شفاء مريض ثان من الإيدز…أمل جديد في القضاء على المرض

علاج فيروس الإيدز
علاج مريض ثانٍ من الإيدز يحمل أملاً جديداً للمرضى
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشير منظمة الصحة العالمية إلى مرض الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة AIDS) –  الذي يسببه فيروس نقص المناعة البشري (HIV) – على أنه كارثة لم يسبق لها مثيل، حيث تتعدد طرق العدوى به، بالإضافة إلى عدم وجود لقاح مضاد أو علاج يشفي منه نهائيًا حتى الآن، مما يجعله أحد أشد الأمراض تدميراً.

أما الآن، فنحن على أعتاب نقطة تحول، حيث قام باحثون من جامعة كولدج لندن، وإمبريال كولدج لندن  بالشراكة مع جامعتي أكسفورد وكامبريدج، بنشر دراسة في دورية “نيتشر” توضح علاج مريض ثانٍ من الإيدز، وذلك بعد مرور أكثر من عشر سنوات على علاج تيموثي راي براون، أول مريض يُعالج من الإيدز ويُشفى بشكلٍ كامل، والمعروف إعلامياً باسم “مريض برلين”.

تصف منظمة الصحة العالمية مرض الإيدز بأنه كارثة لم يسبق لها مثيل. إعداد وتصميم: سعد لطفي و مهدي أفشكو

تشير الدراسة إلى أن مريض لندن -الذي فضّل البقاء مجهول الهوية- تم تشخيصه بالإيدز عام 2003، وخضع لمضادات الفيروسات القهقرية بدءً من عام 2012، إلا أنه أصيب في العام ذاته بأحد أنواع سرطان الغدد الليمفاوية (داء هدجكن)، ما جعله يحصل على العلاج الكيميائي للتغلب على المرض. في عام 2016، خضع المريض لعملية زرع خلايا جذعية من متبرع لديه طفرات جينية تمنع إبانة مستقبلات فيروس نقص المناعة البشري التي تُدعى (CCR5).  

يرتبط فيروس نقص المناعة البشري بمستقبلات (CCR5)، حيث تسمح له بدخول الخلايا المضيفة، إلا أن هناك بعض الأشخاص يمتلكون طفرات جينية من بدائل (أليل CCR5)  تمنع من إصابتهم بمرض الإيدز حتى لو أصابهم الفيروس، حيث تعمل الطفرات الجينية على منع وجود المستقبلات مما يؤدي إلى عدم وجود أي تأثير لفيروس نقص المناعة البشري.

بعد إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية، ظل المريض يحصل على مضادات الفيروسات القهقرية لمدة 16 شهراً من إجراء العملية، إلى أن قرر الفريق الطبي وقف العلاج لاختبار ما إذا كان المريض قد شُفي بالفعل بشكلٍ كامل من المرض أم لا. أظهرت الفحوصات أن المريض أصبح متعافياً لمدة 18 شهراً من وقت إيقاف العلاج دون ظهور أي مؤشرات تدل على عودة المرض، وأن خلايا المريض المناعية لا تُظهر أي وجود لمستقبلات (CCR5). يشير الباحثون إلى أن استبدال الخلايا المناعية للمريض، بالخلايا التي لا تحتوي على تلك المستقبلات قد يكون الحل  لمنع فيروس نقص المناعة البشرية من الارتداد بعد العلاج.

بالطبع لا يمكن اعتبار هذه الطريقة وسيلة أساسية لعلاج مرضى الإيدز، حيث لا تزال مدة 18 شهراً غير كافية للتأكد من أن المرض قد انتهي بشكلٍ كامل دون وجود أي احتمالٍ لعودته. لذا يقوم الأطباء بمتابعة حالة المريض بشكلٍ مستمر، فقد تمثل عملية زراعة الخلايا الجذعية التي خضع لها الأمل المنتظر لمساعدة ما يقرب من 37 مليون شخص في الشفاء من مرض الإيدز.