هل المدراء هم الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب حقاً؟

3 دقيقة
المدراء هم الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

يُشاع أن المدراء من الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب ضغوط العمل، وللتأكد من صحة هذا الاعتقاد أو نفيه، حاولت بعض الدراسات البحث في هذه العلاقات بدقة، لكنها خرجت بنتائج متضادة، كما حددت أبرز العوامل المؤثرة في نتائج صحة القلب بين المدراء والموظفين، وهما جودة القيادة والتحكم في مكان العمل.

هل المدراء هم الأكثر عُرضة للإصابة بأمراض القلب؟

يعتقد كثيرون أن شاغلي المناصب الإدارية هم من أكثر المعرضين للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك بسبب المسؤولية المُلقاة على عاتقهم وساعات العمل الطويلة واتخاذهم القرارات الحاسمة. لكن في الحقيقة، المدراء هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، ويتمتعون بضغط دم ومؤشر كتلة جسم طبيعيَين، كما أنهم أكثر ميلاً إلى ممارسة الرياضة وعدم التدخين. قد يرتبط ذلك بارتفاع مستويات التعليم وتحسن فرص الحصول على الرعاية الصحية، وتحسن ظروف العمل وزيادة الاستقلالية والتحكم في بيئة العمل.

وعلى العكس من ذلك، وجدت دراسة يابانية، نُشرت عام 2021، أن الترقية لمنصب إداري قد ترتبط بزيادة بعض عوامل خطر أمراض القلب، خاصة ارتفاع الكوليسترول الضار، وقلّة ممارسة الرياضة، والنوم غير الكافي. وقد سبقتها دراسة نرويجية أظهرت أيضاً أن مستوى الكوليسترول يرتفع لدى المدراء، لكن مستويات ضغط الدم وغيره من مؤشرات خطورة أمراض القلب تبقى طبيعية.

اقرأ أيضاً: كيف تعزز الرياضة من صحة العضلة القلبية؟ وما خصوصية ممارستها عند مرضى القلب؟

لماذا يتعرّض المدراء للإصابة بأمراض القلب؟

على الرغم من أن المناصب الإدارية قد توفر بعض الحماية من أمراض القلب، إلا أن نمط حياة المدراء المعاصرين قد يعوق هذه الفوائد، خاصة وأنهم يُعطون الأولوية للأعمال على الصحة، ما يزيد لديهم عوامل الخطر المؤدية للإصابة، ومنها:

  • تأجيل زيارات الأطباء وإجراء العمليات الجراحية الضرورية بسبب التزامات العمل.
  • الإجهاد المزمن وارتفاع ضغط الدم الناتج عنه والذي يرفع مستويات الكورتيزول.
  • ارتفاع مستويات السكر في الدم ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري ومضاعفاته.
  • عادات النوم السيئة، والنوم لمدة 3-4 ساعات فقط في الليلة.
  • سلوكيات تناول الطعام غير الصحية في كثير من الأحيان.
  • عدم الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية.

يدل ذلك على أن المناصب الإدارية بحد ذاتها قد لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن السلوكيات المرتبطة عادةً بهذه المناصب قد تزيد الخطورة.

اقرأ أيضاً: كيف يعزز النوم الجيد صحة القلب؟

ماذا عن الموظفين؟

في المقابل، تركز معظم الدراسات على صحة الموظفين، وتُظهر أن المدراء الذين يتدخلون في تفاصيل العمل الدقيقة يؤثرون سلباً على موظفيهم، ويزيدون مخاطر إصابتهم بالنوبات القلبية مقارنةً بمن يُمنحون مرونةً أكبر في مهامهم، خاصة بين الموظفين الذين تزيد أعمارهم عن 45 عاماً والذين يعانون من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وُجد أيضاً أن قدرة المدير على قيادة العمل بشكل جيد تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية للموظفين. وخاصة عند مراعاتهم كأفراد، ووضوح الأهداف وتوقعات الأدوار المطلوبة منهم، وتوفير المعلومات والملاحظات، وتعزيز مشاركتهم. ويبدو أنه كلما طالت مدة عمل الموظفين تحت قيادة جيدة، زاد التأثير الوقائي. 

إلى جانب العوامل الإدارية، يزيد ضغط العمل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويرتبط أيضاً الإجهاد في العمل بعدم انتظام ضربات القلب. تصيب أمراض القلب أيضاً الموظفين الذين يعانون من اختلال التوازن بين الجهد والمكافأة، أي عندما يكون راتب الموظف قليلاً مقارنة بالجهد الذي يبذله.

اقرأ أيضاً: ما السبب وراء ازدياد حدوث النوبات القلبية بين الشباب؟ 

نصائح للحفاظ على صحة القلب

يساعد اتباع المدراء والموظفين لبعض العادات في المحافظة على صحة القلب. ويُنصحون باتباع هذه النصائح:

  • إجراء فحوصات صحية منتظمة.
  • التحقق من الأمراض الوراثية والقلبية في العائلة.
  • التغذية السليمة والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة.
  • تخصيص وقت للعناية بالصحة، وفصله عن وقت العمل. 
  • تنفيذ التغييرات المناسبة والداعمة للصحة في مكان العمل.
  • المرونة في جداول العمل وأخذ الإجازات الصحية عند الضرورة.
  • الاستفادة من التكنولوجيا والأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية، لمراقبة صحة القلب. 

اقرأ أيضاً: ما العلامات المنذرة للإصابة بالاحتشاء القلبي؟ 

راقب العلامات المبكرة لأمراض القلب

تتطور أمراض القلب بصمت، لكنها تترك بعض العلامات المبكرة التي تشير إليها، ومنها

  • ألم الصدر، أو ما يُعرف بالذبحة الصدرية، وهي ضغط أو ضيق أو شعور بثقل في الصدر. قد ينتشر الألم إلى الذراعين أو الرقبة أو الفك أو الظهر أو المعدة.
  • التورم أو الوذمة في الساقين أو الكاحلين أو القدمين أو البطن نتيجة لتراكم السوائل بسبب ضعف القلب.
  • السعال المستمر والذي يرافقه مخاط وردي أو دموي بسبب تجمع السوائل في الرئتين نتيجة قصور القلب.
  • الشعور بالإغماء أو الدوار، وخاصة عندما يكون مصحوباً بألم في الصدر أو ضيق في التنفس.
  • ضيق التنفس أثناء النشاط أو الراحة أو عند الاستلقاء، وذلك بسبب ضعف ضخ القلب للدم.
  • النعاس خلال النهار أو الشخير بصوت عالٍ أو توقف التنفس أثناء النوم.
  • التعب أو الضعف العام، خاصة بعد القيام بنشاطات مجهدة.
  • التعرق المفرط عندما يتزامن مع أعراض أخرى.
  • خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
  • تغيرات الجلد مثل التورم أو ازرقاق لونه.

المحتوى محمي