تتطلب الحياة العملية للمدراء أن يكونوا في قمة أدائهم الذهني والجسدي، ويتحقق لهم ذلك عبر ممارسة الرياضة. لكن طبيعة حياتهم لا تتيح لهم الفرصة دائماً للذهاب إلى النادي الرياضي، لذا قد يحتاجون إلى مدرب خاص. بالإضافة إلى ذلك، على المدير اختيار برنامجه الرياضي بذكاء، وبطريقة يحقق من خلالها فوائد الرياضة بما يتناسب مع دوره القيادي، إذ عليه التركيز على عدة أمور من بينها الصحة البدنية والذكاء الذهني والتفكير الاستراتيجي وإدارة التوتر. تحقق رياضات مختلفة هذه الأهداف، لذا يبدأ المدير بتحديد هدفه من ممارسة الرياضة ثم اختيار ما يناسبه منها.
هل يحتاج المدير إلى مدرب خاص؟
إن الحاجة إلى مدرب خاص تعتمد على المدير نفسه، وفي ظروف محددة. فالمدير الذي يحتاج إلى مدرب خاص يكتسب فوائد مثل:
- توفير الوقت والجهد، فجدول أعمال المدير غالباً ما يكون مزدحماً، ويحتاج إلى مدرب يصمم له برنامجاً رياضياً فعالاً ومكثفاً يناسبه.
- تصميم برامج رياضية مخصصة تناسب احتياجاته وقدراته البدنية وأهدافه وحالته الصحية، مع مراعاة أي قيود صحية أو إصابات سابقة.
- تحقيق أقصى استفادة من كل جلسة تدريبية، وأداء التمارين بطريقة صحيحة بما يضمن السلامة دون حدوث إصابات.
- توفير الدعم والتحفيز المستمر، ومتابعة التقدم، وتعديل البرنامج حسب الحاجة، ما يعزز الاستمرارية وتحقيق الأهداف.
- تعلم الكثير عن مواضيع الصحة واللياقة البدنية التي تسهم في الحفاظ على نمط حياة صحي.
اقرأ أيضاً: 3 أنواع من التمارين للمدير الذي ليس لديه وقت للنادي الرياضي
كيف يختار المدير برنامجه الرياضي بذكاء؟
كغيره من القرارات في حياة المدير، يتطلب اختيار البرنامج الرياضي المناسب تفكيراً معمقاً، مع الأخذ في الاعتبار عدة عوامل:
- تقييم مستوى اللياقة البدنية قبل اختيار البرنامج الرياضي، ومراجعة التقييم لقياس التقدم الذي يحرزه المدير لاحقاً. يمكن طلب التقييم من خبير في البداية، ويشمل معدل النبض قبل المشي وبعده، والمدة التي يستغرقها لقطع مسافة 1.5 كيلومتر تقريباً، وعدد تمارين الضغط التي يمكن القيام بها في المرة الواحدة، ومؤشر كتلة الجسم وغيرها.
- تحديد الأهداف الرياضية بوضوح؛ مثلاً، هل الهدف هو زيادة اللياقة البدنية؟ أم خسارة الوزن؟ أم بناء العضلات؟ أم تخفيف التوتر؟ باختلاف هذه الأهداف، تختلف أنواع التمارين التي يمكن للمدير تطبيقها.
- تحديد برنامج رياضي مرن ومتوافق مع الجدول الزمني للمدير. يناسب بعض المدراء الجلسات القصيرة والمتكررة، بينما يناسب آخرين جلسات طويلة متقطعة. يمكن لبعض المدراء تخصيص 30 دقيقة يومياً للرياضة، ويتمكن آخرون من تخصيص ساعة 3 مرات في الأسبوع.
- البدء ببطء خاصة عند ممارسة الرياضة أول مرة، ثم زيادة شدة التمارين تدريجياً إلى المعتدلة أو المكثفة. وإذا كان المدير يعاني إصابة أو وضعاً صحياً معيناً، يجب مناقشة الأمر مع الطبيب أو المدرب لتصميم برنامج رياضي مناسب.
- اختيار نوع النشاط البدني المناسب والذي يشعر المدير بالمتعة والراحة عند ممارسته. قد يكون النشاط قوياً ويتطلب جهداً مثل الجري والسباحة، أو أقل قوة ويعزز السكينة مثل اليوغا، أو رياضة جماعية.
- التركيز على الاستمرارية، وجعل البرنامج الرياضي جزءاً لا يتجزأ من نظام المدير اليومي أو الأسبوعي. مع مراعاة المرونة للسماح بالتكيف مع التغيرات غير المتوقعة في الجدول الزمني أو مستويات الطاقة.
