تعرّف على أكثر سرطانات الدماغ شيوعاً وفتكاً

يصيب الورم الأرومي الدبقي كبار السن في الغالب، وليس له علاج في الوقت الحالي.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في يوم الأربعاء 19 يوليو، أصبح معروفاً لدى عامة الناس بأنه قد تم تشخيص إصابة عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين بنوع شديد العدوانية من سرطانات الدماغ، ويدعى بالورم الأرومي الدبقي (GBM: Glioblastoma).

ولكن ما هو بالضبط هذا النوع من السرطان؟ وما الذي يعنيه بالنسبة لماكين وغيره من المرضى؟ حيث يقدّر تقرير أصدرته شركة روش الطبية بأنه يتم تشخيص نحو 240 ألف حالة من أورام الدماغ والجهاز العصبي حول العالم كل عام، وأن الورم الأرومي الدبقي هو الأكثر شيوعاً وفتكاً. وحتى في التاريخ الأميركي الحديث، فقد أودى هذا الورم بحياة كل من إدوارد كينيدي – عضو مجلس الشيوخ – وبو بايدن – ابن نائب الرئيس السابق جو بايدن.

من أين تأتي هذه السرطانات؟

يعدّ الورم الأرومي الدبقي شكلاً شديد العدوانية – أو ما يعرف بالدرجة الرابعة – من أحد أنماط أورام الدماغ والذي يدعى بالورم النجمي (astrocytoma). ويعتبر أحد أنواع الورم الدبقي (glioma)، وهو ورم الدماغ الذي يبدأ في الخلايا الدبقية التي تحيط بالخلايا العصبية وتدعمها.

وتقول باربرا أوبراين – الأستاذة المساعدة في مركز إم دي أندرسون لأمراض السرطان في جامعة تكساس: “يتشكل الورم على وجه التحديد في الخلايا النجمية الخبيثة أو السرطانية، وهي الخلايا الداعمة للدماغ ذات الشكل النجمي. وتتكاثر هذه الخلايا السرطانية، وتضغط على الدماغ مع ازدياد حجمها شيئاً فشيئاً، مما قد يسبب ظهور أعراض المريض”.

ويمكن أن تشمل هذه الأعراض أي عرض بدءاً من الأعراض العصبية العامة – مثل الصداع أو النوبات الاختلاجية – إلى الأعراض التي تنشأ من مناطق معينة من الدماغ – مثل صعوبة الكلام أو ضعف أحد جانبي الجسم أو الرؤية المزدوجة.

وتقول أوبراين: “تتحسن الأعراض عند بعض المرضى مع العلاج، إلا أن الأعراض قد تزداد سوءاً، أو قد تظهر أعراض جديدة إذا بدأ الورم بالنمو”.

من الذي يُصاب بالورم الأرومي الدبقي؟

تقدّر أوبراين بأن هناك حالتين أو 3 حالات تقريباً من الورم الأرومي الدبقي بين كل 100 ألف شخص في أميركا. وهو الشكل الأكثر شيوعاً من ورم الدماغ الأولي (وهو السرطان الذي يبدأ في أنسجة الدماغ) ولا ينتشر في معظم الحالات إلى أي جزء من الجسم.

ولا توجد في الواقع أي عوامل خطر معروفة، إلا أنه غالباً ما يصيب الأشخاص في الخمسينات والستينات من العمر والأشخاص الأكبر من ذلك، كما أنه أكثر شيوعاً بقليل لدى الرجال. وفي حالات نادرة جداً، يمكن أن يلاحظ بشكل وراثي عند الأشخاص الذين يعانون من متلازمات وراثية معينة مثل الورم العصبي الليفي من النوع الأول ومتلازمة توركو ومتلازمة لي فروميني.

وتقول أوبراين: “تم الاستقصاء عن تأثير كل من صبغات الشعر، والعيش بالقرب من محطات توليد الطاقة، والمصانع، والهواتف الخلوية، ولكن لم يتم تحديد أي منها كعوامل خطر”.

ماذا يحدث إذا أصيب الشخص بالورم الأرومي الدبقي؟

عادةً ما يتم تشخيص الورم الأرومي الدبقي من خلال صور الدماغ ومن ثم الجراحة. وتقول أوبراين بأنه إذا كان المريض يعاني من أعراض ورم الدماغ، فمن الضروري مراجعة الطبيب للبدء بالتشخيص من خلال التصوير.

وتقول: “إذا أظهر تصوير الدماغ – مثل التصوير بالرنين المغناطيسي – وجود الورم الأرومي الدبقي أو اشتبه فيه، فإن الخطوة التالية هي إجراء عملية جراحية. وبعد أن يقوم الجراح باستئصال أنسجة الورم، يقوم أخصائي علم التشريح المرضي بتقييمها ويؤكد تشخيص الورم”.

ويشمل العلاج استئصال أكبر قدر ممكن من الورم، ومن ثم البدء بالعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. وتقول أوبراين، بأنه ليس هناك علاج حاسم لهذا النوع من الورم حتى الآن. ولذلك يركز الأطباء على الحفاظ على نوعية حياة المريض من خلال منع الكتلة من النمو.

وتقول أوبراين بأن مصطلح هجوع المرض لا يستخدم مع هذا الورم، وأن متوسط معدل البقاء على قيد الحياة بعد التشخيص هو أقل من عامين. ومع ذلك، فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2009 بأن حوالي 11 في المئة من أشخاص الدراسة الذين تم علاجهم بالعلاج الإشعاعي بالإضافة إلى دواء تيموزولومايد المضاد للأورام تمكنوا من البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات.

هل هناك أمل للمرضى في المستقبل؟

قد يكون هناك أمل مع إجراء المزيد من الأبحاث. تقول أوبراين: “نحن بحاجة إلى علاجات أفضل للورم الأرومي الدبقي. إذ تركز الأبحاث على العلاج فقط. ويعدّ العلاج المناعي من العلاجات المثيرة، وذلك عن طريق استخدام العلاجات لتعزيز جهاز مناعة المريض ليقوم بمواجهة السرطان. وقد نجح هذا الأسلوب بشكل كبير مع بعض السرطانات الأخرى، مثل الميلانوما وسرطان الرئة”.

وتضيف بأنه تتم دراسة مجموعة متنوعة من الحلول المحتملة، مثل اللقاحات والفيروسات والعلاجات التي تسمى مثبطات نقاط المرور.

تضيف أوبراين: “ما نزال في المراحل الأولى من دراسة هذه التقنيات، حيث تتم دراستها ضمن التجارب السريرية، كما تم اختبار هذه الطرق في المختبر قبل أن يتم البدء بالتجارب السريرية. ولا يزال لدينا الكثير لنعرفه، ولكن هذه هي بعض العلاجات التي نأمل بها”.