هل تعلم أن وجبتك السريعة قد تتسبب تسريعاً في نقصان سنوات عمرك؟ هذا ما كشفته دراسة عالمية منشورة في الدورية الأميركية للطب الوقائي (AJPM) في 28 أبريل/نيسان 2025. حيث أظهرت أضراراً صحية متنوعة للأطعمة فائقة المعالجة، وأظهرت ارتباطها بعدد كبير من الوفيات المبكرة سنوياً حول العالم. فكيف يؤثر هذا النوع من الطعام على صحتنا؟ وهل أصبح من الضروري تغيير عاداتنا الغذائية؟ إليك الإجابة وفقاً للدراسة.
اقرأ أيضاً: أضرار الأطعمة فائقة المعالجة على الصحة
كيف يرتبط خطر الوفاة المبكرة بتناول الأطعمة فائقة المعالجة؟
أجرت مجموعة من الباحثين، من مؤسسات علمية في البرازيل وتشيلي والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، دراسة شاملة لتحليل العلاقة بين استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) وخطر الوفاة المبكرة للإجابة عن هذا السؤال.
شملت الدراسة تحليل بيانات 8 دول ضمت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأستراليا وتشيلي والمكسيك والبرازيل وكولومبيا، وشارك في الدراسة نحو 240 ألف شخص، وتتبع الباحثون بيانات الوفيات لدى المشاركين خلال فترة زمنية بين عامي 2010 و2018، وقسم الباحثون الدول إلى 3 فئات حسب معدل استهلاك السكان للأغذية فائقة المعالجة إلى ما يلي:
- دول منخفضة الاستهلاك مثل كولومبيا والبرازيل.
- دول متوسطة الاستهلاك كما في تشيلي والمكسيك.
- دول مرتفعة الاستهلاك شملت أستراليا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.
استخدم الباحثون تحليلاً إحصائياً شمل نتائج عدة دراسات سابقة شملت نحو 9.8 ملايين مشارك، مع التركيز على النسبة المئوية للأغذية فائقة المعالجة باعتبارها مصدراً يسهم في توفير إجمالي استهلاك الطاقة اليومي، وقاموا بحساب النسبة المئوية للوفيات التي من المحتمل ارتباطها باستهلاك هذه الأطعمة باستخدام نماذج إحصائية متقدمة.
اقرأ أيضاً: هذا ما يجب أن تعرفه عن تشعيع الأغذية
ما مدى ارتباط تناول الأغذية فائقة المعالجة مع زيادة خطر الوفاة المبكرة؟
أظهرت نتائج الدراسة علاقة مباشرة من الناحية الإحصائية بين زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع خطر الوفاة المبكرة، وتبين أن كل زيادة بنسبة 10% في نسبة الأغذية فائقة المعالجة في النظام الغذائي ترفع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 2.7%.
كانت أعلى نسب الارتباط في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية؛ حيث بلغت نسبة الوفيات المبكرة المرتبطة بهذه الأطعمة نحو 14% من إجمالي الوفيات المبكرة، أي ما يعادل أكثر من 124 ألف حالة وفاة سنوياً في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بينما سجلت كولومبيا أقل نسب الارتباط بنحو 4%.
أكدت النتائج أن التأثير السلبي لهذه الأطعمة لا يقتصر فقط على ارتفاع مستويات الدهون والسكر والملح، بل يشمل أيضاً الأضرار الناجمة عن المواد الكيميائية والصناعية المستخدمة في معالجتها. وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور نيلسون، إلى أن "المواد الحافظة تؤثر في الصحة بما يتجاوز التأثير الفردي لمكونات الأطعمة فائقة المعالجة التي تحتوي على تراكيز مرتفعة من العناصر الغذائية الأساسية"، مشيراً إلى دور الإضافات مثل المحليات والنكهات الصناعية في إحداث تأثيرات صحية سلبية في الجسم.
