هل عمليات زيادة الطول ممكنة؟ وما هي آثارها؟

4 دقيقة
هل عمليات زيادة الطول ممكنة؟ وما هي آثارها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: هناك مئات الأنواع من الجراحات التجميلية، لكن منها ما يحمل مخاطر أعلى من غيرها، وهذه الحالة بالنسبة لجراحة إطالة القامة التجميلية، التي قد يختار شخص يريد أن يزيد على قامته عدة سنتيمترات الخضوع لها، فيقص الأطباء عظمتي فخذيه أو ساقيه ويثبتونهما بجهاز يزيد المسافة بين العظمين ليسمح للعظام بردم الفراغ وزيادة الطول. وقد تنطوي هذه العملية على عدة مخاطر مثل خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية من الجراحة وضعف العضلات وتلف الأوعية الدموية والأعصاب وبقاء الندبات على الجلد، والتهاب المفاصل وعدم تناسق الأطراف، علماً أن هذه العملية مكلفة وتحتاج إلى فترة نقاهة بالمنزل تطول عدة أشهر مع الحاجة إلى أشخاص يساعدون الخاضع للجراحة على أداء مهامه اليومية مثل اللباس والذهاب إلى الحمام. لهذه الأسباب يمتنع العديد من الأطباء والمراكز الطبية عن إجراء هذه العملية لأغراض تجميلية، إذ تفوق المخاطر الفوائد المحتملة. من جهةٍ أخرى تُجرى هذه العملية للأطفال الذين يعانون تشوُّهاً خلقياً مثل وجود طرف أطول من الآخر، حينها تختلف طرق التقييم في إمكانية العمل الجراحي.

يُعدّ قصر القامة عائقاً في بعض الحالات، إذ يمنع الشخص من أداء المهام اليومية بشكلٍ مناسب ومن الممكن أن يخضع الشخص للتمييز والتنمر بسبب قصر قامته، هذا ما يدفع بعض الأشخاص لطلب القيام بجراحة إطالة القامة لأغراض جمالية، دون الحاجة الطبية الصحية لهذه الجراحة، فما هي الجوانب السلبية لهذه الجراحة وهل تستحق هذا العناء؟

اقرأ أيضاً: ما تحتاج إلى معرفته قبل الخضوع للجراحة: دليلك للاستعداد قبل الجراحة

ما هي الجوانب السلبية لجراحة إطالة القامة؟

تشمل أبرز الجوانب السلبية المتعلقة بعملية إطالة الأطراف ما يلي:

الإصابة بالعدوى 

تحمل الجراحات كلّها خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية على الرغم من الالتزام بالتدابير الوقائية كافة. وتتميز جراحة إطالة القامة بخطورة أكبر للعدوى نتيجة تركيب مسامير جهاز الإطالة الذي يثبت العظام من الداخل ويبرز لخارج الجسم، ما يشكّل نقطة ضعف في الحماية مكان خروج المسمار من الجلد، ويحتاج إلى المزيد من العناية والانتباه للوقاية من الإصابة بالعدوى.

ضعف الأنسجة الرخوة

تحتاج عملية الإطالة إلى شد الفخذ أو الساق بعد قص العظم، ما يسبب تمدد الأنسجة الرخوة مثل العضلات والأوتار والأربطة، وهذا يعرّضها للإجهاد والتوتر، وقد يؤدي إلى مشكلات مثل ضعف العضلات والأوتار. يخضع المريض لإعادة تأهيل وعلاج فيزيائي بغية استعادة وظيفته العضلية بعد انتهاء عملية الإطالة للتغلب على هذه الحالة.

إصابة الأعصاب أو الأوعية الدموية

قد تشكّل جراحة الإطالة خطراً على سلامة الأعصاب والأوعية الدموية في أثناء العملية الجراحية أو بعدها، ويمكن أن تؤدي هذه الإصابات إلى تغيرات حسية أو خدر أو انخفاض في كفاءة الدورة الدموية في الطرف المصاب.

مشكلات المفاصل

يمكن أن تؤدي إطالة العظام إلى الضغط على المفاصل، ما قد يؤدي إلى تصلب المفاصل أو تقييد نطاق الحركة، ومن المحتمل أن يُصاب الشخص الخاضع لهذه العملية بالتهاب المفاصل على المدى الطويل. 

التحديات النفسية في فترة الإطالة

يجب على الخاضع لجراحة الإطالة أن يلتزم بتعليمات الطبيب ويخضع لفترة نقاهة طويلة تتطلب منه الاستلقاء أو الجلوس في المنزل دون الخروج عدة أشهر. هذا قد يسبب الإحباط أو الضيق العاطفي أو الاكتئاب المرتبط بتغير نمط الحياة بشكلٍ كبير.

بقاء الندبات

تسبب الشقوق الجراحية لعملية الإطالة ومواقع تثبيت مسامير جهاز الإطالة ندبات مرئية ودائمة، ويختلف حجم الندبات وأثرها تبعاً للتقنيات الجراحية المستخدمة ومعدل التئام الجروح عند المريض.

