موجة صيفية ملتهبة: ارتفاع ملحوظ عالمياً في الإصابات بكوفيد-19

موجة صيفية ملتهبة: ارتفاع ملحوظ في الإصابات بكوفيد-19
المنطقة الوسطى الغربية من الولايات المتحدة هي الجزء الوحيد في البلاد الذي لم يشهد زيادة في حالات الدخول إلى المستشفيات خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي سبقه. ديبوزيت فوتوز

تشير الأرقام الجديدة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أن عدد حالات الدخول إلى المستشفيات أسبوعياً بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 ارتفع بنسبة تزيد على 10% في أنحاء الولايات المتحدة جميعها؛ إذ بلغ عدد الحالات المسجلة نحو 7,109 حالة خلال الأسبوع الممتد من 15 يوليو/ تموز، مقارنةً بـ 6,444 حالة في الأسبوع الذي سبقه. تُعد هذه أكبر زيادة لمؤشر رئيس للفيروس منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022.

وكذلك، يُظهر مؤشر آخر في المستشفيات زيادة عدد الحالات مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف. بلغت زيارات غرف الطوارئ بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 نحو 0.73 % حتى تاريخ 21 يوليو/ تموز؛ ما يمثل زيادة على نسبة 0.49% خلال الفترة نفسها من شهر يونيو/ حزيران.

اقرأ أيضاً: نظراً لتشابه أعراضهما: كيف تميز إن كنت مصاباً بـ «كوفيد-19» أو أحد الأمراض التحسسية؟

ارتفاع أعداد الإصابات بكوفيد-19

تقول المتحدثة باسم مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، كاثلين كونلي (Kathleen Conley)، في بيان نقلته شبكة سي بي إس نيوز (CBS News): "لا تزال معدلات الإصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية بعد 7 أشهر من الانخفاض المستمر؛ إذ سُبقت زيادة حالات الدخول إلى المستشفيات في الأسبوع الماضي بدلائل مبكرة على نشاط الفيروس المسبب لكوفيد-19 مثل زيارات قسم الطوارئ ونسبة الاختبارات الإيجابية وعينات مياه الصرف الصحي. وكذلك، شهدت الولايات المتحدة زيادة في حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال فصل الصيف على مدى 3 سنوات مضت؛ لذلك لا نستغرب زيادة أعداد الإصابات في هذا العام أيضاً".

حتى الآن، لا تزال حالات الدخول إلى المستشفيات أقل من المستويات المسجلة في هذا الوقت من العام الماضي. خلال شهر يوليو/ تموز 2022، وصل عدد الحالات التي دخلت إلى المستشفيات أسبوعياً إلى أكثر من 44,000 حالة، وكانت نسبة 5% من إجمالي زيارات غرف الطوارئ مرتبطة بزيادة الإصابات التي شهدتها البلاد خلال فترة الصيف في العام الماضي.

تحول ملحوظ في مسار الإصابات بالفيروس

وعلى الرغم من أن هذه الزيادة الحالية طفيفة، فإنها تمثل تحولاً ملحوظاً بعد أشهر من انخفاض أعداد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء البلاد جميعها.

في مدينة لوس أنجلوس، ازدادت حالات الإصابة بنسبة 32% في الأسبوع الماضي. ويعتقد مسؤولو الصحة أن هذه الزيادة ربما تكون مرتبطة بالاحتفالات بعيد الاستقلال والسفر والحرارة الشديدة التي تشهدها المنطقة؛ التي تدفع الناس إلى البقاء داخل المنازل بصورة أكبر. وقد أشارت نتائج تحليل عينات مياه الصرف الصحي من مدينة نيويورك إلى احتمال زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19 في شهر يونيو/ حزيران.

المنطقة الوسطى الغربية من البلاد هي الجزء الوحيد في الولايات المتحدة الذي لم يشهد زيادة في حالات الدخول إلى المستشفيات خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي سبقه.

لا تقتصر زيادة حالات الإصابة على الولايات المتحدة فقط؛ إذ يبدو أن اليابان دخلت الموجة التاسعة من كوفيد-19، والتي تشهد زيادة حالات الإصابة خلال هذا الشهر؛ إذ ارتفعت معدلات الدخول إلى المستشفيات وزيارات غرف الطوارئ في هذا البلد الآسيوي لمدة 9 أسابيع متتالية.

اقرأ أيضاً: حتى الآن: دليلك الشامل للتعرف إلى أعراض كوفيد-19

انتشار عالمي جديد لكوفيد-19

في الأسبوع الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية أن ثمة بلداناً ما تزال تواجه تحديات كبيرة في التعامل مع كوفيد-19، ويشمل ذلك زيادة في الحالات المسجلة حديثاً، والأهم من ذلك زيادة حالات الدخول إلى المستشفيات وحالات الوفيات؛ إذ تُعد إحصائيات الوفيات مؤشرات موثوقة بصورة أكبر نظراً لانخفاض حجم الفحوصات التي تُجرى للكشف عن الفيروس.

أكدت المنظمة أيضاً أن كوفيد-19 ما يزال يشكل تهديداً كبيراً، وحثت الحكومات على الحفاظ على بنيتها التحتية والتدابير المتخذة لمكافحة كوفيد-19 وعدم تقليص هذه الإجراءات. أنهت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية بسبب كوفيد -19 في شهر مايو/ أيار؛ وذلك بسبب انخفاض حالات الدخول إلى المستشفيات وحالات الوفيات، بالإضافة إلى زيادة مناعة السكان.

ما يزال المتحور أركتوروس (arcturus)، الذي يسمَّى أيضاً "إكس بي بي .1.16" (XBB.1.16)، هو السلالة الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة؛ إذ يشكل نحو 15% من حالات الإصابة الجديدة جميعها. وقد أضافت منظمة الصحة العالمية المتحور إي جي.5 (EG.5) إلى قائمة المتحورات التي تخضع للمراقبة. وتقول منظمة الصحة العالمية، إنه على الرغم من الانتشار المتزايد لهذه السلالة في أنحاء العالم جميعها منذ نهاية شهر مايو/ أيار، فحتى الآن، لا توجد دلائل على علاقة هذه السلالة بارتفاع حالات الإصابة والوفيات أو حدوث تغيرات في شدة المرض.