- الانتباه إلى إشارات الجسد وتجنب الإفراط في التمرين، بالإضافة إلى التغذية السليمة لتحقيق أفضل النتائج والحفاظ على الصحة العامة.
ما هي الرياضة المناسبة للمدير؟
عند اختيار المدير للرياضة يبحث عن اكتساب صفات مثل:
- استخدام الوقت بكفاءة، وتنظيمه بدقة يومياً، والتركيز على المهام الاستراتيجية.
- إعطاء الأولوية للراحة والتعافي، والحفاظ على نمط حياة متوازن، وممارسة أنشطة تجدد الطاقة.
- الالتزام بالتعلم المستمر وابتكار أساليب مختلفة للحفاظ على المنافسة، واكتساب رؤى متنوعة.
- تحسين الأداء وتعزيز عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
- القدرة على التكيف والمرونة، والتعامل مع النقد، والاعتراف بالأخطاء.
توفر عدة رياضات هذه الفوائد، وأبرزها:
الغولف والتفكير الاستراتيجي
التفكير الاستراتيجي والتواصل من أهم الصفات التي يكتسبها المدير، وتساعد بعض أنواع الرياضات على اكتسابها، وخاصة رياضة الغولف، فهي توفر بيئة مريحة للتواصل التجاري والنقاشات الاستراتيجية، وتتيح فترات راحة ذهنية، وتطور مهارة التخطيط.
الجري وتعزيز الصحة البدنية
يجب أن تحقق الرياضة الهدف الأساسي منها، وهو تعزيز الصحة البدنية. يمكن للمدير اختيار العديد من الرياضات التي تحقق هذا الهدف بما يتلاءم مع جدوله الزمني. من أبرز الرياضات التي تحقق ذلك: الجري، فهي رياضة يمكن ممارستها في أي وقت، وفي أي مكان تقريباً، بالإضافة إلى فوائدها الجسدية وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. يوفر الجري وقتاً للتأمل وحل المشكلات بطريقة إبداعية.
اقرأ أيضاً: كيف تمارس رياضة الجري بطريقة صحيحة؟
التنس والحدة الذهنية والمرونة
تتطلب رياضة التنس تعديلات استراتيجية مستمرة ومرونة تعكس تحديات العمل. إضافة إلى أنها تعزز التنسيق والقدرة على التحمل والمشاركة الاجتماعية.
الإبحار والقيادة والعمل الجماعي
قليلة هي الرياضات التي تعزز المهارات الأساسية للمدير، والتي تتمثل في سرعة اتخاذ القرارات، والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، والعمل الجماعي. من هذه الرياضات رياضة الإبحار، والتي لا يمكن بالتأكيد ممارستها يومياً، لكن يمكن جعلها ملاذاً هادئاً في بعض الأوقات، وفرصة لصقل مهارات إدارة المخاطر والقيادة.
الاسكواش وتخفيف التوتر
تتطلب رياضة الاسكواش جهداً بدنياً مكثفاً وسرعة بديهة وحدة ذهنية، وتعد وسيلة ممتازة لتخفيف التوتر وتعزيز اللياقة البدنية. تسهم في الحفاظ على اللياقة البدنية وصفاء الذهن، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وتناسب المدراء لدورها في تعزيز اليقظة الذهنية وتحسين مهارات اتخاذ القرار.
اقرأ أيضاً: للكبار والصغار: إليك فوائد السباحة وتأثيرها الإيجابي على الدماغ
فنون القتال وتحسين التركيز والصبر
من الصفات الأساسية للقيادة الصبر والتركيز والمرونة والعمل تحت الضغط. تساعد فنون القتال والدفاع عن النفس في اكتساب هذه الصفات لأنها تتسم بالانضباط الصارم وتتطلب قوة ذهنية. تنمي هذه الرياضات أيضاً الشعور بالهدوء والتركيز وسرعة البديهة وتخفف التوتر.
السباحة
السباحة رياضة متكاملة، تتمتع بفوائد جسدية وعقلية يحتاجها المدير، فهي رياضة تعزز اللياقة البدنية والقدرة على التحمل، وتوفر بيئة للتأمل وتخفيف التوتر بعيداً عن ضغوط العمل. بفضل ذلك، تساعد السباحة على صفاء الذهن والإبداع، وتوفر وقتاً للتفكير المتواصل. بالإضافة إلى ذلك، تحسن السباحة أنماط النوم وتخفف القلق، ما يعزز اتخاذ القرارات وفعالية القيادة.