لماذا تعاني النساء من آلام الأسنان أكثر من الرجال: دراسة جديدة تكشف الأسباب

3 دقيقة
لماذا تعاني النساء من آلام الأسنان أكثر من الرجال: دراسة جديدة تكشف الأسباب
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

إذا حدث والتويت على نفسك من ألم أسنانك؟ فأنت تعلم أن ألم الأسنان ليس مجرد إزعاج بسيط، إنه ذلك النوع من الآلام التي قد تعوقك عن مواصلة حياتك. ومع ذلك، إليك مفاجأة قد لا تتوقعها: النساء أكثر عرضة لمعاناة ألم الأسنان من الرجال! تُظهر دراسة أجرتها جامعة سيدني أن النساء أكثر عرضة للإصابة بآلام الأسنان ومشاكلها من الرجال، حتى مع حرصهن على نظافة الفم. ولكن لماذا؟ هل هذا بسبب الطبيعة البيولوجية المختلفة؟ أم نمط الحياة الذي يُعرّض النساء لخطر أكبر؟  

العلاقة بين صحة الفم والميكروبات والألم

بحثت الدراسة التي أجرتها جامعة سيدني، ونشرتها دورية آفاق في بحث الألم (Frontiers in Pain Research)، في كيفية ارتباط سوء صحة الفم والميكروبيوم الفموي بحالات الألم المزمن لدى النساء.

تضمنت الدراسة استطلاعاً شمل 160 امرأة في نيوزيلندا، بعضهن مصابات بالفيبروميالغيا (الألم الليفي العضلي)، وبعضهن غير مصابات بها، وقيّم الباحثون:

  • الصحّة الفموية للمشاركات باستخدام استبيان صحة الفم لمنظمة الصحة العالمية.
  • مستويات الألم، باستخدام أدوات معتمدة للصداع النصفي والصداع وآلام البطن وآلام الجسم العامة.
  • البكتيريا التي تعيش في أفواههن، باستخدام تكنولوجيا جينومية متقدمة لتحليل ميكروبيوم الفم.

وهذا ما توصلت إليه الدراسة:

  • النساء ذوات صحة الفم السيئة أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة بآلام الجسم المتوسطة إلى الشديدة، وأكثر عرضة بنسبة 49% للإصابة بالصداع النصفي مقارنةً بمن يتمتعن بصحة فم أفضل.
  • ارتبط وجود الأنواع البكتيرية التالية في الفم لدى المشاركات بارتفاع مستويات الألم، حتى بعد مراعاة العمر ومؤشر كتلة الجسم وتناول السكر:
  1.  الدياليستر (Dialister).
  2. الفوسوباكتيريوم (Fusobacterium).
  3. البارفيموناس (Parvimonas).
  4. السولوباكتيريوم (Solobacterium).  
  • لا يقتصر ضعف صحة الفم على تسوس الأسنان أو أمراض اللثة، بل يمكن أن يكون له آثار واسعة النطاق في صحتك العامة. 
  • علاقة عكسية ضعيفة ولكنها مهمة بين جودة النظام الغذائي وصحة الفم.

اقرأ أيضاً: ما هي فوائد أداة كشط اللسان في تنظيفه والتخلص من رائحة الفم الكريهة؟

لماذا تعاني النساء ألم الأسنان أكثر من الرجال؟

يعزى الاختلاف في معاناة ألم الأسنان بين الرجال والنساء في المقام الأول إلى الاختلافات البيولوجية بينهما:

التقلبات الهرمونية

تمر النساء طوال حياتهن بتقلبات هرمونية، كما في الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث، حيث يمكن لهذه التغيرات أن تؤثر في الإحساس بألم الأسنان كما يلي:

  • انخفاض كمية اللعاب: خلال الدورة الشهرية والحمل، ترتفع مستويات هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج اللعاب. في الواقع للعاب دور يتجاوز ترطيب الطعام وتفكيكه، فهو يساعد على محاربة بكتيريا الفم الضارة والمسببة للتسوس، ويزيل بقايا الطعام، ويحتوي على معادن، مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيزيوم، تساعد على تمعدن الأسنان. لذا، ومع تراجع كمية اللعاب في الفم خلال الدورة الشهرية أو الحمل، تصبح أسنان النساء أكثر عرضة للتسوس والتآكل الحمضي.
  • مشكلات اللثة: يسبب ارتفاع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، خلال الحمل والحيض في الدورة الشهرية، زيادة تدفق الدم إلى اللثة، ما قد يؤدي إلى تورّمها وتهيجها بسهولة أكبر لدى تراكم الجير على طول اللثة. إذا تُرك التهاب اللثة دون علاج، فقد يتطوّر إلى عدوى خطيرة تُعرف بالتهاب دواعم السن.
  • هشاشة العظام وفقدان الأسنان: خلال فترة انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، فتنشط عملية ارتشاف العظام (تحلل النسيج العظمي)، ما قد يسبب هشاشة العظام، بما فيها عظم الفك والأسنان، وبالتالي الإصابة بخراجات الأسنان والتهاب دواعم السن، وفقدان الأسنان.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني المرأة الحامل تخلخل الأسنان، بسبب ارتفاع مستويات هرمون الريلاكسين، الذي يسبب ارتخاء الأنسجة الضامة، بما فيها الأربطة اللثوية التي تُثبّت الأسنان في مكانها. لذا تكون الحامل أكثر عرضة لفقدان أسنانها بعد أي صدمة أو في حال وجود مشكلات لثوية. 

العوامل النفسية

غالباً ما تتأثر النساء بالتوتر والقلق وتحديات الصحة النفسية أكثر من الرجال، بما فيها الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق العام، لذا تميل النساء إلى أن تكون عتبة الألم لديهن أقل، وأكثر عرضة للإبلاغ عن ألم الأسنان. 

العوامل الاجتماعية

منذ أن امتهن الإنسان القديم الزراعة، وانتقل إلى الحياة المستقرة، تحول نحو نظام غذائي غني بالنشويات مثل الذرة والقمح، والتزمت المرأة المنزل لتمارس أعمال الطهو أكثر من الرجال، وتناولت المزيد من الوجبات الخفيفة نظراً لزيادة توفر الطعام، ما أدى إلى زيادة معدلات الإصابة بتسوس الأسنان، وخاصة لدى النساء.

ميكروبيوم الفم

كما ورد في الدراسة، فإن بعض البكتيريا أكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي يعانين مستويات أعلى من الألم، فقد يتفاعل ميكروبيوم الفم مع الجهاز العصبي، ما قد يؤثر على مسارات الألم في أنحاء الجسم جميعها.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل لاختيار غسول الفم المثالي لك

نصائح للمرأة للعناية بصحة الفم 

للنساء عامة، ولمن تخضع أجسادهن لتغيرات هرمونية خاصة، يمكن لبعض النصائح أن تحمي من ألم الأسنان:

  • نظفي أسنانك بالفرشاة مرتين يومياً على الأقل، باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، وبخيط الأسنان مرة واحدة على الأقل يومياً.
  • تمضمضي بغسول فم يحتوي على الفلورايد لتقوية مينا الأسنان والمساعدة على منع التسوس. 
  • زوري طبيب الأسنان للتنظيف والفحوص مرتين سنوياً على الأقل، أو أكثر إذا كنتِ حاملاً، أو في سن اليأس.
  • قللي الأطعمة والمشروبات السكرية والحمضية، التي تزيد خطر التسوس وتآكل مينا الأسنان، واستعيضي عنها بالماء والفواكه الغنية بالألياف والخضروات.
  • اشربي الكثير من الماء، وامضغي علكة خالية من السكر.

المحتوى محمي