ما هو الفحم النشط؟ وما هي فوائده للصحة؟

4 دقيقة
ما هو الفحم النشط؟ وما هي فوائده للصحة؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: يُصنع الفحم المنشّط من مواد غنية بالكربون مثل الخشب أو قشور جوز الهند بعد معالجتها في درجات حرارة عالية وبغياب الأوكسجين، لإنشاء بنية مسامية ذات مساحة سطح كبيرة، ما يسمح له باحتجاز السموم والمواد الكيميائية. فعند تناوله، يرتبط الفحم المنشط بالسموم، ويمنع امتصاصها في مجرى الدم، ليخرجها مع البراز. ومن فوائده، أولاً، علاج التسمم الطارئ بالجرعات الزائدة من الأدوية. ثانياً، تقليل الغازات والانتفاخات. ثالثاً، يعزز صحة الكلى، فهو يصفي السموم من الدم. رابعاً، يرتبط بالكوليسترول في الأمعاء، ويقلل مستوياته. خامساً، يزيل البقع السطحية والبلاك عن الأسنان، ويبيضها. سادساً، ينقي المياه. سابعاً، يزيل الشوائب والزيوت الزائدة من البشرة. ومع ذلك، قد يسبب مشكلات مثل الإمساك والبراز الأسود، كما قد يتداخل مع امتصاص الدواء. عموماً، لا ينصح الأطباء باستخدامه فترة طويلة بسبب نقص العناصر الغذائية المحتمل الذي يمكن أن يسببه.

اكتسب الفحم المنشط خلال العقود الماضية شعبية واسعة نظراً لما يُنسب إليه من فوائد صحية. فما هو الفحم المنشط؟ وكيف يعمل وما هي فوائده؟

ما هو الفحم المنشط وكيف يعمل؟

الفحم المنشَّط، يختلف عن قوالب الفحم أو بقايا الطعام المتفحمة، فهو عبارة عن مواد تحتوي على الكثير من الكربون مثل الخشب، أو الخث، أو قشور جوز الهند، أو نشارة الخشب، تعرّضت لدرجات حرارة عالية جداً بغياب الأوكسجين. تُعرف هذه العملية بـ "التنشيط"، وتؤدي إلى تنظيف الفحم من الجزيئات المحاصرة في مسامه، ما يزيد عدد الثقوب المجهرية، فيصبح النسيج مسامياً، ما من شأنه أن يزيد مساحة سطحه الإجمالية، ليصبح سطح ملعقة صغيرة من الفحم المنشط معادلاً لمساحة ملعب كرة قدم تقريباً.

تسمح زيادة السطح للفحم باحتجاز السموم والمواد الكيميائية بشكلٍ فعّال، حيث يتمتّع الفحم المنشّط بشحنة كهربائية سلبية تجذب الجزيئات المشحونة إيجابياً مثل السموم والغازات. عند تناوله، يرتبط الفحم بهذه المواد في الأمعاء، ويمنع امتصاصها في مجرى الدم ويسهّل إخراجها من خلال البراز.

اقرأ أيضاً: لماذا لا يرفع الحديد مستويات الهيموغلوبين لديك؟

فوائد الفحم المنشط

يمنح السطح الكبير للفحم المنشّط خصائص وفوائد عديدة له، إليك أهمها:

علاج التسمم الطارئ

يُستخدم الفحم المنشط على نطاقٍ واسع في غرف الطوارئ لعلاج التسمم والجرعات الزائدة من الأدوية. قدرته على الارتباط بالسموم ومنع امتصاصها في الجسم تجعله ترياقاً فعّالاً في مثل هذه المواقف. وفقاً لكتاب الفحم المنشط (Activated Charcoal)، تشير الدراسات إلى أن تناول 50-100 غرام من الفحم المنشط خلال 5 دقائق من تناول الدواء قد يقلل من قدرة الشخص البالغ على امتصاص هذا الدواء بنسبة تصل إلى 74%. كما أنه يبقى فعّالاً في احتجاز الأدوية البطيئة التحرر، وتلك التي تُبطئ عملية الهضم، والجرعات الكبيرة من الدواء، مدة تصل إلى نحو 4 ساعات.

 ومع ذلك، لا يمكن للفحم المنشط إيقاف امتصاص المواد الكيميائية التالية: 

  • المركبات الكيميائية المسببة للتآكل مثل الغسول أو القلويات الأخرى.
  • الأحماض القوية.
  • البنزين أو المنتجات البترولية.
  • حمض البوريك.
  • السيانيد.
  • الليثيوم.
  • الكحول.
  • أقراص الحديد.
  • المعادن الثقيلة الأخرى مثل الرصاص أو الفضة.
  • الشوارد مثل المغنيزيوم والبوتاسيوم والصوديوم.

