دليلك للتعرف على فعالية حبوب منع الحمل

حبوب منع الحمل, حمل, صحة, مقالات علمية, موانع الحمل
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حوالي ثلث النساء اللائي يستخدمن وسائل منع الحمل يستخدمن حبوب منع الحمل تحديداً. ولكن ما مدى فعاليتها؟

هناك نوعان من حبوب منع الحمل؛ حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرمون الأستروجين والبروجستيرون، وحبوب منع الحمل البروجستيرونية فقط (يشار إليها غالباً باسم حبوب منع الحمل الصغيرة).

وبالرغم من أنّ معظم الأبحاث تشير إلى فعالية حبوب منع الحمل المُركبّة، إلا أنّ فعالية كلا نوعي حبوب منع الحمل تبلغ 93% عند الاستخدام العادي، ونحو 99.5% في حالة الاستخدام المثالي. ولكن ماذا تعني هذه الأرقام وكيف اُستنتجت؟

هل تستخدمين حبوب منع الحمل بالشكل المثالي؟

شاركت العديد من النساء في بعض الأبحاث، وأُعطين توجيهات لتناول حبوب منع الحمل في نفس الوقت من كلّ يوم، وذلك لاختبار فعاليتها. وقد اُستنتجت نسبة الفعالية في حالة الاستخدام المثالي لدى النساء اللواتي التزمن بالتوجيهات، ولم تنفذ لديهم حبوب منع الحمل إطلاقاً، بالإضافة إلى عدم تفويت أيّ يومٍ لتناولها أو تناول أي أدويةٍ يمكن أن تقلل من فعاليتها عموماً. وقد افترضت الدراسات أنّ النساء متساويات في مستوى الخصوبة، وأن فرص حدوث الحمل لديهن متساوية.

في ظل هذه الظروف الصارمة، كان استخدام كلا نوعي الحبوب فعالاً بنسبة 99.5%. هذا يعني أنه خلال فترة 12 شهراً، هناك فرصةً لحدوث الحمل لدى 5 نساء من بين كل 1000 امرأة.

إلا أنّ ظروف البحث لا تعكس ظروف الحياة العادية للناس، من المنطقي الأخذ بعين الاعتبار الفعالية في حالة الاستخدام الاعتيادي في الظروف اليومية. حيث تبلغ فعالية كلا النوعين من حبوب منع الحمل نسبة 93%، أي هناك فرصةٌ لحدوث الحمل لدى 7 نساء من بين 1000 خلال سنةٍ واحدة.

قد يكون سبب انخفاض فعالية حبوب منع الحمل إلى 93% مرتبط بظروف الحياة اليومية؛ المتمثّلة بنسيان أو تفويت تناولها، أو نفاذها لعدم توفّر وقتٍ للحصول على وصفةٍ جديدة لشرائها، أو قد لا يمتّصها الجسم في بعض حالات القيء أو الاسهال، وربما بسبب تناول أدويةٍ أخرى تقلل من فعاليتها (بما في ذلك الأدوية العشبية الشائعة مثل: المستحضرات التي تحوي مستخلص نبتة القديس يوحنا الشائعة، والتي تفيد في علاج الاكتئاب، وبعض الحالات الالتهابية).

في الواقع، يكمن احتمال حدوث الحمل في مكانٍ ما بينٍ نسبة 93% و99.5%، وقد تتحسّن فعالية الحبوب أكثر بمرور الوقت مع تعوّد المستخدمين على تناولها يومياً.

حبوب منع الحمل, حمل, صحة, مقالات علمية, موانع الحمل
معظم النساء يفشلن في الحفاظ على روتين أخذ حبوب منع الحمل في نفس الوقت من كلّ يوم

يمكن زيادة الفعالية أيضاً باستخدام الواقي الذكري (الذي يتمتّع بميزة إضافية تتمثل في منع عدوى الأمراض المنقولة جنسياً)، واستخدام وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ في حالة نسيان تناول الحبوب.

