هل يفضل ممارسة الرياضة في وقت ثابت يومياً؟

توصلت دراسة من كلية الطب في جامعة فلوريدا إلى أن ممارسة الرياضة في الوقت نفسه يومياً في الصباح تعزز الصحة العامة، والصحة القلبية والتنفسية على وجه الخصوص.

لماذا عليك ممارسة الرياضة في وقت ثابت يومياً؟

الكثيرون يعرفون فوائد ممارسة الرياضة، ويمارسونها في وقت الفراغ من جدول أعمالهم اليومي، ما يعني أنهم يمارسونها في أوقات مختلفة يومياً وأسبوعياً. وصحيح أن ممارسة أي شكل من الرياضة أفضل من عدمها، لكن دراسة حديثة، نشرت في مجلة الطب والعلوم في الرياضة والتمارين الرياضية في أبريل/ نيسان 2025، وجدت أن الوقت الذي تمارس فيه الرياضة لا يقل أهمية، وتحديد وقت ثابت من اليوم يعود بفوائد كبيرة للصحة مع التقدم في السن.

يرتبط الأمر بالساعة البيولوجية الداخلية للجسم التي تتحكم بالإيقاع اليومي على مدار 24 ساعة، بما في ذلك دورة النوم والاستيقاظ، وأوقات ممارسة الأنشطة خلال اليوم مثل الذهاب إلى العمل وتناول وجبات مختلفة وممارسة الرياضة. بالإضافة إلى تأثيرها على الشهية ودرجة حرارة الجسم والأنظمة المناعية والصحة النفسية، فإن الاضطرابات في هذه الدورة يمكن أن تسبب مشكلات صحية خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النمط الثاني والسمنة وبعض أنواع السرطان.

وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بالتزامن مع إيقاعهم اليومي، أي في أوقات ثابتة من اليوم، وخاصة في الصباح، تحسنت صحتهم القلبية الوعائية والرئوية مع تقدمهم في السن، بالإضافة إلى تحسن لياقتهم البدنية عموماً.

شملت الدراسة 800 شخص من كبار السن بمتوسط عمر 76 عاماً باستخدام أجهزة مراقبة يرتدونها على المعصم، تقيس الإيقاع اليومي مدة 7 أيام، وخضعوا لاختبارات تمارين القلب والرئة لتقييم صحتهما، "فاللياقة القلبية التنفسية هي مقياس لمدى كفاءة عمل القلب والرئتين والعضلات معاً استجابة للتمرين" على حد قول الأستاذة ورئيسة قسم علم وظائف الأعضاء والشيخوخة في كلية الطب بجامعة فلوريدا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة كارين إيسر.

قيمت الدراسة أيضاً كفاءة المشي لدى المشاركين، لأنه مؤشر آخر على الشيخوخة الصحية. وأظهرت النتائج أن البالغين الذين يتمتعون بنشاط جيد خلال اليوم، خاصة في الصباح الباكر، يتمتعون بصحة أفضل، وبالتحديد صحة القلب والرئتين، وهم قادرون على ممارسة رياضة المشي بكفاءة، خاصة عند ممارستها باستمرار.

أي وقت هو الأنسب لتمارس فيه الرياضة؟

إن تحديد موعد لممارسة الرياضة خلال اليوم، والالتزام به قدر الإمكان، أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الصحة مع التقدم في السن. لكن أي توقيت هو الأفضل؟

في الصباح

بالإضافة إلى ما بينته الدراسة السابقة، يوجد العديد من فوائد ممارسة الرياضة في الصباح، ومنها:

إنهاء التمارين الرياضية قبل البدء بنشاطات اليوم الأخرى.
الشعور بإنجاز شيء ما قبل التاسعة صباحاً، ما يزيد الثقة بالنفس.
حرق دهون أكثر خاصة مع الرياضة قبل الإفطار.
إتاحة الوقت لممارسة نشاطات مختلفة بعد الظهر وفي المساء.
عدم الرغبة في تناول الطعام على مدار اليوم ما يقلل خطر السمنة.
زيادة النشاط البدني ومعدل الاستقلاب وحرق السعرات الحرارية على مدار اليوم.
تحسين جودة النوم ليلاً.

بعد الظهر أو المساء

لوحظ أن قدرة الجسم على الأداء تبلغ ذروتها بعد الظهر، بين الساعة الثانية والسادسة مساءً، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم طوال اليوم، ما يحسن وظائف العضلات وقوتها ونشاط الإنزيمات والقدرة على التحمل، أي أن الجسم خلال هذه الفترة سيكون أكثر استعداداً لممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك:

يكون امتصاص الأوكسجين أسرع وأكثر فعالية في المساء.
لا تتطلب ممارسة الرياضة ظهراً تمارين إحماء.
تكون ردود الفعل في أسرع حالاتها، وهو أمر مهم لتمارين مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة أو تمارين السرعة على جهاز المشي.
يكون معدل ضربات القلب وضغط الدم في أدنى مستوياتهما، ما يقلل احتمالية الإصابة ويحسن الأداء.
قد تحسن جودة النوم عند البعض.

باختصار، إن ممارسة الرياضة في وقت محدد من اليوم هو الأمر الأهم، سواء كانت في الصباح أو المساء.

الفائدة من انتظام التمارين الرياضية

عموماً، إن ممارسة الرياضة بانتظام تعود على الجسم بفوائد عديدة، أبرزها:

منع زيادة الوزن المفرطة أو المساعدة في تثبيت الوزن بعد إنقاصه.
تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض خاصة أمراض القلب والأوعية الدموية.
تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر والإجهاد وزيادة الثقة بالنفس.
زيادة الطاقة وتعزيز القدرة على التحمل.
المساعدة على النوم بصورة أفضل.

أخيراً، ينصح بممارسة التمارين الرياضية المتوسطة مثل المشي السريع وركوب الدراجة الهوائية والسباحة، مدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، أي بمعدل 30 دقيقة 5 أيام في الأسبوع، أو ممارسة التمارين الشديدة مثل الجري ورفع الأثقال مدة 75 دقيقة على الأقل أسبوعياً.