تقليل الغازات والانتفاخات

يمكن أن يساعد الفحم المنشط على تقليل الغازات والانتفاخات ويحسّن صحة الجهاز الهضمي، ويمكن للسوائل والغازات المحاصرة في الأمعاء أن تمرّ بسهولة عبر ملايين الثقوب الصغيرة في الفحم المنشط ليتم احتجازها فيها، ما يؤدي إلى تحييدها.

علاوة على ذلك، أفادت دراسة أجراها الباحثان أحمد عبد الجبار وإبراهيم عباس، بمشاركة آخرين في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، ونشرتها مجلة الموجات فوق الصوتية (Journal of Ultrasonography)، بأن تناول الفحم المنشط قبل 8 ساعات من إجراء تصوير الموجات فوق الصوتية على البطن يقلل بشكلٍ كبير من كمية الغازات في أمعائك، ما يجعل الرؤية أوضح في صورة الموجات فوق الصوتية. 

اقرأ أيضاً: الفحم المنشّط يوجد في الكثير من المنتجات، إليك 4 أسباب لتتجنّبه

تعزيز صحة الكلى

قد يدعم الفحم المنشط وظائف الكلى عن طريق تصفية السموم والفضلات من الدم، ما يقلل كمية النفايات التي ينبغي للكلى تصفيتها. على وجه التحديد، يساعد الفحم المنشط على إزالة السموم المشتقة من اليوريا، وهي المنتج الثانوي الرئيسي لعملية هضم البروتين.

يقلل مستويات الكولسترول

قد يقلل الفحم المنشط مستويات الكوليسترول في الدم عن طريق الارتباط به، بالإضافة إلى أنه يرتبط بالأحماض الصفراوية والدهون من الطعام في الأمعاء، ما يقلل امتصاص الدهون في الأمعاء.

تبييض الأسنان

يعتبر الفحم المنشط مكوناً شائعاً في منتجات تبييض الأسنان الطبيعية. يساعد قوامه الكاشط على إزالة البقع السطحية والبلاك، ويمنح ابتسامة أكثر إشراقاً. وقد أفادت المراجعة المنشورة في المجلة البريطانية لطب الأسنان (British Dental Journal)، بأن الغسول أو معجون الأسنان المحتوي على الفحم، يحمي الأسنان عن طريق امتصاص البلاك والمركبات الأخرى التي تسبب تلطيخ الأسنان. 

اقرأ أيضاً: معجون أسنان بالفحم النشط: ما الفوائد والأضرار؟

تنقية المياه

يستخدم الفحم المنشط بشكلٍ شائع في أنظمة تنقية المياه لإزالة الشوائب والمواد الكيميائية والسموم من مياه الشرب؛ حيث تحبس بنيته المسامية الملوثات بشكلٍ فعّال. وجدت الدراسة المنشورة في مجلة طب الأسنان (Journal of Dentistry)، أن استخدام الفحم المنشط في أجهزة تنقية المياه، ساعد على إزالة 99.9% من الفلورايد في 32 عينة مياه غير مفلترة خلال 6 أشهر من الاستخدام.

العناية بالبشرة

يُستخدم الفحم المنشط أيضاً في منتجات العناية بالبشرة، مثل أقنعة الوجه ومنظفات البشرة، نظراً إلى خصائصه في إزالة السموم؛ حيث يمكن أن يساعد على إزالة الشوائب والزيوت الزائدة والسموم من الجلد.

اقرأ أيضاً: هل تفيد صابونة الفحم البشرة الدهنية كما يُروَّج لها؟

المخاطر المحتملة لاستخدام الفحم المنشط وآثاره الجانبية

على الرغم من أن الفحم المنشط يقدّم العديد من الفوائد الصحية، فإنه من الضروري الانتباه إلى بعض المخاطر المحتملة والآثار الجانبية النادرة الحدوث، مثل:

  • مشكلات الجهاز الهضمي: يمكن أن يسبب الفحم المنشط الإمساك، والبراز الأسود، وفي حالات نادرة، انسداد الأمعاء.
  • التداخل الدوائي: يمكن أن يتداخل الفحم المنشط مع امتصاص بعض الأدوية، ما يقلل فاعليتها، مثل الأسيتامينوفين والأسبرين ومضادات الذهان وبعض مضادات الاكتئاب. لذا من الضروري استشارة مختص الرعاية الصحية قبل استخدام الفحم المنشط، خاصة إذا كنت تتناول أدوية أخرى.
  • غير مناسب للاستخدام الطويل الأمد: لا ينصح بالاستخدام طويل الأمد للفحم المنشط، لأنه يمكن أن يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية ومشكلات صحية أخرى. ومن الأفضل استخدامه لإزالة السموم على المدى القصير أو العلاج الطارئ.