دراسة حديثة تقدم حلاً لمن ليس لديه وقت لممارسة الرياضة

دراسة حديثة تقدم حلاً لمن ليس لديه وقت لممارسة الرياضة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Andrey_Popov

على مدار 5 أيام في الأسبوع تكون في سباق مع نفسك لإنجاز مهامك ومواعيدك والتزاماتك العائلية، ولكن ماذا عن التمارين الرياضية؟ هل يمكن لها أن تنتظر حتى عطلة نهاية الأسبوع؟ يُجيب فريقٌ من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس (Massachusetts General Hospital) بنعم، يمكنك التمرن لبضع ساعات في عطلات نهاية الأسبوع والحصول على فوائد التمارين المنتظمة نفسها على مدار الأسبوع.

توصي منظمة الصحة العالمية البالغين بأداء ما لا يقل عن 150-300 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75-150 دقيقة من النشاط البدني الشديد في الأسبوع، للحصول على الفوائد الصحية للرياضة. يمكن لهذا النشاط أن يتضمن الأعمال المنزلية والنشاط البدني في العمل أو ممارسة الرياضة للتمتع أو الحصول على اللياقة البدنية.

إلّا أن نمط الحياة المزدحم قد يدفع البعض لمراكمة النشاطات إلى عطلة نهاية الأسبوع مثل "محارب عطلة نهاية الأسبوع" الذي يُنجز معظم نشاطاته في يوم أو يومين. لكن شكك العديد في مدى صحة نتائج روتين "محارب عطلة نهاية الأسبوع".

لفترات طويلة تساءل الباحثون أي هذين النموذجين هو الأفضل للصحة العامة، وشكك معظمهم في فوائد ضغط النشاط البدني في يومين فقط.

للحصول على الإجابة، قارن الباحثون في الدراسة التي نُشرت في دورية جاما (JAMA)، بين هذين النمطين من النشاط الأسبوعي.

اقرأ أيضاً: 4 طرق سهلة لتحقيق أهم الفوائد الصحية من ممارسة التمارين الرياضية

كيف أجريت الدراسة؟

لمقارنة نمطي النشاط الأسبوعي وكيفية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية وفشل القلب وعدم انتظام ضربات القلب والسكتة الدماغية، اعتمد الباحثون على بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة (UK Biobank) لـ 89573  بالغاً تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، وممن كانوا قد أبلغوا عن عادات نشاطهم البدني لمسح مقابلة الصحة الوطنية الأميركية بين عامي 1997 و2013.

ووافقت مجموعة فرعية على ارتداء مقاييس التسارع المثبتة على المعصم، التي تقيس النشاط البدني على مدار 24 ساعة في اليوم، تمت متابعة معظمهم لمدة 6 سنوات و3 أشهر.

قسّم الباحثون المشاركين إلى 3 مجموعات بناءً على مستويات النشاط المبلغ عنها، مع الأخذ بعين الاعتبار كثافة الجلسة وتكرارها ومدتها، وهي:

  • مجموعة المحاربين في عطلة نهاية الأسبوع، وتضم 37872 مشاركاً (42.2%) يمارسون التمارين الرياضية أسبوعياً في جلسة إلى جلستين على مدى يوم أو يومين.
  • مجموعة النشطين بانتظام، وتضم 21473 مشاركاً (24%) يمارسون التمارين الرياضية في أكثر من 3 جلسات أسبوعياً.
  • المجموعة غير النشطة، وتضم 30228 مشاركاً (33.7%).

اقرأ أيضاً: هل تقدّم ممارسة الرياضة لمدة 15 دقيقة يومياً نفس فوائد ممارستها لمدة أطول؟

نتائج الدراسة

استنتج الباحثون أن محاربي عطلة نهاية الأسبوع الذين حققوا نحو 2.5 ساعة من النشاط البدني في يوم أو يومي العطلة، تمكنوا من:

  • خفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 27%.
  • خفض خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 38%.

أمّا المشاركون الذين اتبعوا روتيناً منتظماً من التمارين في أيام الأسبوع، فقد تمكنوا من:

  •  خفض خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 35%.
  • خفض خطر الإصابة بقصور القلب بنسبة 36%.

يقول كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور شان خورشيد (Shaan Khurshid) وهو أخصائي الفيزيولوجيا الكهربية في مستشفى ماساتشوستس العام ومدرس الطب في جامعة هارفارد: "وجدنا أن كلاً من النمط المنتظم النشط ونمط المحارب في عطلة نهاية الأسبوع مرتبط بانخفاضات مشابهة جداً في خطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والرجفان الأذيني والسكتة الدماغية".

وأضاف: "إذا كنت قادراً على تحقيق تلك المستويات الموصى بها على مدى يوم إلى يومين من الأسبوع، فإن النتائج التي توصلنا إليها تظهر أنك تحصل على فائدة مماثلة للأشخاص القادرين على توزيعها بشكل متساوٍ أكثر. ينبغي ألّا تثبط عزيمتك إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يناسبهم هذا النوع من الأنماط بشكلٍ أفضل".

قيود الدراسة

تعرضت نتائج الدراسة لبعض القيود، ومنها:

  • قصر مدة الدراسة والتي لم تتجاوز الأسبوع وفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة الدكتور باتريك إلينور (Patrick Ellinor)، وأستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد، لذا فهم لا يعرفون ما إذا كان المشاركون قد تابعوا على نمط التمرين نفسه خلال فترة المتابعة.
  • قد يزيد ضغط التمارين في يومين من خطر التعرض للإصابة. ومع ذلك يوضح الباحثون أن الالتزام ببرنامج تمارين يعتمد على تمارين الإحماء قبل التمرين، والتمدد والاسترخاء بعده، يمكن أن يجنب مثل هذه الإصابات، كما أن احتمال الإصابة يتوقف على نوع التمارين وشدتها، إذ إن أولئك الذين يشاركون في رياضات الاحتكاك الجسدي هم الأكثر عرضة للإصابة، بينما يمكن لمحاربي عطلة نهاية الأسبوع أن يكتفوا بتمارين الكارديو، مثل المشي أو ركوب الدراجة.
  •  قد لا تتمكن أجهزة التتبع من التعرف على تمارين القوة مثل رفع الأوزان أو تمارين البيلاتس.

اقرأ أيضاً: ما فوائد تمديد العضلات بعد الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية؟

إذاً، سواء كنت من محاربي عطلة نهاية الأسبوع أو من الملتزمين بالتمارين يومياً، عليك بالحركة باستمرار.