يحتاج الجسم إلى إعادة الضبط مثلما تحتاج الأجهزة الإلكترونية إلى تفريغ الذاكرة والصيانة الكاملة للتأكد من عملها على أتم وجه. فكيف يمكن إعادة ضبط أعضاء الجسم لتوفير حياة صحية أفضل وأكثر نشاطاً؟ وما هي أبرز النصائح للتخلص من سموم الجسم؟
اقرأ أيضاً: حقائق يجب أن تعرفها قبل أن تتبع هذه الطرق الأربع لتخليص الجسم من السموم
ما أبرز الطرق التي تساعد على إعادة ضبط الجسم وزيادة نشاطه؟
يعمل الجسم على "إعادة الضبط" للأعضاء الخاصة خصوصاً في الليل عند الراحة، وعلى المستوى الخلوي تتجدد خلايا الجسم باستمرار لتعوض الخلايا التالفة، ولكن الجزء الأبرز لتنشيط الجسم وإعادة ضبطه هو إزالة السموم.
تتضمن عملية إزالة السموم من الجسم التخلص من الملوثات والمواد الكيميائية الاصطناعية والمعادن الثقيلة والأطعمة المصنعة التي يمكن أن تؤثر سلباً في الصحة، حيث يعمل الجسم على طرحها من خلال عدة آليات مثل التعرق والتبول، وعن طريق طرحها مع مخلفات الجهاز الهضمي، ويمكن مساعدة الجسم على التخلص من السموم وإعادة ضبط الأعضاء بالتوقف عن التزود بالسموم المختلفة والسماح للجسم بطرحها على نحو مناسب. تشمل أبرز النصائح التي تساعد الجسم على تحقيق ذلك ما يلي:
خذ قسطاً كافياً من النوم
يؤدي النوم الجيد والكافي كل ليلة إلى دعم صحة الجسم وزيادة كفاءة نظام إزالة السموم الطبيعي من الجسم، وعلى نحو خاص يزيل بروتيناً متراكماً يعد من الفضلات الدماغية يدعى بيتا أميلويد، والذي يسهم في تطور مرض آلزهايمر عند تراكمه بالدماغ. يؤدي الحرمان من النوم إلى ضعف في قدرة الجسم على التخلص من السموم، بالإضافة للتوتر والقلق وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السكري والسمنة. لذا من المهم النوم 7-9 ساعات كل ليلة للتخلص من السموم وتنشيط الجسم.
اقرأ أيضاً: النوم العميق يخلّص الدماغ من السموم الخطرة
اختر المنتجات الطبيعية للعناية بالجسم
يمكن أن تدخل السموم للجسم من خلال بعض منتجات العناية بالجسم مثل مساحيق التجميل ومزيلات التعرق ومرطبات البشرة والشامبو، حيث تحتوي هذه المنتجات على مواد كيميائية قد تكون ضارة بالجسم وتتراكم به، ما يستدعي اختيار منتجات طبيعية وآمنة للتخلص من السموم والحفاظ على الصحة.
خفف السكر والأطعمة المصنعة
قد يسبب الاستهلاك المفرط للأطعمة التي تحتوي على السكر المكرر والأطعمة فائقة المعالجة، مثل تلك في الوجبات السريعة والتي تحتوي على مواد حافظة وملونات، إلى الإصابة بأمراض متعددة مثل السمنة وأمراض القلب والسرطان والسكري. تؤثر هذه الأمراض سلباً في قدرة الجسم على إزالة السموم بصورة طبيعية، من خلال إحداث خلل بعمل الأعضاء التي تسهم في إزالة السموم مثل الكبد والكلى.
تناول مضادات الأكسدة
ينتج عن التفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم ظهور شكل ضار من الأوكسجين يدعى الأوكسجين التفاعلي، وهو من الجذور الحرة التي يسبب وجودها في الجسم تلفاً في الأعضاء والبنى الخلوية عند تراكمها. لذا يتخلص الجسم منها مباشرة، ولكن في حالات مثل التدخين أو تناول أغذية فائقة المعالجة، تزداد هذه الجزيئات بصورة كبيرة وتسبب تلفاً لعدد كبير من الخلايا، وتتشكل حالات مثل الخرف وأمراض القلب والكبد وأنواع معينة من السرطان. تفيد مضادات الأكسدة الموجودة على نحو طبيعي في مجموعة من الخضروات والفاكهة في تقليل الجذور الحرة وحماية الخلايا من التلف. تشمل أهم مضادات الأكسدة فيتامين أيه وفيتامين سي وفيتامين إي والسيلينيوم والليكوبين واللوتين والزياكسانثين، وتوجد المركبات المضادة للأكسدة هذه فيما يلي:
- التوت.