اقرأ أيضاً: دراسات استمرت عقوداً تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالسرطان والموت المبكر
ما هي الأطعمة فائقة المعالجة؟
الأطعمة فائقة المعالجة (UPF) هي منتجات غذائية مصنَّعة باستخدام مواد كيميائية وإضافات غذائية بدلاً من الحفاظ على المكونات الطبيعية أو الخام للأغذية، وتشمل هذه الأطعمة المنتجات الجاهزة للأكل مثل ما يلي:
- الخبز الأبيض.
- الكعك.
- رقائق البطاطس.
- المشروبات الغازية.
- الزبادي بنكهات الفاكهة.
- اللحوم المصنعة كالنقانق والهوت دوغ.
- الحبوب المصنعة مثل حبوب الإفطار.
تحتوي هذه الأطعمة غالباً على المكونات الصناعية التالية:
- المواد الحافظة.
- المُحلِّيات الاصطناعية.
- الملونات.
- النكهات الاصطناعية.
- المواد المستحلبة التي تسمح بدمج الزيوت مع السوائل.
تمنح هذه المكونات الأطعمة فائقة المعالجة طعماً ومظهراً شهيين، لكنها تفتقر إلى المكونات الغذائية الأساسية مثل الألياف والفيتامينات والمعادن الموجودة في الأطعمة الطبيعية غير المصنعة، ويُستخدم تصنيف يدعى نوفا (NOVA) لتصنيف هذه الأطعمة، وهو نظام يتضمن 4 فئات بناءً على مدى معالجة الطعام، وتُعتبر الأطعمة فائقة المعالجة الفئة الرابعة والأكثر معالجة صناعياً، وتُستخدم على نحو واسع في البلدان ذات الدخل المرتفع، وتشكل أكثر من 50% من إجمالي استهلاك الطاقة اليومي في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
كيف يمكن الوقاية من أضرار الأغذية فائقة المعالجة؟
دعت الدراسة الدولية إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة على المستوى الفردي والمجتمعي للحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، ومن أبرز التوصيات التي اقترحتها الدراسة ما يلي:
- تشديد الرقابة على تسويق منتجات الأغذية فائقة المعالجة، وخاصةً في المدارس والأماكن العامة.
- فرض ضرائب على الأطعمة فائقة المعالجة لتحفيز الشركات على تحسين مكوناتها.
- تعديل الحكومات لتوجيهاتها الغذائية الوطنية، لتشمل تحذيرات واضحة حول مخاطر هذه الأطعمة.
- تعزيز برامج التوعية الصحية للمجتمع.
ينصح الباحثون في الدراسة على المستوى الفردي بالاستعاضة عن الأطعمة فائقة المعالجة بأطعمة طبيعية غير مصنعة مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الطازجة، وتقليل الاعتماد على الوجبات السريعة والمشروبات المحلّاة، وأشار الباحثون إلى أن التحول إلى نظام غذائي صحي قد يكون صعباً بسبب توافر الأغذية فائقة المعالجة بدرجة كبيرة إضافة إلى تكلفتها المنخفضة، لكنه ضروري للحد من العبء الصحي العالمي المتزايد الناتج عن هذه الأطعمة.
يشارك أستاذ الأورام في كلية الطب بجامعة الشارقة وجامعة عجمان، الدكتور حميد الشامسي، الذي ينشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عدة منشورات صحية توعوية عن السرطان عموماً، في مقطع فيديو على منصة إكس عن وجود مواد مسرطنة في الأطعمة فائقة المعالجة، وينصح بتجنبها.
تحتوي اللحوم المصنعة التي تستخدم في الوجبات السريعةعلى مواد مسرطنةمن الدرجة الأولى حسب تصنيف منظمةالصحة العالمية وهي في نفس فئة خطورة السجائر كمسبب للسرطان ،اذا كنت تطعم أبنائك هذه اللحوم فكأنك تقوم بتقديم السجائر لهم سواء كان يوميا أو مرة في الأسبوع،القرار بيدك! شاهد على إكس
— Prof.Dr.Humaid Al-Shamsi 🇦🇪 (@alshamsi2000) July 19, 2022