منذ أن شرب البطل، روكي بالبوا، البيض النيئ باعتباره جزءاً من نظامه التدريبي، في سلسلة أفلام "روكي" لسيلفستر ستالون، انتشر تناوله بين لاعبي كمال الأجسام وعشاق اللياقة البدنية، معتقدين أن البيض النيئ من شأنه أن يدعم مسيرتهم ويعزز قوتهم، ليصبح رمزاً للالتزام الدؤوب والعزيمة العالية. ولكن بعيداً عن بريق هوليوود، لماذا يواصل لاعبو كمال الأجسام تناول البيض النيئ؟ هل ثمة أساس علمي لفوائده؟ وما هي المخاطر المحتملة المرتبطة باستهلاكه؟
القيمة الغذائية للبيض
يمتاز البيض النيئ بغناه بالعناصر الغذائية الأساسية التي تعد ضرورية لبناء العضلات والصحة العامة، بما فيها:
- البروتين: يعد البيض مصدراً ممتازاً للبروتين عالي الجودة (يوجد 6 غرامات بروتين في كل بيضة كبيرة)، حيث يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية جميعها اللازمة لإصلاح العضلات ونموها بعد التمارين المكثفة، والتي لا يمكن للجسم تصنيعها.
- الدهون الصحية: بما فيها الدهون الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، والتي تعد مهمة لإنتاج الهرمونات والصحة العامة.
- الفيتامينات والمعادن: البيض غني بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامينات (أ، د، هـ، ب 12)، بالإضافة إلى معادن مثل السيلينيوم والزنك والحديد. تدعم هذه العناصر الغذائية وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك صحة الجهاز المناعي وإنتاج الطاقة.
اقرأ أيضاً: ما هو البيض النباتي؟ وهل سيحل مكان البيض الحيواني؟
لماذا يتناول لاعبو كمال الأجسام البيض النيئ؟ أساطير وحقائق
أحد الأسباب التي تجعل لاعبي كمال الأجسام يستهلكون البيض النيئ هو سهولة استهلاكه، إذ يمكن تناوله بسرعة دون الحاجة إلى الطهو، ما يجعله مصدراً سهلاً وسريعاً للبروتين والمواد المغذية. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض لاعبي كمال الأجسام أن البيض النيئ يتمتع بتوافر بيولوجي أعلى، ما يعني أن العناصر الغذائية يجري امتصاصها بسهولة أكبر من قبل الجسم عند تناولها في شكلها الخام، لكن إليك الحقيقة:
القابلية للهضم
وفقاً لدراسة نشرتها مجلة التغذية (The Journal of Nutrition) في عام 1996، تمتص أمعاء البشر نحو 90% من البروتين في البيض المطبوخ مقارنة بنحو 50% فقط عند تناوله غير مطبوخ، أي إنه يوفر كمية أكبر من الأحماض الأمينية في الدم مقارنة بالبيض النيئ. وإليك السببين الأساسيين:
- يحتوي البيض على بروتينات تثبّط قدرة الإنزيمات الهضمية في المعدة والأمعاء الدقيقة؛ مثل مثبطات البروتيناز (أوفوستاتين وأوفوموكويد وأوفوينيبيتور وسيستاتين). مع ذلك، يمكن لحرارة الطهو أن تغير بنية هذه البروتينات فتفقد وظيفتها في تثبيط إنزيمات الهضم.
- تساعد حرارة الطبخ على تحلل البروتينات في البيض، ما يسهل مهمة الإنزيمات الهاضمة في تحليل البروتين إلى أحماض أمينية يمكن امتصاصها لاحقاً من الدورة الدموية.
بناء البروتين العضلي
أشارت دراسة حديثة نشرتها مجلة التغذية إلى أن تناول البيض المطبوخ بعد التمرين أدى إلى زيادة مستويات الأحماض الأمينية الأساسية في بلازما الدم أكثر من تناول البيض النيئ. ومع ذلك، كانت معدلات تخليق بروتين العضلات متماثلة لدى تناول كل من البيض النيئ والمطبوخ. بعبارة أخرى، لا يوجد اختلاف بين البيض النيئ والمطبوخ في بناء العضلات.
اقرأ أيضاً: كيف تصنع مشروبات البروتين في المنزل لتتمتع بلياقة متكاملة؟
مخاطر تناول البيض النيئ
إن تناول البيض النيئ يصاحبه بعض المخاطر، إليك أهمها:
- عدوى السالمونيلا: أكبر مخاطر تناول البيض النيئ هو احتمال الإصابة بعدوى السالمونيلا. والسالمونيلا بكتيريا ممرضة تنتقل عن طريق الغذاء، بما فيه البيض، حيث تعلق غالباً على قشرة البيض، وقد تنتقل منه إلى محتوى البيضة خلال عملية كسر البيضة. فإذا تناول الفرد البيض نيئاً، يمكن أن تنتقل البكتيريا إلى الجسم، مسببة أعراض تسمم مثل الإسهال والقيء والحمى وتشنجات البطن. وفي حين أن الخطر منخفض نسبياً (نحو 1 من كل 20000 بيضة)، فإنه لا يزال يشكل مصدر قلق.
- نقص البيوتين: يحتوي بياض البيض النيئ على بروتين يسمى أفيدين، يرتبط بالبيوتين (فيتامين ب 7) الضروري لصحة الجلد والشعر والأظافر، فيمنع امتصاصه في الأمعاء، ما قد يؤدي إلى نقص البيوتين.
اقرأ أيضاً: البيض ليس الناقل الوحيد لبكتيريا السالمونيلا
بسترة البيض النيئ
للحصول على فوائد البيض النيئ وتقليل مخاطره في آن واحد، يُنصح ببسترة البيض، وهي عملية تضمن قتل البكتيريا الضارة دون طهو البيض، ويمكن إجراؤها باتباع الخطوات التالية:
- املأ قدراً بكمية كافية من الماء لتغمر البيض تماماً.
- سخن الماء على نار متوسطة، واستخدم ميزان حرارة لمراقبة درجة حرارة الماء، حتى تصل إلى درجة حرارة 60 درجة مئوية.
- ضع البيض في الماء بمجرد أن تصل درجة حرارة الماء إلى 60 درجة مئوية، وحافظ على هذه الدرجة مدة 3 إلى 5 دقائق. هذه الفترة الزمنية كافية لقتل البكتيريا الضارة دون طهو البيض، وتجنب ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من هذه الدرجة لمنع طهو البيض.
- أخرج البيض من الماء الساخن، ثم ضعه على الفور في وعاء من الماء المثلج لإيقاف عملية البسترة وتبريده بسرعة.
- بعد أن يبرد البيض تماماً، جففه واحفظه في الثلاجة.
يمكن استخدام البيض المبستر تماماً مثل البيض العادي ولكن مع انخفاض خطر الإصابة بالسالمونيلا.