لماذا قد يرتفع سكر الدم صباحاً؟ وكيف تتجنبه؟

3 دقيقة
تأثير سوموغي
shutterstock.com/Me dia

من المهم التحكم في مستويات سكر الدم في الصباح، خاصة بالنسبة لمرضى السكري، لأنها قد تسبب على المدى الطويل انخفاض مقاومة الإنسولين أو الإصابة بمضاعفات مرض السكري، لكن بعض الأخطاء التي قد ترتكبها دون قصد قد تسبب مثل هذه الارتفاعات المفاجئة، إليك بعض الأخطاء وطرق تداركها:

  • ت…

يعد الصباح وقتاً حاسماً لإدارة سكر الدم، وخاصة لمرضى السكري أو مقدمي السكري. ومع ذلك، يرتكب الكثيرون، دون قصد، أخطاء تسبب ارتفاعاً خطيراً في سكر الدم في بداية يومهم، وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر التراكمي، ما يزيد خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري مثل أمراض القلب وتلف الكلى وتلف الأعصاب. فما هي هذه الأخطاء؟ وكيف يمكن تجنبها؟

تأثير سوموغي

تأثير سوموغي، المعروف أيضاً باسم "ارتداد سوموغي المزمن" أو "فرط سكر الدم التالي لنقص سكر الدم"، هو نظرية طرحها عالم الكيمياء الحيوية وأستاذها، مايكل سوموغي، في ثلاثينيات القرن الماضي.

اقترح سوموغي أنه عندما تنخفض مستويات سكر الدم على نحو حاد في وقت متأخر من المساء، عادة ما بين 2:00-3:00 صباحاً، إما بسبب تناول جرعة زائدة من الإنسولين أو بعض أدوية السكري قبل النوم، وإما عند تفويت وجبة خفيفة ليلية، يبدي الجسم رد فعل مفرطاً من خلال تنشيط الهرمونات المضادة للتنظيم.

الهرمونات المضادة للتنظيم، هي مجموعة من الهرمونات التي تعمل على مواجهة تأثير هرمون الإنسولين المنظم لمستويات السكر في الدم، حيث ترفع مستوى الغلوكوز عند انخفاضه، ومنها الأدرينالين والكورتيزول وهرمون النمو والغلوكاغون، ما يؤدي إلى تنشيط عملية تكوين الغلوكوز وارتفاع حاد في سكر الدم مع حلول الصباح.

شرب القهوة قبل الإفطار

تعتبر القهوة من طقوس الصباح، إلا أن للكافيين آثاراً أيضية حادة، حيث يؤدي تناول الكافيين على معدة فارغة إلى تحفيز إطلاق هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تعد من الهرمونات المضادة للتنظيم، ما قد يزيد إنتاج الغلوكوز ويقلل حساسية الإنسولين مؤقتاً، ويتسبب بارتفاع حاد في سكر الدم لدى بعض مرضى السكري.

ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أولاً

عادة ما تحسن التمارين الرياضية التحكم في مستوى الغلوكوز، لكن التوقيت والشدة عاملان مهمان. يمكن أن يؤدي التمرين الشاق عالي الكثافة فور الاستيقاظ، خاصة على معدة فارغة، إلى ارتفاع مؤقت في مستوى سكر الدم؛ لأن هرمونات التوتر تفرز بسرعة، ما يحفز إفراز الغلوكوز في الكبد.

بالنسبة لمعظم الناس، تكون هذه الحالة قصيرة الأمد ويتبعها تحسن في حساسية الإنسولين؛ أما بالنسبة للمصابين بداء السكري، فقد تسبب ارتفاعات السكر المبكرة مشكلة.

