الفوائد الصحية للتبرع بالدم على نحو منتظم

3 دقيقة
الفوائد الصحية للتبرع بالدم على نحو منتظم
حقوق الصورة: shutterstock.com/MMD Creative

يُعتبر التبرع بالدم من الأعمال الإنسانية التي تنقذ حياة الملايين سنوياً، لكن هذا العمل الخيري يحمل فوائد صحية أيضاً للمتبرعين أنفسهم، حيث كشفت دراسة علمية من معهد فرانسيس كريك في لندن عن نتائج جديدة قد تغيّر الطريقة التي ننظر بها إلى التبرع بالدم، إذ تبين أن التبرع بالدم على نحو منتظم يُحدث تغيرات جينية إيجابية قد تقلل خطر الإصابة بأمراض خطرة. 

اقرأ أيضاً: كل ما تود معرفته عن التبرع بالدم

ما هي الفوائد التي يحققها التبرع المنتظم بالدم؟

أجرى الباحثون من معهد فرانسيس كريك دراسة للإجابة عن هذا السؤال، ونشروا نتائجها في دورية "بلود" (Blood) بتاريخ 11 مارس/آذار 2025. حيث اختاروا عينة بحثية شملت 217 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 60 و72 عاماً تبرعوا بالدم أكثر من 100 مرة خلال حياتهم، وقورنت المجموعة السابقة بمجموعة أخرى مكونة من 212 رجلاً في الفئة العمرية نفسها ممن تبرعوا بالدم أقل من 10 مرات في حياتهم قبل الدراسة. 

استخدم الباحثون تقنيات متقدمة لتحليل البيانات الجينية المستخلصة من خلايا الدم البيضاء للمجموعتين، وأجروا تعديلات جينية على خلايا الدم الجذعية البشرية باستخدام تقنية كريسبر للتعديل الجيني (CRISPR)، ودرسوا استجابة الخلايا المحوّرة في بيئات مخبرية مختلفة تحاكي ظروف التبرع بالدم مثل إضافة هرمون الإريثروبويتين (EPO)، الذي يزداد إنتاجه طبيعياً بعد فقدان الدم، إلى بعض الأطباق لفهم كيفية استجابة الخلايا المختلفة لهذه الحالة.

كشفت نتائج الدراسة أن المتبرعين بانتظام كانوا أكثر عرضة لامتلاك خلايا دموية جذعية تحمل طفرات معينة في جين "دي إن إم تي 3 أيه" (DNMT3A). واختلفت نسبة هذه الطفرات بين المجموعتين في الدراسة بدرجة ملحوظة، حيث حمل نحو 50% من المتبرعين على نحو منتظم طفرات في هذا الجين تقلل خطر الإصابة بسرطان الدم، بينما امتلك المتبرعون على فترات متباعدة نحو 30% فقط من هذه الطفرات الجينية الوقائية من السرطان. أظهرت التجارب المخبرية أن الخلايا الحاملة لهذه الطفرات كانت أكثر كفاءة في إنتاج خلايا الدم الحمراء عند تحفيزها بمادة الإريثروبويتين، بينما لم تظهر هذه الخاصية في الخلايا التي لا تحمل الطفرات الجينية الإيجابية، كما كشفت الدراسة أن التبرع بالدم يحفز الجسم على إنتاج خلايا دم جديدة تمتلك الطفرة الجينية المفيدة، والمرتبطة بتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

اقرأ أيضاً: هل يضر التبرع بالدم جهازك المناعي؟

ما هي الآليات التي يفيد عبرها التبرع بالدم الجسم من الناحية الصحية؟

وفقاً لنتائج الدراسة وللتوصيات الصحية العامة، يمكن للتبرع بالدم أن يعزز الصحة العامة للجسم من خلال الآليات التالية

  • تقليل خطر الإصابة بسرطان الدم من خلال تعزيز الطفرات المفيدة في الخلايا الجذعية المكونة للدم. 
  • تقليل لزوجة الدم، ما يسهم بتحسين صحة القلب والأوعية الدموية؛ نتيجة سهولة تدفق الدم وتقليل خطر التجلط وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.
  • تنظيم مستويات الحديد في الجسم؛ حيث يساعد التخلص من الحديد الزائد من خلايا الدم التي جرى التبرع بها على تقليل الإجهاد التأكسدي الضار والالتهابات التي تؤدي إلى أمراض القلب. 
  • قد يحسّن التبرع بالدم حساسية الإنسولين، ما قد يقلل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • يمكن للتبرع المنتظم بالدم أن يساعد على انخفاض ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. 
  • يوفر التبرع بالدم فرصة للفحص الصحي الدوري المجاني، إذ يقوم مقدم الرعاية الصحية بقياس ضغط الدم ومستويات الهيموغلوبين ومعدل النبض قبل كل عملية تبرع، ما قد يكشف عن مشكلات صحية محتملة في مراحلها المبكرة.

يجب الإشارة إلى أن التبرع بالدم لا يعد بديلاً عن العلاج الطبي أو تغيير نمط الحياة ليصبح صحياً أكثر، لكنه يمثل وسيلة إضافية لتحسين الصحة العامة، بالإضافة إلى القيمة الإنسانية العالية للتبرع بالدم الذي ينقذ حياة المرضى ويغذي إمدادات المستشفيات على نحو مستمر.

اقرأ أيضاً: ما هي أفضل الأوقات للتبرع بالدم قبل وقوع الكارثة؟

نوَّه الباحثون في الدراسة إلى أن حجم العينة الحالي محدود، وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث التأكيدية على مجموعات أكبر وأكثر تنوعاً لتأكيد هذه النتائج، كما من المهم مراعاة أن المتبرعين بالدم قد يكونون في الأساس أكثر صحة من عامة الناس بسبب معايير الأهلية الصارمة للتبرع وفقاً للجهات الصحية الرسمية.

اقرأ أيضاً: هل تساءلت يوماً عن سبب وجود زمر دموية مختلفة؟ إليك بعض الفرضيات

يشارك الباحث في مجال أورام الدماغ لدى الأطفال في مشفى كورنيل بمدينة نيويورك، الدكتور زياد حسان، مجموعة من الفوائد التي يوفرها التبرع بالدم، في فيديو له عبر منصة يوتيوب.

المحتوى محمي