التوقيت هو كل شيء

تعمل حبوب منع الحمل المركّبة بشكلٍ أساسي على إيقاف إطلاق البويضة من المبيض كلّ شهر. وبالرغم من أهمية الحفاظ على الروتين اليومي بتناول الحبّة المركبة في نفس التوقيت من كلّ يوم، تبقى فعالية حبوب منع الحمل المركّبة حتّى 24 ساعة في منع الإباضة.

بينما تعمل حبوب منع الحمل المكوّنة من البروجسترون الأقلّ شيوعاً، عن طريق زيادة سماكة الغشاء المخاطي لمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى عنق الرحم وقناتي فالوب لتخصيب البويضة.

يختفي هذا التأثير تماماً بعد 27 ساعة تقريباً، مما يعني أنّ هناك فرصةً قليلة تصل مدتّها إلى 3 ساعات كل يوم، لتناول حبّة منع الحمل. لذلك، تقف فعالية حبوب منع الحمل القائمة على البروجسترون فقط عند 93% مقارنةً بمستوى فعالية حبوب منع الحمل المركّبة الذي يصل إلى 99.5%.

ومن المرجّح أن تنخفض نسبة فعالية هذه الحبوب لدى المراهقات، ومن هنّ في عشرينيات العمر مقارنةً بكبار السنّ. قد يعود السبب لارتفاع نسبة الخصوبة لديهن، أو إلى أنهن يواجهن صعوبةً في تذكّر تناول حبوب منع الحمل يومياً، والحصول على وصفاتٍ جديدة. لذلك نادراً ما يصف الأطباء حبوب منع الحمل القائمة على البروجسترون فقط لهذه الفئة العمرية، ويُنصحن باستخدام طرقٍ أكثر فعاليةً لمنع الحمل؛ مثل أدوات الحمل القابلة للزرع، أو حبوب منع الحمل المركبة.

كقاعدةٍ عامة، كلّما قلت حاجة المستخدم لتكرار استخدام وسائل منع الحمل، كلما كانت فعاليتها أكبر. في هذا المضمار، تُعدّ موانع الحمل طويلة الأمد والقابلة للإلغاء أكثر الوسائل فعاليةً في جميع أنحاء العالم، لأنها لا تعتمد على السلوك البشري بمجرّد وضعها في الجسم.

حبوب منع الحمل, حمل, صحة, مقالات علمية, موانع الحمل, لولب
يمكن زرع جهازٍ داخل الرحم تبقى فعاليته لعشر سنوات

وتشمل هذه المجموعة من وسائل منع الحمل أدواتٍ تستمر فعاليتها إلى 3 سنوات، والأجهزة التي تطلقُ نسبةً معينةً من الهرمونات باستمرار داخل الجسم، أو الأدوات النُحاسية التي توضع داخل الرحم (اللولب)، والتي تبقى فعّالة في منع الحمل لمدةٍ تتراوح بين 5 و10 سنواتٍ على التوالي.

نسبة فعالية هذه الأدوات تصل إلى 99.5 إلى 99.95%، لأنه بمجرّد زرعها داخل الجسم؛ لا تعود هناكَ حاجةٌ للقيام بأي شيء، مما يجعلها بديلاً جذاباً لحبوب منع الحمل بالنسبة لمن يحتاج طريقةً موثوقةً وعملية.

من بين العوامل التي تؤّثر على اختيار النساء طريقة منع الحمل المناسبة، بالإضافة إلى فعاليتها طبعاً، الآثار الجانبية ومخاطر استخدامها، وتكلفتها ومزاياها الإضافية أيضاً. أخيراً، يعد فهم معنى «الفعالية»، وكيفية تقييمها خطوةً مهمة لاختيار أفضل الخيارات الملائمة.

تم نشر المقال في موقع ذا كونفيرسيشن