ملخص: الغدد اللمفاوية هي أحد أقسام الجهاز اللمفاوي المناعي في الجسم، والذي يتكون من الأوعية اللمفاوية والسائل اللمفاوي والطحال واللوزتين والغدة الزعترية بالإضافة إلى العقد أو الغدد اللمفاوية. يضم الجهاز نحو 600 عقدة لمفاوية موزعة في أنحاء الجسم، تقوم الغدد اللمفاوية بتصفية السائل اللمفاوي من الميكروبات والخلايا التالفة والسرطانية، فهي تحتوي على خلايا بيضاء تهاجم الجسم الغريب وتدمره. تتضخم الغدد اللمفاوية لثلاثة أسباب هي، أولاً، العدوى مثل نزلات البرد الشائعة والإنفلونزا والتهابات الجيوب الأنفية، ثانياً، الأمراض المناعية حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة في الجسم، فتنتج العقد أعداداً كبيرة من خلايا الدم البيضاء وتتورّم، وثالثاً، الأورام، إذ يمكن أن تنفصل الخلايا السرطانية عن موقعها الأصلي وتنتقل عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي، وعندما تصل إلى الغدد اللمفاوية تتضخم لتصفية اللمف من الخلايا السرطانية. ومع ذلك، يصبح تضخّم الغدد اللمفاوية خطراً إذا كانت غير مؤلمة أو صلبة أو مطاطية أو دون سبب واضح، أو استمر التضخم أسابيع أو كان مصحوباً بحمى أو تعرق ليلي أو فقدان وزن غير مبرر.
غالباً ما يكون تضخم الغدد اللمفاوية علامة على استجابة الجسم للعدوى، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو حتى فطرية، لكن ثمة حالات قد يشير فيها التورم إلى حالة كامنة أكثر خطورة. لنتعرّف في هذا المقال إلى دور العقد اللمفاوية في الجسم، والأسباب الخطرة لتضخمها.
ما هو الجهاز اللمفاوي؟
يعد الجهاز اللمفاوي جزءاً من جهاز المناعة في الجسم، ويساعد على محاربة العدوى والتخلص من السموم والفضلات. ويتكون من:
- الأوعية اللمفاوية: وهي شبكة من الأوعية تنقل السائل اللمفاوي (اللمف) عبر الجسم.
- السائل اللمفاوي: هو السائل الذي يبقى في أنسجة الجسم بعد توصيل الأوكسجين والمواد المغذية إليها، يكون في البداية عبارة عن بلازما تتسرب عبر جدران الشعيرات الدموية الصغيرة، وتنقل الأوكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة المحيطة بكل شعيرة دموية. بعد أن تمتص هذه الأنسجة احتياجاتها من المغذيات، يتبقى سائل عديم اللون يحتوي على البروتينات والمعادن والدهون والخلايا التالفة والخلايا السرطانية والميكروبات والخلايا اللمفاوية، هو سائل اللمف. تمتص الشعيرات اللمفاوية اللمف، وتنقله إلى الأوعية اللمفاوية، ثم يعود في النهاية إلى مجرى الدم.
- الغدد أو العقد اللمفاوية: هي كتل صغيرة من الأنسجة، بحجم حبة الفاصولياء، تعمل بصفتها مرشحات تصفّي سائل اللمف من الخلايا التالفة والخلايا السرطانية، وتهاجم الميكروبات الضارة وتقضي عليها.
- الطحال: يوجد فوق المعدة، ويساعد على تنقية الدم من الخلايا التالفة والميكروبات.
- اللوزتان: توجدان في الجزء الخلفي من الحلق، وتعملان على محاربة الميكروبات التي تدخل عن طريق الفم والأنف.
- الغدة الزعترية: في الجزء العلوي من الصدر أسفل عظمة القص، وفيها تنضج الخلايا التائية (أحد أنواع الخلايا المناعية).
اقرأ أيضاً: 10 أعراض تنبئ بوجود خلل في جهازك المناعي تعرّف إليها
ما هي الغدد اللمفاوية؟
الغدد اللمفاوية هي كتل صغيرة من الأنسجة، بحجم حبة الفاصولياء، توجد في مناطق محددة من الجسم على طول الأوعية اللمفاوية. تحتوي هذه الغدد على خلايا الدم اللمفاوية؛ وهي نوع من خلايا الدم البيضاء. تعمل باعتبارها مرشحات تصفّي سائل اللمف، فتزيل الخلايا التالفة والخلايا السرطانية، وتهاجم الميكروبات الضارة وتقضي عليها. يوجد نحو 600 غدة موزعة في أنحاء الجسم، بما فيها:
- الرقبة والظهر (العقد اللمفاوية العنقية).