- المكسرات.
- الكاكاو.
- التوابل.
- القهوة.
- الشاي الأخضر.
تناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك (Prebiotic)
البريبايوتيكس نوع من الألياف التي تغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء، والتي اسمها بروبيوتيك. يسهم تناول البريبايوتكس في مساعدة البكتيريا المفيدة لإنتاج مواد تدعى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تعزز الصحة العامة. تفيد هذه البكتيريا المفيدة في تقوية الجهاز المناعي وتحسين إزالة السموم القادمة من الأمعاء من الجسم، ما يشير لأهمية تناول البريبايوتكس من مصادرها الغذائية التي تشمل ما يلي:
- الطماطم.
- الخرشوف.
- الموز.
- الهليون.
- البصل.
- الثوم.
- الشوفان.
اقرأ أيضاً: النظام الغذائي السيئ يمكن أن يزيد خطر إصابتك بالسرطان
قلل تناول الملح
يمكن أن يسبب تناول الكثير من الملح احتباساً للسوائل الزائدة في الجسم، ويمكن لهذا أن يؤدي إلى الانتفاخ وجعل الملابس غير مريحة. يمكنك شرب المزيد من الماء للتخلص من وزن الماء الزائد الناتج عن استهلاك الكثير من الملح. السبب العلمي وراء نجاح هذه الطريقة هو أن تناول الملح وعدم شرب ما يكفي من الماء، يؤدي لإفراز هرمون مضاد لإدرار البول يزيد احتباس السموم في الجسم، ويسبب شرب الماء تقليل إفراز هذا الهرمون ويزيد التبول والتخلص من السموم.
مارس النشاط البدني المنتظم
تبدو النصيحة هذه بديهية، لكنها الأهم من أجل التخلص من السموم، فممارسة النشاط البدني تحرك الدورة الدموية في الجسم على نحو أكبر، وينقل الدم المغذيات للخلايا ويأخذ منها الفضلات ليتم طرحها. بالإضافة لذلك تساعد الرياضة في التعرق وطرح السموم بالعرق، وبتقليل الالتهابات التي تضعف أعضاء الجسم وتعزز المرض. يجب القيام بـ 150 دقيقة من التمارين الرياضية في الأسبوع على الأقل مثل الجري السريع وركوب الدراجة.
اشرب المزيد من الماء
يساعد الماء على توفير وسط لإزالة السموم من الجسم عن طريق الإطراح، وعندما يحدث الاستقلاب داخل خلايا الجسم، تصدر عنها مركبات سامة مثل اليوريا وثاني أوكسيد الكربون، والتي يمكن أن تسبب ضرراً عند تراكمها في الدم. ينقل الماء هذه المركبات في الدم ويتخلص منها بالبول أو التعرق. لذا من المهم شرب نحو 15.5 كوب ماء يومياً للرجال و11.5 كوب ماء يومياً للنساء.
بالإضافة لما سبق، يحتاج الجسم في إعادة الضبط إلى التخلي عن بعض العادات غير الصحية مثل التدخين سواء السجائر أو النرجيلة، لأنها تسبب ضعفاً في عمل الجهاز التنفسي وتملأ الجسم بالسموم التي يجري استنشاقها عن طريق الرئتين ودخولها لمجرى الدم، وتستغرق عملية إعادة ضبط الجسم عادة نحو أسبوع، لكنها قد تختلف من شخص لآخر تبعاً لحاجته.
اقرأ أيضاً: ما هي الحجامة؟ وما هي فوائدها وأضرارها المحتملة؟
يشارك الدكتور حسن كاخيا، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة، مقطع فيديو عبر قناته على اليوتيوب، يشرح به عن الفرق بين البريبايوتكس والبروبيوتيك، ودورهما في صحة الجسم.