العامل الصامت: الخمول البدني يتسبب في 8% من الأمراض والوفيات

الخمول البدني يؤدي إلى الوفاة
Shutterstock.com/Luciano Cosmo
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلص فريقٌ دولي من الباحثين إلى أن الخمول البدني يتسبب في حدوث ما يصل إلى 8% من الأمراض غير المعدية والوفيات في جميع أنحاء العالم؛ ذلك وفقاً لبحث نُشر على الإنترنت في دورية «بريتيش جورنال أوف سبورتس ميديسين».

 علاقة وثيقة تربط الخمول البدني بالأمراض

الخمول البدني هو المصطلح المستخدَم لعدم تحقيق المستويات الموصى بها من النشاط البدني اللازم للمحافظة للصحة، إنه أحد عوامل الخطر الرئيسية للأمراض غير المعدية؛ والتي صُنّفت على أنها رابع سبب رئيسي للوفاة في العالم؛ حيث تُعزى حوالي 8% من جميع الوفيات المسجلة في العالم إلى الخمول البدني.

وصفه بعض الباحثون بأنه جائحة تحتاج إلى إجراءات عاجلة؛ إذ أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأشخاص غير النشطين، أكثر عرضةً لخطر الموت بنسبة 20-30% مقارنةً بالأفراد النشطين، كما أظهرت الأدلة أن 1 من كل 4 بالغين في العالم غير نشيط، وعلى الصعيد العالمي، فإن أكثر من 80% من المراهقين غير نشطين بدنياً، ويوجد هناك جهود عالمية حالياً تقودها منظمة الصحة العالمية لتقليل انتشار الخمول البدني بنسبة 10% في نهاية عام 2025، وبنسبة 15% بحلول عام 2030.

اختلاف التأثير باختلاف الدخل

الخمول البدني يؤدي إلى الوفاة
Shutterstock.com/mooremedia

في البلدان المرتفعة الدخل، يكون لقلة النشاط البدني تأثير نسبي أكبر على الأمراض غير المعدية، وزيادة مخاطر الوفاة على الشخص العادي، ولكن البلدان ذات الدخل المتوسط ​​هي التي تضم أكبر عددٍ من الأشخاص المتأثرين بقلة النشاط البدني، ومواجهة ضغوطاتٍ أكبر على الموارد الصحية، وتزداد مستويات الخمول البدني وفقاً لمستويات الدخل في البلدان؛ ففي عام 2016، قُدّرت مستويات الخمول البدني في البلدان ذات الدخل المرتفع بأكثر من ضعف تلك الموجودة في البلدان منخفضة الدخل.

الخمول البدني هو عامل خطر معروف للوفاة المبكرة والعديد من الأمراض غير المعدية؛ بما في ذلك أمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، والعديد من أنواع السرطان، ومع زيادة الخمول البدني في جميع أنحاء العالم، وحقيقة أن 80% من الوفيات جرّاء الأمراض غير المعدية تحدث الآن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، شرع الباحثون في تقدير العبء الحالي للأمراض غير المعدية المرتبطة بعدم النشاط البدني عالمياً.

في هذه الدراسة، تم استخدام بياناتٍ لدراسات سابقة من مستويات الخمول البدني لـ168 دولة في عام 2016، لتقدير مقدار المرض الذي يمكن تجنبه في كل دولة؛ من خلال زيادة النشاط البدني؛ وذلك عن طريق حساب نسبة السكان المصابين والمخاطر القائمة على الانتشار لكل نتيجة في كل بلد، ومن ثم تجميع النتائج. وتُظهر الحسابات أن نسب الأمراض غير المعدية التي تُعزى إلى الخمول البدني، تتراوح بين 1.6% لارتفاع ضغط الدم، و 8.1% للخرف، وتزداد المخاطر القائمة على الانتشار مع مستويات الدخل في البلدان؛ وهي أعلى مرتين في البلدان ذات الدخل المرتفع مما هي عليه في البلدان منخفضة الدخل.

وأظهرت النتائج أنه بالرغم من أن نسبة المخاطر على الفرد العادي أكبر في البلدان ذات الدخل المرتفع، إلا أن البلدان ذات الدخل المتوسط ​​هي الأكثر تضرراً بشكل عام بسبب حجم سكانها الأكبر؛ وهذا يعني أن 69% من جميع الوفيات، و 74% من وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بقلة النشاط البدني، تحدث في البلدان متوسطة الدخل، وبشكلٍ عام، يقع العبء الأكبر للأمراض غير المعدية المرتبطة بالخمول البدني، في بلدان أميركا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي، ودول الشرق الأوسط ذات الدخل المرتفع، بينما يقع أدنى عبء في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأوقيانوسيا، وشرق وجنوب شرق آسيا.

هذه دراسة قائمة على الملاحظة؛ لذلك لا يمكنها إثبات السبب؛ إذ أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث المعمّقة في هذا الشأن، لكن خلص الباحثون إلى أن العبء الصحي العالمي المرتبط بالخمول البدني كبير، وهو قضية عالمية حقاً تتطلب تعاوناً دولياً لحشد التغيير وتحقيق أهداف الصحة العامة.

سبُل زيادة النشاط البدني

الخمول البدني يؤدي إلى الوفاة
http://shutterstock.com/begalphoto

من المهم التخطيط للتخفيف من الخمول البدني، بهدف الوقاية من الأمراض غير المعدية والحد من خطورتها، ولا يوجد إجراء واحد فعال لزيادة مستوى النشاط البدني، بل بدلاً من ذلك؛ فإن النهج التعاوني الشامل هو الأكثر فعاليةً، يجب أن تكون الإجراءات سهلةً وبسيطةً ورخيصةً واجتماعيةً ومستدامةً مدى الحياة.

قدمت منظمة الصحة العالمية أمثلة على إجراءات للحد من الخمول البدني في خطة عمل عالمية، للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها؛ وهي:

  • نشر الوعي العام عبر الوسائل التحفيزية؛ بما في ذلك وسائل الإعلام لتغيير سلوك النشاط البدني.
  • إنشاء خدمات الاستشارات والإحالة الخاصة بالنشاط البدني في خدمات الرعاية الصحية الأولية.
  • تنفيذ برامج نشاط بدني متعددة التمارين وصديقة لمكان العمل.
  • تنفيذ برامج نشاط بدني جماعية تشمل عدة أماكن وقطاعات.
  • تنفيذ برنامج مدرسي كامل يدعم النشاط البدني لجميع الأطفال.
  • تنفيذ أنظمة النقل العام التي تعطي الأولوية للمشي وركوب الدراجات.
  • توفير بنية تحتية وتصميمات حضرية مريحة وآمنة لدعم المشي على جانب الطريق وركوب الدراجات.
  • تعزيز النشاط البدني من خلال البرامج والفعاليات الرياضية المنظمة.