف إلى تحسين الوظائف الإدراكية والتركيز.

اقرأ أيضاً: لماذا لا نتذكر طفولتنا المبكرة؟ أدلة جديدة في لغز الذاكرة

ما فوائد الباكوبا الصحية المختلفة؟ 

يمكن أن تفيد الباكوبا في تعزيز الذاكرة بمختلف أنواعها، بما في ذلك الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة العاملة، كما تؤدي إلى تحسن واضح في التركيز والانتباه والاستدلال المنطقي لدى من يتناول مستخلص الباكوبا بانتظام، وتساعد على خفض مستويات القلق وهرمون التوتر "الكورتيزول" في الدم، وتحسين جودة النوم.

تحفز الباكوبا إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين يسهم في نمو الخلايا العصبية الجديدة، وله خصائص مضادة للالتهابات، وأثر وقائي محتمل ضد الشيخوخة العصبية؛ ما يجعله مركباً مرشحاً للوقاية من الأمراض التنكسية مثل آلزهايمر، وذلك وفقاً لدراسة من معهد بي جي إس العالمي للعلوم الطبية (BGS Global Institute of Medical Sciences) منشورة في فبراير/شباط 2024.

تعمل الباكوسيدات على المستوى الخلوي في حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الجذور الحرة التي تتلف الخلايا ومن التوتر المزمن. إضافة إلى أنها تُعيد بناء الشبكات العصبية التالفة، ما يعزز التواصل بين الخلايا الدماغية ويُحسّن الأداء الإدراكي العام.

اقرأ أيضاً: علمياً: الحديد لا يقوّي العضلات فقط بل يحمي الذاكرة أيضاً!

هل يعد استخدام الباكوبا آمناً صحياً؟

على الرغم من الفوائد العديدة المحتملة التي قد توفرها الباكوبا، فإن استهلاكها لا يخلو من المخاطر، خصوصاً عند الإفراط به. إذ يعتبر تناول الباكوبا آمناً عند استهلاكها بجرعات تصل إلى 600 ميلي غرام يومياً مدة تصل إلى 12 أسبوعاً لدى معظم البالغين الأصحاء، ولكن قد يسبب ظهور بعض الآثار الجانبية الشائعة مثل الغثيان وجفاف الفم وتشنجات المعدة.

كما قد تؤثر الباكوبا في مستويات هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي لا يُنصح باستخدامها من قبل الأشخاص الذين يعانون اضطرابات الغدة الدرقية أو الذين يتناولون أدوية هرمونية، وهناك مخاوف من تلوث أو خلط بعض المنتجات التجارية لمكملات الباكوبا بالنباتات الأخرى مثل "غوتو كولا" التي تسبب ضرراً للكبد عند الإفراط بتناولها، ما يجعل من الضروري اختيار مصادر موثوقة ومضمونة للحصول على مكملات الباكوبا.

قد تتفاعل مكملات الباكوبا مع بعض الأدوية، وخاصةً تلك التي تؤثر في النواقل العصبية، مثل أدوية علاج الخرف واحتباس البول، ويمكن أن تزيد الباكوبا تأثير الأدوية المثبطة لناقل الأستيل كولين العصبي أو تُضعف تأثيرها، ما يستدعي الحذر من استخدامها ومراجعة الطبيب قبل تناولها.

اقرأ أيضاً: 10 أنشطة لتقوية الذاكرة بعد سن الـ 40

محاذير لاستخدام الباكوبا 

على الرغم من شعبية الباكوبا المتزايدة، لا يزال العديد من العلماء يحذرون من الاعتماد الكامل على الباكوبا باعتبارها حلاً سحرياً لمشكلات الانتباه والذاكرة، فإدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لم توافق على استخدامها دواء، بل مكملاً غذائياً. ما يعني أنها لا تخضع لاختبارات السلامة والفعالية الصارمة نفسها كالأدوية.

 

كما قد تتفاعل الباكوبا مع بعض الأدوية، ولا يُنصح باستخدامها لمن يعانون أمراضاً مثل الربو، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وقرحة المعدة، أو من لديهم مشكلات في المسالك البولية، وتعد الأدلة المثبتة على فوائدها محدودة، وهناك نسبة كبيرة من المنتجات المعلنة على أنها مكملات "باكوبا" مغشوشة أو تحتوي على مواد أخرى غير مُدرجة على الملصق. ما يشير لأهمية اختيار منتجات مضمونة ومختبرة من جهات خارجية مستقلة ومعتمدة.

كذلك، لا يُنصح باستخدامها في أثناء الحمل أو الرضاعة لعدم توفر بيانات كافية حول سلامتها في هذه الحالات، ويجب على مرضى القلب أو انسداد الجهاز الهضمي أو اضطرابات الغدة الدرقية استشارة الطبيب قبل استخدامها.

اقرأ أيضاً: من الأطعمة إلى الألعاب: إليك أبرز الطرق لتقوية الذاكرة

يشارك الباحث العماني في التعريف والتوعية بالنباتات البرية وصاحب مبادرة "النباتات البرية كنوز من الذهب الأخضر"، أحمد سوحلي جعبوب، عبر حسابه على منصة إكس مجموعة من الصور وتعريفاً بنبتة باكوبا واستخداماتها في تنشيط الذهن.

المحتوى محمي