السحور وجبة مهمة تساعد على الصيام خلال شهر رمضان المبارك، لكنّ الكثيرين يفوّتونها للحصول على قسط أكبر من النوم. يؤدي سلوكهم هذا إلى إطالة فترة الصيام، واعتماد الجسم على وجبة واحدة للحصول على العناصر الغذائية جميعها والطاقة، وقد تكون الوجبة أحياناً غير متوازنة وليست غنية بتلك العناصر، ما قد يترتب عليه آثار جانبية خطرة.
ماذا يحدث للجسم عند الصيام دون سحور؟
يعني تخطي تناول وجبة السحور تناول وجبة واحدة فقط في اليوم، وهذا ما يترك بعض الآثار الضارة، ومنها:
زيادة خطر الجفاف
أحد أكثر آثار الصيام دون سحور وضوحاً هو زيادة خطر الإصابة بالجفاف، فوجبة السحور تمدّ الصائم بالعناصر الغذائية والسوائل الضرورية للحفاظ على مستويات الطاقة والترطيب طوال ساعات الصيام، ونقصها يسبب الدوخة والصداع والتعب بسبب ساعات الصيام الطويلة. مع مرور الوقت، قد يؤثر عدم شرب ما يكفي من السوائل سلباً في وظائف الكلى والصحة العامة.
ولتجنّب هذه الأعراض يُنصح بشرب كمية كافية من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور دون إفراط، إذ يؤدي الإفراط في شرب الماء أيضاً، خاصة على وجبة السحور، إلى الشعور بالامتلاء المؤقت وتقليل تناول الطعام، ما يؤدي إلى عدم الكفاية من العناصر الغذائية.
اقرأ أيضاً: إليك النظام الغذائي الذي سيقيك من العطش في رمضان
انخفاض سكر الدم ومستويات الطاقة
قد يؤدي تخطي وجبة السحور أيضاً إلى انخفاض سكر الدم، وقد ينخفض عند البعض لمستويات خطرة. تشمل أعراض انخفاض سكر الدم التعب والإرهاق والدوار والصداع وزيادة الرغبة في تناول الطعام، ما يؤثر سلباً في القدرة على التركيز والحفاظ على الطاقة وممارسة الأنشطة اليومية.
أما مرضى السكري، فيؤدي صيامهم دون سحور إلى عدم استقرار نسبة السكر في الدم، ويُطلب منهم استشارة الطبيب قبل الصيام.
اقرأ أيضاً: النظام الغذائي المناسب لمرضى السكري في رمضان
الإفراط في طعام الإفطار
بسبب الجوع الشديد الناتج عن الصيام دون سحور، قد يُفرط الصائم في تناول الطعام عند وجبة الإفطار، وخاصة الأطباق غير الصحية الغنية بالدهون والسكريات. وبالتالي يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن وعسر الهضم وعدم الراحة والصحة عموماً.
ضعف الأداء البدني والذهني
يؤثر تخطي وجبة السحور في الأداء البدني والعقلي، فنقص العناصر الغذائية الأساسية والسوائل قد يؤدي إلى ضعف وظائف العضلات وإعاقة التركيز والتأثير على استقرار الحالة المزاجية والنفسية. تظهر هذه الآثار على نحو واضح عند الأفراد الذين يمارسون أنشطة بدنية أو أولئك الذين يحتاجون إلى صفاء ذهني في أثناء فترات الصيام.
اقرأ أيضاً: كيف يمكنك توزيع حاجة جسمك من الغذاء على وجبتي الإفطار والسحور في رمضان؟
فوائد تناول وجبة الإفطار فقط في اليوم
من جهة أخرى، إن تفويت تناول وجبة السحور يعني تناول وجبة واحدة يومياً مساءً، ولذلك بعض الفوائد، منها:
- خفض نسبة السكر في الدم لدى الذين يعانون ارتفاعه، وتحسين حساسية الإنسولين.
- خفض عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، بما في ذلك انخفاض الكوليسترول الضار (LDL).
- خفض الوزن لمن يرغبون في ذلك، بسبب قلّة تناول السعرات الحرارية، وزيادة حرق الدهون.
- تقليل علامات الالتهاب في الدم، ودعم صحة الجهاز العصبي.
ومع ذلك، يُنصح بعدم تجاوز وجبة السحور، ومن المهم أن تكون وجبة غنية بالعناصر الغذائية وتمد الجسم بالطاقة الكافية حتى موعد الإفطار. تشمل تلك العناصر السكريات المتوفرة في الفواكه والخضروات والفاصولياء والحمص والعدس، والحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم والدهون الصحية غير المشبعة مثل الأفوكادو والزيتون وزيت الزيتون، بالإضافة إلى مصادر البروتينات ومنها الحليب والزبادي والبيض والمكسرات.
وبذلك فإن الاستمرار بتخطي وجبة السحور قد يؤدي إلى نقص التغذية مع مرور الوقت. لأن إهمال وجبة السحور يتسبب في حرمان الجسم من هذه العناصر، ما يؤثر سلباً في الصحة العامة.
ختاماً، يُنصح بزيارة الطبيب قبل بدء شهر رمضان المبارك، خاصة أولئك الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسرطان، إضافة إلى الرياضيين والمسنين والأطفال والحوامل، والذين يجب أن يتناولوا وجبات صحية ومتوازنة ومتنوعة.