- الإبطين (العقد اللمفاوية الإبطية).
- الفخذ.
- المعدة.
- الصدر.
- تحت الفك.
- فوق الترقوة.
بعد أن يصل سائل اللمف إلى الغدد اللمفاوية، تبدأ عملية تصفية المواد الضارة والنفايات، والقضاء على الميكروبات، ثم إرجاع السائل المفلتر إلى الدم.
أسباب تضخم العقد اللمفاوية
تتضخم الغدد اللمفاوية غالباً عند وجود مشكلة، مثل الإصابة أو العدوى أو الورم، أي إنها تعدّ مؤشراً مرضياً على وجود مشكلة صحية. ويترافق الانتفاخ مع ألم فيها عند لمس العقد أو لدى تحريك الرأس أو الرقبة بالنسبة للعقد اللمفاوية في تلك المنطقة. عموماً تتباين أعراض تورّم العقد اللمفاوية باختلاف المسبب:
- تتورّم العقد اللمفاوية في الرقبة، أو تحت الذقن، أو خلف الأذنين، لدى الإصابة بنزلة برد أو التهاب في الحلق، وقد تترافق مع حمى وأعراض التهاب الجهاز التنفسي العلوي، مثل سيلان الأنف والتعب.
- تتورم العقد اللمفاوية الموجودة في الفخذ في حال الإصابة أو عدوى تصيب منطقة الحوض، أو في حال الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً في الساق أو القدم، وقد تسبب الألم عند المشي أو الانحناء.
وتشمل أسباب تورّم العقد الرئيسية:
العدوى
عندما تصل الميكروبات مثل البكتيريا أو الفيروسات إلى العقد اللمفاوية، يزداد عدد الخلايا المناعية فيها، ما يسبب تورّمها. ومن أنواع العدوى التي تسبب تضخم الغدد اللمفاوية:
- نزلات البرد الشائعة.
- الإنفلونزا.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- داء وحيدات النوى.
- التهاب البلعوم البكتيري.
- مرض الدرن.
- الحصبة الألمانية.
- الهربس البسيط.
- مرض لايم.
- فيروس العوز المناعي البشري.
- داء المقوسات.
- الزهري أو السيلان.
الأمراض المناعية
في أمراض المناعة الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الخلايا السليمة في الجسم، فيُنتج أعداداً كبيرة من خلايا الدم البيضاء لمهاجمة التهديد المتصوّر، لكن بعض هذه الخلايا يتراكم في العقد اللمفاوية ويسبب تورمها. ومن الأمثلة عن أمراض المناعة الذاتية التي تسبب تورم العقد اللمفاوية:
- الذئبة الحمامية الجهازية.
- متلازمة شوغرن.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
اقرأ أيضاً: أمراض المناعة الذاتية: عندما يبدأ جسمك في محاربتك
الأورام
تسبب الأورام تضخم الغدد اللمفاوية من خلال عملية تسمى "النقيلة" أو "الانبثاث" أو هجرة الخلايا السرطانية (metastasis). إذ عندما يتشكل الورم، يمكن أن تنفصل الخلايا السرطانية عن موقعها الأصلي وتنتقل عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم. عندما تصل هذه الخلايا السرطانية إلى الغدد اللمفاوية، يحاول الجهاز المناعي للجسم محاربة ما يعتبره غزاة ضارين، فتتضخم الغدد اللمفاوية، لتصفية اللمف من الخلايا السرطانية. غالباً ما تكون هذه واحدة من أولى العلامات التي تشير إلى أن السرطان قد ينتشر خارج موقعه الأصلي. ومن الأمثلة عن السرطانات الشائعة التي تسبب تورم العقد اللمفاوية:
- اللمفوما أو ورم الغدد اللمفاوية.
- اللوكيميا (ابيضاض الدم).
- أورام الثدي والرئة.
اقرأ أيضاً: تفاعلات الخلايا تكشف عن هجرة الخلايا السرطانية والتئام الجروح
متى يكون تورّم العقد اللمفاوية خطراً؟
وفقاً لطبيب الداخلية والعصبية، مجد الدين الخطيب، يكون تورّم العقد اللمفاوية خطراً في الحالات التالية:
- التورّم غير المؤلم.
- التورّم الصلب أو المطاطي، أو الذي لا يتحرك عند الضغط عليه.
- حين لا يكون له سبب واضح.
- استمرار حجمه في الازدياد، أو بقائه مدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع على الأقل دون تراجع.
- ترافقه مع حمّى مستمرّة، أو تعرّق في أثناء الليل، أو فقدان وزن غير مبرر.
يتضمن العلاج تحليل خزعة من الغدة المتورمة، لتحديد السبب وبالتالي تلقي العلاج اللازم.