هل يمكن لأغذية بسيطة أن تضمن شيخوخة صحية؟

2 دقيقة
هل يمكن لأغذية بسيطة أن تضمن شيخوخة صحية؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

كشفت دراسة حديثة من جامعة كوين في بلفاست أن إضافة بعض الأطعمة البسيطة إلى نظامك الغذائي قد تجعل صحتك أفضل وتساعدك على عيش شيخوخة نشيطة وتطيل عمرك. إذ تبين أن الأطعمة الغنية بالفلافونويد قد تكون المفتاح لتقليل مخاطر الضعف الجسدي، وتراجع الوظائف البدنية، وتدهور الصحة النفسية مع التقدم في العمر. إليك أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة وكيف يمكنك الاستفادة من نتائجها بطريقة عملية من خلال اتباع بعض النصائح اليومية.

اقرأ أيضاً: إليك 12 وجبة خفيفة صحية يمكنك تناولها في المكتب

ما هو الفلافونويد الذي يساعدك في الحصول على شيخوخة صحية؟

يعد الفلافونويد أو الفلافونويدات من المركبات النباتية المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، وتوجد بكثرة في أطعمة مثل التوت والتفاح والشاي والعنب الأحمر. وتضفي هذه المركبات ألواناً زاهية على الثمار، وتؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتقليل الإجهاد التأكسدي ودعم كتلة العضلات الهيكلية. وفقاً لدراسة من جامعة كوين جرت بالتعاون مع عدة جامعات ومؤسسات بحثية في إيرلندا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا، وشملت أكثر من 80 ألف شخص، فإن الأفراد الذين يتناولون كميات أكبر من الفلافونويد يميلون إلى التمتع بشيخوخة أكثر صحة، مع انخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والسكري وأمراض القلب. تجعل هذه الخصائص مركب الفلافونويد الطبيعي وسيلة فاعلة في مواجهة تحديات التقدم في العمر والشيخوخة.

دراسة طويلة الأمد تبرز فوائد ملموسة

تتبعت الدراسة من جامعة كوين، التي أجريت على مدار 24 عاماً، نحو 62 ألف امرأة و23 ألف رجل، ورصدت العلاقة بين تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويد وثلاثة مؤشرات رئيسية للشيخوخة غير الصحية شملت الضعف الجسدي وضعف الوظائف البدنية والصحة النفسية السيئة. أظهرت النتائج أن النساء اللواتي حافظن على أعلى مستويات من تناول الفلافونويد سجلن انخفاضاً في مخاطر الضعف الجسدي وضعف الوظائف البدنية وتدهور الصحة النفسية مقارنة بمن تناولوا كميات أقل من الفلافونويد. وعلى الرغم من أن النتائج كانت أقل وضوحاً من الناحية الإحصائية لدى الرجال، لكن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من الفلافونويد أظهروا انخفاضاً في مخاطر تدهور الصحة النفسية، ما يشير إلى فوائد محتملة للجنسين.

اقرأ أيضاً: 5 عناصر غذائية أساسية لتعزيز عمل الدماغ وزيادة التركيز

ما هي الأطعمة التي تعزز الصحة عند التقدم بالعمر؟

ركزت الدراسة على مجموعة من الأطعمة والمشروبات الغنية بالفلافونويد، بما في ذلك الشاي الأسود والتوت الأزرق والتفاح والبرتقال والعنب الأحمر. وارتبط تناول ثلاث حصص يومية من هذه الأطعمة بانخفاض مخاطر المؤشرات الثلاثة جميعها للشيخوخة غير الصحية بنسبة تتراوح بين 6% و11% لدى النساء، وبنسبة 15% للصحة النفسية لدى الرجال. تعد هذه الأطعمة متاحة بسهولة، ويمكن دمجها بسهولة في النظام الغذائي اليومي، فالاستعاضة عن مشروب غازي بكوب من الشاي الأسود أو إضافة حفنة من التوت إلى وجبة الإفطار يمكن أن تكون خطوة بسيطة نحو شيخوخة أكثر صحة.

لماذا تستفيد النساء على نحو أكبر من الفلافونويدات؟

لاحظت الدراسة أن الفوائد كانت أوضح لدى النساء مقارنة بالرجال، ولكن الباحثين رجحوا أن ذلك بسبب اختلافات في مدة المتابعة بين المجموعتين، وليس بالضرورة بسبب تأثيرات خاصة بالجنس. ففي دراسة التمريض الصحي التي شملت النساء، امتدت المتابعة من 1990 إلى 2014، بينما استمرت دراسة متابعة المهنيين الصحيين التي شملت الرجال، من 2006 إلى 2018. هذا الاختلاف في المدة قد يكون سبباً في تباين النتائج، ما يشير إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث لاستكشاف التأثيرات الخاصة بالجنس. لكن الفوائد الملحوظة لدى الجنسين تشير إلى أن الفلافونويد يمكن أن يكون له تأثير عام على تحسين جودة الشيخوخة.

كيف يمكن إطالة العمر باستخدام الفلافونويدات؟

بينت الدراسة أن التغييرات البسيطة في النظام الغذائي يمكن أن تؤدي إلى تحسينات ملحوظة في الصحة وإطالة العمر، فزيادة تناول الأطعمة الغنية بالفلافونويد مثل التوت والشوكولاتة الداكنة والعنب، حتى في وقت لاحق من العمر، ترتبط بالحصول على شيخوخة صحية على عدة مستويات. لذا ينصح بتبني هذه التغييرات غير المكلفة في نمط الحياة للأفراد الذين يسعون إلى تحسين جودة حياتهم مع التقدم في العمر.

اقرأ أيضاً: 5 مكملات غذائية مدعومة علمياً لتحسين التركيز والذاكرة

تشارك استشارية التغذية العلاجية المصرية إيمان البذري، عبر قناتها على اليوتيوب، مجموعة من الفوائد الصحية المختلفة التي يوفرها التوت الغني بالفلافونويدات؛ مثل ضبط سكر الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

المحتوى محمي