خيارات الإفطار الخاطئة

من المفترض أن تغذي وجبتك الأولى في اليوم جسمك وتحافظ على مستوى ثابت لسكر الدم، لكن العديد من خيارات الإفطار التي تبدو "صحية" قد تكون في الواقع السبب في رفع مستوى الغلوكوز في الدم على نحو كبير، مثل:

  • العصائر: يحتوي العصير على سكريات مركزة خالية من الألياف الموجودة في الفاكهة الكاملة، ما يؤدي إلى تدفق سريع للكربوهيدرات وارتفاع سريع في مستويات الغلوكوز في الدم.
  • أطعمة إفطار ذات مؤشر غلايسيمي مرتفع: هي وجبات الإفطار الغنية بالكربوهيدرات المكررة، مثل الفطائر والوافل والخبز الأبيض والحبوب السكرية والمعجنات.
  • وجبات غير متوازنة وقليلة البروتين: وجبة الإفطار غير المتوازنة وقليلة البروتين قد تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر في الدم بسبب احتوائها على كربوهيدرات مكررة وسكريات دون عناصر تبطئ الامتصاص مثل البروتين أو الدهون الصحية.
  • تخطي وجبة الإفطار: في حين قد يبدو ذلك وسيلة لتقليل السعرات الحرارية أو التحكم في الوزن، فإن تخطي هذه الوجبة قد يؤدي إلى انخفاض سكر الدم، يليه الإفراط في تناول الطعام التعويضي أو الرغبة الشديدة في تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات لاحقاً. علاوة على ذلك، قد يؤدي تفويت وجبة الإفطار إلى تفاقم ارتفاع سكر الدم الصباحي لأن الجسم يصوم فترة أطول، ما يزيد الإشارات الهرمونية لإطلاق الغلوكوز.

عدم ضبط توقيت الأدوية أو الإنسولين 

خلال النوم، ينخفض النشاط البدني، لكن الكبد يستمر في إفراز الغلوكوز، لذا يحتاج الجسم إلى كمية ثابتة من الإنسولين (طويل المفعول) لموازنة هذا الإفراز الليلي.

بالنسبة لمرضى السكري، قد يستخدمون حقن الإنسولين طويل المفعول مبكراً جداً في المساء، فينتهي مفعوله قبل الصباح، أو قد تكون الجرعة غير كافية أو جرى ضبط مضخة الإنسولين على معدل منخفض جداً في أثناء الليل، ما لا يوفر كمية كافية من الإنسولين المنظم، فيرتفع السكر في الدم عند الاستيقاظ بسبب نقص الإنسولين خلال الساعات الأخيرة من الليل.

الصباح المجهد

يمكن أن يؤدي صباح مرهق ومتسرع، سواء كان ذلك بسبب العمل أو الصراخ على حركة المرور أو الشعور بالإرهاق والتوتر، ما يحفز استجابة "الكر والفر" وإفراز هرموني التوتر، الكورتيزول والأدرينالين، وهما الهرمونان المضادان للتنظيم اللذان يسبِبان ارتفاع مستويات السكر. تنشط هذه الهرمونات الكبد لتحرير الغلوكوز المخزن أو تصنيعه من مصادر غير كربوهيدراتية، فترتفع مستويات سكر الدم.

كيف تمنع ارتفاعات السكر الصباحية الخطيرة؟

يمكنك تجنب الآثار السلبية للارتفاعات المفاجئة لسكر الدم في الصباح من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:

  1. تناول فطور متوازن قليل المحتوى بالكربوهيدرات البسيطة وغني بالبروتين والدهون الصحية والألياف. من هذه الخيارات الصحية، البيض مع الأفوكادو، أو الزبادي اليوناني مع بذور الشيا، أو الخبز المحمص المصنوع من الحبوب الكاملة مع زبدة المكسرات.
  2. تجنب شرب القهوة على معدة فارغة، واستعض عنها بالخيارات الخالية من الكافيين مثل شاي الأعشاب.
  3. قلل تناول عصير الفاكهة أو امتنع عنه، واستبدل به الفاكهة الكاملة.
  4. راقب توقيت تناول الدواء وعدله بما يضمن أن تكون جرعة الإنسولين كافية طوال الليل.
  5. خفف توترك وابدأ يومك بممارسة 5 دقائق من اليقظة الذهنية أو التنفس العميق، للتحكم في توترك وخفض هرمونات التوتر.

المحتوى محمي