هل حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء مفيدة حقاً؟

4 دقيقة
هل حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء فعالة؟
حقوق الصورة: غيتي إميدجيز

إذا كنت تستيقظ جائعاً ومتألماً كل صباح، فقد يمتلك رجل واحد الحلول جميعها التي تحتاج إليها: الدكتور جون هارفي كيلوغ. في المعرض العالمي في شيكاغو عام 1893، قدم كيلوغ، الذي اشتهر بابتكار رقائق الذرة من كيلوغ، ما يحمل اسم "حمام الضوء الكهربائي المتوهج". أرسى هذا الابتكار، الذي يعتمد على المصابيح الكهربائية على أنها أسلوب علاج بالضوء يعرض الجسم للحرارة، الأساس لحمام البخار بالأشعة تحت الحمراء الحديث.

الفوائد المزعومة لحمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء كثيرة، من زيادة مرونة الأطراف إلى إزالة السموم من الجسم، وتشهد سوق هذه الحمامات ازدهاراً كبيراً حالياً؛ إذ ازداد عدد الخيارات المتاحة داخل العيادات الصحية وفي المنازل. لكن هل تساعد حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء على استرخاء العضلات وخفض التوتر وإزالة السموم بالفعل؟

قد تتفاوت النتائج تبعاً للغرض من استخدام هذه الحمامات، حسبما قال طبيب العمود الفقري والطب الرياضي التدخلي الحائز على الزمالة في مركز رعاية العمود الفقري التشخيصية والتدخلية للرياضة والعمود الفقري (DISC Sports & Spine Center)، الدكتور فيفيك باباريا، الذي شهد زيادة الاهتمام بحمامات البخار بعد جائحة كوفيد-19، سواء التقليدية أم بالأشعة تحت الحمراء.

اقرأ أيضاً: خرافات في عالم التجميل نفاها العلم

ما هو حمام البخار بالأشعة تحت الحمراء، وكيف يجب استخدامه؟

وفقاً لوكالة ناسا، ضوء الأشعة تحت الحمراء هو جزء من الطيف الكهرطيسي لا نستطيع رؤيته بالعين المجردة ولكن يمكن استشعاره على شكل حرارة. مثل حمامات البخار التقليدية، تولّد حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء الحرارة، ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية.

لا تصل درجة حرارة حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء إلى حرارة حمامات البخار التقليدية؛ إذ إنها لا تتجاوز عادة 60 درجة مئوية، بينما قد تصل درجة حرارة الحمامات التقليدية إلى 100 درجة مئوية.

على عكس حمامات البخار التقليدية، لا تعتمد حمامات الأشعة تحت الحمراء على مواقد الحطب أو السخانات الكهربائية أو الغاز لتدفئة الهواء. وتعتمد لتدفئة الجسم بدلاً من ذلك على مصابيح تنبعث منها الأشعة تحت الحمراء، التي قد تخترق الجلد وتصل إلى طبقات عميقة. قال الدكتور باباريا: "ما يحاول العلماء دراسته هو مدى عمق اختراق هذه الموجات".

يعتقد باباريا استناداً إلى رأيه الخاص والأبحاث الحالية، مثل دراسة من عام 2013، أن الأشعة تحت الحمراء تخترق الجلد بعمق يصل إلى نحو 2.5 إلى 5 سنتيمترات على الأكثر.

اقرأ أيضاً: الأشعة فوق البنفسجية مطهر قوي قد تستخدم لتعقيم الأماكن العامة

هل حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء فعالة؟

ما حاجتنا لأن تخترق الأشعة تحت الحمراء بشرتنا؟ وفقاً لباباريا، يستكشف الخبراء في مجال الطب التجديدي والقرصنة البيولوجية كيف يمكن أن تحفز الطاقة، ومن أشكالها الأشعة تحت الحمراء، نشاط المتقدرات، وهي عملية قد تعزز قدرة الجسم على الشفاء والتجدد. تؤدي المتقدرات، التي يصفها العلماء عادة بأنها مراكز الطاقة في الخلية، دوراً مهماً في وظيفة الخلايا وتكاثرها.

