تتسارع المهام وتتكدس الأعمال الواجب إنجازها في العمل في عالم اليوم، هذا يسبب إهمالاً للتغذية السليمة ويؤثر في مستويات الطاقة والتركيز والصحة العامة، ما يجعل التغذية الذكية أداة حيوية لتحسين الإنتاجية في بيئة العمل، وهي نهج متوازن يركز على اختيار الأطعمة التي تدعم الأداء الذهني والبدني، مع الحفاظ على التوازن والمرونة في الروتين اليومي. إليك أبرز النصائح لتطبيق التغذية الذكية في حياتك المهنية وتعزيز صحتك وإنتاجيتك.
اقرأ أيضاً: الغذاء والقيادة: وجبات تعزز التفكير والإبداع حسب علم التغذية
أهمية التغذية الذكية في بيئة العمل
تعني التغذية الذكية اختيار الأطعمة التي توفر الطاقة المستدامة وتعزز التركيز وتحافظ على الصحة العامة. يعتمد الدماغ على الغلوكوز باعتباره مصدراً رئيسياً للطاقة، وبالتالي فإن تناول وجبات متوازنة، تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية، يمكن أن يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم؛ ما يمنع التقلبات في مستوياته والتي تؤدي إلى التعب وفقدان التركيز.
يعد الأفراد الذين يعتمدون على الأطعمة المصنعة أو الغنية بالسكريات أكثر عرضة بنسبة 66% لانخفاض الإنتاجية، بينما الذين يتناولون كميات قليلة من الفواكه والخضروات يواجهون انخفاضاً في الإنتاجية بنسبة 93%، وتؤكد هذه النسب العلاقة المباشرة بين التغذية والأداء الوظيفي.
بالإضافة لما سبق، تعزز التغذية الذكية الأداء الفردي في العمل وتحسن الصحة العامة، ما يقلل الأمراض المتكررة ويقوي المناعة، ويمكن أن توفر التغذية الذكية للعاملين في مجالات تتطلب تركيزاً عالياً مثل الرعاية الصحية علاجاً أفضل للمرضى وكفاءة أعلى في العمل.
آثار التغذية السيئة في الإنتاجية
تسبب التغذية السيئة، مثل التي يتم الاعتماد فيها على الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية السكرية، أو تخطي الوجبات، عدة مشكلات تعوق العمل، من أبرزها ما يلي:
- انخفاض مستويات الطاقة: تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات البسيطة يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، يتبعه انخفاض مفاجئ بالسكر يسبب الشعور بالتعب، خاصة في منتصف النهار.
- زيادة خطر الإصابة بالأمراض: نقص العناصر الغذائية الضرورية يضعف جهاز المناعة، ما يزيد احتمالية الإصابة بالأمراض وبالتالي التغيب عن العمل.
- فقدان التركيز: تؤثر الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون غير الصحية في وظائف الدماغ، ما يقلل القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.
تؤثر هذه العوامل في الأفراد وكفاءة الفريق بأكمله، وذلك يؤكد ضرورة تبني عادات غذائية صحية لتحسين الإنتاجية في العمل.
اقرأ أيضاً: ما هو تأثير التغذية في الوراثة؟
نصائح عملية لتحسين التغذية في العمل
لتعزيز الإنتاجية من خلال التغذية الذكية، يمكن اتباع النصائح التالية:
- تخطيط الوجبات المتوازنة: تأكد من أن كل وجبة تحتوي على مزيج من الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان أو الأرز البني، والبروتينات مثل الدجاج أو التوفو، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو أو الأسماك الغنية بأوميغا 3 كالسلمون. يمكن تناول الشوفان مع الفواكه والمكسرات للإفطار، وسلطة مع الدجاج المشوي والحبوب الكاملة للغداء.
- تناول وجبات خفيفة صحية: احتفظ بوجبات خفيفة مثل اللوز أو الزبادي اليوناني أو الفواكه الطازجة في متناول اليد للحفاظ على مستويات الطاقة بين الوجبات. هذه الخيارات تقلل فرص تناولك الوجبات السريعة الغنية بالسكر.
- الترطيب المستمر: اشرب الماء بانتظام طوال اليوم لتجنب الجفاف الذي يمكن أن يسبب التعب وانخفاض التركيز. استهدف شرب ما لا يقل عن 8 أكواب أو ما يعادل لترين من الماء يومياً، واستبدل بالمشروبات الغازية الماء بالليمون أو الشاي الأخضر.
- التحضير المسبق: حضر الوجبات والوجبات الخفيفة مسبقاً لتوفير الوقت وضمان توفر خيارات صحية في وسط يوم العمل الطويل.
- تخفيف الكافيين والسكر: قلل تناول القهوة الغنية بالكافيين والسكر لتجنب تقلبات الطاقة، واختر القهوة من دون سكر أو المشروبات التي تحتوي على مضادات الأكسدة مثل الشاي الأخضر أو الزهورات.
- الأكل الواعي: خصص وقتاً لتناول الطعام بعيداً عن مكتبك، فذلك يحسن الهضم ويقلل الإفراط في الأكل. لأن تناول الطعام في أثناء القيام بمهمة أو مشاهدة فيديو أو قراءة ملف يقلل انتباهك لكمية الطعام التي تستهلكها، وستأكل كميات تفوق حاجتك.
- إدارة التوتر: قد يؤدي التوتر إلى الأكل العاطفي الذي يحول الطعام إلى وسيلة من أجل تخفيف الضغط النفسي. لذا مارس تقنيات تقليل التوتر، مثل التنفس العميق أو التأمل، للحفاظ على اختيارات غذائية صحية.
اقرأ أيضاً: 6 خرافات في التغذية عليك ألا تصدقها
يشارك الدكتور المختص بالحمية والتغذية، محمد الكرماني، مجموعة من النصائح في مقطع فيديو نشره عبر قناته على اليوتيوب يتحدث به عن الطرق الأنسب للتغذية الصحية.