بين الساعات الطويلة والجداول المزدحمة وضغط العمل، يجد المدير نفسه متبعاً عادات غذائية خاطئة، قد يشكل بعضها تهديداً لصحته وإنتاجيته. وتستمر هذه العادات مع التوتر وضيق الوقت، وينتج عنها الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى انخفاض التركيز وكفاءة العمل وسوء اتخاذ القرارات عموماً. وقبل فوات الأوان، على المدير تبني استراتيجيات تناول طعام صحية.
أخطاء غذائية يرتكبها المدراء تؤثر سلباً في الصحة
يواجه المدراء تحديات فريدة تجبرهم على اتباع عادات غذائية غير صحية، تؤثر سلباً في إنتاجيتهم وصحتهم العامة. ومنها:
التوتر وتناول الطعام
يتعرض المدراء للتوتر والإجهاد في العمل، ما يؤثر سلباً على عاداتهم في تناول الطعام، ويدفعهم للأكل ليس بسبب الجوع، بل وسيلة للتكيف مع القلق أو التعب. يتصف هذا السلوك بالإفراط في تناول الطعام، والأكل بشراهة طوال اليوم، وتناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل. تتفاقم هذه العادات مع زيادة ضغط العمل، ما يجعل من الصعب على المدراء الحفاظ على نظام غذائي صحي.
الطعام المتوفر في المكتب
ينتشر في أماكن العمل بيع الوجبات الخفيفة والمنخفضة القيمة الغذائية، وتشكل وجبة يسهل الوصول إليها وتناولها بسرعة، ما يزيد عادات الطعام غير الصحية بين المدراء في المكتب، خاصة مع جداول عملهم المزدحمة. يكمن ضرر هذه الوجبات في غناها بالسكريات والدهون غير الصحية، والتي تفاقم المشكلات الصحية مثل السمنة والسكري.
الأكل دون وعي
في أثناء العمل، غالباً ما يتناول الأفراد والمدراء الطعام دون وعي، خاصة خلال أيام العمل المزدحمة أو بالتزامن مع إنجاز مهام متعددة. في هذه الحالة يكون تناول الطعام دون إدراك بالسعرات الحرارية التي يحملها، ما يؤدي إلى زيادة الوزن. علاوة على ذلك، فإن تناول الطعام في أثناء الانشغال بمهام العمل يقلل الوعي بإشارات الجوع والشبع، ما يؤدي إلى الإفراط في الطعام.
تأثير الحرمان من النوم
غالباً ما يعاني المدراء الحرمان من النوم وانخفاض جودته، ويترك ذلك أثراً كبيراً في عاداتهم الغذائية، لأن قلة النوم تزيد إنتاج هرمون الغريلين المحفز للشهية، ويقلل مستويات هرمون اللبتين الذي يؤثر في الشهية والشعور بالشبع. يؤدي هذا الخلل الهرموني إلى الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والسكرية، والمسببة للمشكلات الصحية مثل السمنة والسكري.
تأثير بيئة العمل
تسهم بيئة العمل في اكتساب عادات الأكل غير الصحية. فالجلوس فترات طويلة يحفز على تناول وجبات خفيفة دون وعي، خاصة مع ساعات العمل الطويلة. ومن الأفضل خلق بيئة داعمة تشجع على النشاط البدني وتوفر خيارات غذائية صحية، ما ينعكس إيجابياً على المدير والموظفين والشركة عموماً.
الأكل في وقت متأخر من الليل
بسبب جدول العمل المزدحم وساعات العمل الطويلة، قد يؤجل المدير وجبته الرئيسية حتى نهاية النهار أو وقت متأخر من الليل، وقد يتناول الوجبات الخفيفة أو الأطعمة المصنعة ذات السعرات الحرارية العالية والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن وتفاقم المشكلات الصحية الأخرى، خاصة إذا كان تناول هذه الوجبات قبل النوم مباشرة.
اقرأ أيضاً: إليك 12 وجبة خفيفة صحية يمكنك تناولها في المكتب
كيفية تصحيح الأخطاء الغذائية التي قد يتبعها المدير
يؤثر تناول الطعام غير الصحي سلباً في صحة المدير وإنتاجيته في العمل بسبب انخفاض مستويات الطاقة، وزيادة الإصابة بالأمراض، وضعف التركيز، علاوة على الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة مثل السكري من النمط الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
يتطلب تجاوز هذه التأثيرات تحسين عادات تناول الطعام، واتباع نهج منظم، وخاصة لدى المدراء في بيئات العمل شديدة الضغط. يتضمن هذا النهج وسائل مفيدة لتعزيز سلوكيات التغذية الصحية:
- تحسين طرق الوصول إلى خيارات الطعام الصحي في مكان العمل، مثل توفير وجبات خفيفة مغذية، والتخطيط لوجبات الغداء الأسبوعية مسبقاً وإحضار الطعام من المنزل.
- مراجعة عادات الأكل الحالية، وتحديد السلوكيات الإيجابية وتعزيزها، والتخلص من السلبية.
- الانتباه إلى المحفزات الشائعة التي تؤدي إلى أنماط غذائية غير صحية، مثل التوتر أو ضيق الوقت.
- تناول وجبات بسيطة غنية بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، مثل الفواكه والمكسرات.
- تناول الطعام بوعي بعيداً عن المشتتات، والاستمتاع بكل لقمة والانتباه لإشارات الجوع والشبع، لمنع الإفراط في تناول الطعام.
- شرب الماء للحفاظ على رطوبة الجسم وتنشيط الوظائف الإدراكية، وتجنب المشروبات السكرية.
- تناول وجبة إفطار مغذية للحفاظ على النشاط طوال الصباح، وتقليل تناول الوجبات الخفيفة خلال النهار.