دراسة حديثة: المشروبات السكرية قد ترتبط بالإصابة بسرطان تجويف الفم لدى النساء

2 دقيقة
حقوق الصورة: بيكسلز

بيّنت دراسة حديثة أن تناول مشروب سكري واحد على الأقل أسبوعياً يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان تجويف الفم لدى النساء بنحو 5 مرات، ويرجع ذلك إلى أن السكر الموجود في هذه المشروبات قد يؤدي إلى التهاب الخلايا في الفم وتلفها، ما يخلق بيئة مناسبة لتطور الخلايا السرطانية.

نُشرت الدراسة في دورية الجمعية الطبية الأميركية "جاما"، مجلة جراحة الأنف والأذن والحنجرة (JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery) في مارس/آذار 2025. 

العلاقة بين المشروبات السكرية وسرطان تجويف الفم 

تُعد المشروبات المحلاة بالسكر، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة ومشروبات الطاقة، فقيرة بالمواد الغذائية، إضافة إلى أنها ترتبط بخطر الإصابة بأمراض عديدة، ومنها العلاقة المكتشفة مؤخراً بينها وبين الإصابة بسرطان تجويف الفم وسرطان القولون والمستقيم.

جمعت الدراسة بيانات ما يزيد على 162 ألف امرأة، منهن 124 مصابة بسرطان تجويف الفم (OCC)، وتوصلت إلى أنه يزداد خطر الإصابة بسرطان تجويف الفم بنسبة 4.87 مرات لدى النساء اللاتي يتناولن مشروباً واحداً محلى بالسكر مرة واحدة على الأقل كل أسبوع مقارنة بمن يتناولن أقل من مشروب واحد في الشهر، وذلك بمعدل 3 نساء مصابات بين كل 100 ألف امرأة. أخذ الباحثون في الاعتبار ارتباط الإصابة أيضاً بالتدخين أو استهلاك الكحول، ووجدوا أن العلاقة بين شرب المشروبات المحلّاة وسرطان تجويف الفم لا ترتبط بالتدخين أو شرب الكحول.

تشمل سرطانات تجويف الفم السرطانات التي تصيب اللسان واللثة واللوزتين، وتشيع عادةً لدى الرجال ومدمني الكحول والمدخنين، لكن لُوحظت زيادة في حالات الإصابة بسرطان تجويف الفم لدى النساء غير المدخنات.

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان تجويف الفم، ومنها أمراض اللثة الطويلة الأمد، والعوامل الوراثية، وأطقم الأسنان غير الملائمة، في حين أن التدخين والكحول وفيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، هي عوامل الخطر الأكبر للإصابة.

من جهة أخرى، تبيّن لهم أيضاً أن تناول مشروب سكري واحد على الأقل يومياً يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بمقدار 5.46 مرات مقارنةً بالنساء اللواتي يتناولن مشروباً سكرياً واحداً شهرياً، وذلك لدى النساء غير المدخنات واللاتي لا يتناولن الكحول. بمعدل 3 نساء مصابات بين كل 100 ألف امرأة أيضاً.

يمكن أن تُمثل هذه الدراسة نقطة انطلاق لتحقيقات مستقبلية حول علاقة النظام الغذائي بهذا الارتفاع.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: المشروبات الغازية الخالية من السكر تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب 

لماذا ترتبط المشروبات السكرية بسرطان الفم؟

يُعتقد أن استهلاك كميات كبيرة من السكر في شكل مشروبات محلّاة يؤدي إلى التهاب مزمن في الفم، ويُحدِث تغيرات في ميكروبيوم الفم أيضاً، ما ينتج عنه زيادة البكتيريا الضارة وزيادة الإجهاد التأكسدي، وبالتالي حدوث تلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان، خاصة أن المشروبات السكرية توفر بيئة مناسبة لنمو الخلايا السرطانية.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك المشروبات السكرية درجة حموضة عالية، ما يلحق الضرر بالأنسجة الرخوة المشكّلة للغشاء المخاطي للفم، ويسبب ذلك ضعف الخلايا، ويزيد من التغيرات السرطانية فيها. إلى جانب ذلك، يزيد الإفراط في استهلاك السكر من مقاومة الإنسولين، ما يرفع مستويات عامل النمو الشبيه بالإنسولين 1 (IGF-1)، وهو هرمون يعزز نمو السرطان.

لماذا عليك تجنّب المشروبات السكرية؟

عموماً، يُنصح بتقليل تناول المشروبات السكرية للحفاظ على صحة أفضل، خاصة فيما يتعلق بصحة الفم، فالإفراط في تناول السكريات يسبب تسوس الأسنان وأمراض اللثة والالتهابات التي تؤدي بدورها إلى أمراض أخرى أكثر خطورة مثل السرطان. إضافة إلى ذلك، فإن الإكثار من السكريات يزيد احتمالية الإصابة بداء السكري وأمراض القلب، والوفاة المبكرة.

ومن المهم أيضاً الابتعاد عن التدخين وشرب الكحول لارتباطهما بزيادة خطورة الإصابة بالأمراض عموماً، وبسرطان تجويف الفم خصوصاً، على الرغم من أن تأكيد ذلك يتطلب إجراء المزيد من الدراسات. 

اقرأ أيضاً: ما نعرفه عن علاقة صودا الحمية بأمراض القلب والجلطة الدماغية والوفاة المبكر

من الضروري الابتعاد عن تناول المشروبات المحلاة بالسكر وتقليل استهلاكها، ومن الجيد استهلاك الماء عوضاً عنها، أو تناول مشروبات صحية مثل العصائر الطبيعية دون سكريات مُضافة، مع الحرص على زيارة طبيب الأسنان بانتظام، وعلاج القروح والجروح فوراً، وعدم تجاهل أي ألم في الفم أو الأسنان.

المحتوى محمي