عدم التناسق في طول الأطراف

يُعدّ تحقيق التناسق المثالي لطول الأطراف في عملية الإطالة صعباً، ومن المحتمل أن يظهر اختلاف طفيف في طول الأطراف بعد الجراحة، على الرغم من التخطيط الدقيق للعملية.

الكلفة المرتفعة للعملية

تعتبر جراحة إطالة الأطراف معقدة ومكلفة، إذ قد تكلف من عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الدولارات الأميركية، وغالباً ما يضطر مَن يرغب في القيام بهذه العملية إلى السفر إلى مركز طبي متخصص ليتولى القيام بالعملية.

الحاجة إلى خدمة في فترة الإطالة

يحتاج معظم الخاضعين للجراحة في فترة الإطالة إلى المساعدة في المهام اليومية مثل ارتداء الملابس وإعداد الوجبات واستخدام الحمام، وقد يشكّل ذلك صعوبة على مَن يقوم بالرعاية؛ إذ تستغرق 2-3 أشهر.

 اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

فوائد جراحة إطالة الأطراف

يمكن أن توفّر جراحة إطالة الأطراف مجموعة كبيرة من الفوائد، ومن أبرزها ما يلي

  • تصحيح اختلافات طول الأطراف الخلقية وتحسين التوازن والمشية.
  • تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس عند الأشخاص الذين يعانون عيوباً خلقية في طول القدمين.
  • تحسين نوعية الحياة وزيادة الاستقلال في أداء المهام.
  • القدرة على المشاركة في الأنشطة البدنية والرياضية.

يشارك إياد الحمود، المؤثر السعودي على منصات التواصل الاجتماعي عبر منصة إكس، صورة لحالة أجرى لها طبيب جراحة إطالة قامة تجميلية ناجحة لشخص لديه قصر في القامة، يقارن بها الطبيب صور الشخص الذي خضع للجراحة قبلها وبعدها.

لماذا لا يُجري الكثير من العيادات والمشافي حول العالم جراحة إطالة القامة؟

يتحفظ العديد من الأطباء والمؤسسات الصحية على القيام بجراحة إطالة القامة نظراً لعدة اعتبارات أخلاقية، من أبرزها القيام بها لغاية تجميلية من قِبل الأفراد أصحاب الأطراف المتناسبة، إذ تفوق مخاطر الجراحة الفائدة التجميلية التي يمكن أن توفرها.

أمّا بالنسبة للحالات الطبية التي يعاني فيها المريض نمو رِجل بشكلٍ أكبر من الأخرى، فتُعدّ عملية الإطالة خياراً طبياً متفقاً عليه، إذ تحسِّن من نوعية حياة المريض وتقيه من الخلل الذي قد يُصيب العمود الفقري نتيجة الخلل في طول القدمين، وتخلِّص المريض من استخدام حذاء الإطالة. 

 اقرأ أيضاً: شفط الدهون كاد أن يقتل هذه المرأة، فما دخل الجراحة التجميلية في ذلك؟

ما هي مراحل القيام بجراحة إطالة الأطراف؟

قبل الخضوع لجراحة الأطراف يقيّم الأطباء الحالة من خلال عدة اختبارات منها الصور الإشعاعية والتحاليل الطبية، وبعد اجتياز الشخص الذي يطلب هذه الجراحة للتقييم، سيُجري الفريق الجراحي الخطوات العامة التالية

  1. الجراحة الأساسية: يقص بها الجراح عظم الفخذ أو الساق جراحياً.
  2. ربط جهاز إطالة الأطراف بقطعتي العظام: وهو جهاز مؤلف من عدة مسامير طبية تُثبَّت على العظام التي تم فصلها، ويستغرق التعافي منها 3 أيام.
  3. إطالة العظم: وهي عملية تستخدم جهاز إطالة الأطراف لزيادة مسافة الفراغ بين العظمين المنفصلين تدريجياً بمسافة 1 ميلي متر في اليوم، ما يسمح لاحقاً بنمو العظام في مكان الفراغ وتمدد الأعصاب والأوعية الدموية لتتناسب مع الطول الجديد، وتستغرق نحو شهرين، ويمكن أن يوقفها الطبيب وفقاً لحاجة كل حالة بمفردها.
  4. فترة التعافي: تشمل الفترة بعد إزالة الجهاز ويحتاج بها الشخص إلى الراحة وعدم المشي عدة أسابيع. تعتبر فترة التعافي بعد القيام بجراحة إطالة الأطراف طويلة ومؤلمة، يحتاج المريض فيها إلى أخذ عدة مسكنات ألم بالإضافة للعناية بالجروح والقيام بزيارات متواترة لمتابعة حالته، ويحتاج المريض عادةً إلى القيام بالعلاج الفيزيائي ليستطيع المشي مجدداً، وقد يعاني المتعافي صعوبة في حمل وزن جسمه في البداية، ثم يتأقلم تدريجياً ويعود لأنشطته الطبيعية إن نجحت الجراحة بعد فترة مدتها من عدة أشهر إلى عام.

بعد التعافي، يمكن أن يزداد طول بعض المرضى بما يصل إلى 13 سنتيمتراً، ولكن هذا الطول يختلف من شخص لآخر.

المحتوى محمي