قال باباريا إن الأدلة العلمية حول تأثير الأشعة تحت الحمراء في هذا السياق لا تزال أولية، لكن العلماء يبدون اهتماماً متزايداً بالآلية التي تعمل وفقها الأشعة تحت الحمراء على تنشيط هذه المكونات الخلوية. يعتقد بعض العلماء أن الأشعة تحت الحمراء إذا تمكنت من اختراق الجسم بعمق يصل إلى 5 سنتيمترات، فإنها قد تحفز المتقدرات وتعزز النشاط الخلوي وتسرع تعافي العضلات والمفاصل التي تعاني الألم.

يقول باباريا: "لا يمكننا كشف علاقة ترابطية مباشرة بين الأشعة تحت الحمراء وتحفيز نشاط المتقدرات؛ لأن المعلومات العلمية في الأوراق البحثية محدودة. يبدو التأثير منطقياً من الناحية النظرية؛ فإذا لم يتجاوز عمق الخلايا 5 سنتيمترات وحفزناها بهذه الأشعة، من المحتمل أن يزداد نشاط المتقدرات".

اقرأ أيضاً: هل حمامات الثلج مفيدة لك؟ إليك فوائد الغطس في الماء البارد ومخاطره

ما هي فوائد حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء؟

ما نعرفه هو أن الحرارة لها آثار علاجية في الجسم. توصل العلماء في تحليل تجميعي من عام 2021 إلى أن العلاج بالحرارة قد يخفض ضغط الدم ويعزز قدرة الأوعية الدموية على التمدد والانقباض على النحو السليم. اكتشف العلماء في دراسات ضيقة نشري في عامي 2022 و2015 أن الحرارة المنبعثة من حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء قد تساعد على علاج آلام العضلات التي تعقب التمرينات. اكتشف العلماء أيضاً في دراسة من عام 2009 أن حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء قد تخفف كلاً من الألم والتصلب على المدى القصير لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

من الممكن أيضاً لقضاء الوقت في حمامات البخار أن يزيد الرشاقة؛ إذ اكتشف العلماء في دراسة من عام 2019 شملت كبار السن الذين يمارسون اليوغا داخل حمامات البخار أن المشاركين تمتعوا بمرونة أكبر. قال باباريا: "إذا أمضيت 15-20 دقيقة في حمام بخاري ساخن وكنت قادراً على تحريك ساقيك أو إجراء بعض تمرينات التمدد، قد يساعدك ذلك على زيادة نطاق الحركة".

أما فيما يتعلق بفوائد حمامات البخار المزعومة حول إزالة السموم من الجسم، فإن باباريا أكثر تشكيكاً بعض الشيء؛ إذ قال إن الجهاز اللمفاوي والكبد هما العضوان الأساسيان في الجسم المسؤولان عن إزالة السموم. ففي حين أن التعرق من خلال الجلد في الحمامات البخارية قد يساعد على فتح المسام، فإن عملية إزالة السموم تحدث داخل الجسم، وليس عبر الجلد.

اقرأ أيضاً: طرائق طبيعية لتنقية الجهاز الهضمي وتخليصه من السموم

هل يجب عليك استخدام حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء؟

لا تناسب حمامات البخار الجميع، سواء كانت تعتمد على الأشعة تحت الحمراء أم لا. يجب على الأشخاص الذين يعانون صعوبة في تحسس التغيرات في درجة الحرارة أو في حرارة الأجسام بسبب المشكلات المتعلقة بالغدة الدرقية أو القلب أو أمراض المناعة الذاتية أو اعتلال الأعصاب السكري المحيطي تجنب هذه الحمامات تماماً، كما يجب على مستخدميها الانتباه لجفاف الجسم. يوصي باباريا بقضاء مدة لا تتجاوز 15-20 دقيقة يومياً في حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى شرب الماء أو مشروبات الكهارل عند قضاء الوقت فيها.

وفقاً لباباريا، هناك الكثير من الأسباب التي تجعل استخدام حمامات البخار بالأشعة تحت الحمراء مفيداً، سواء في زيادة استرخاء المفاصل أم في تعزيز تدفق الدم، كما يمكن استخدامها لمجرد الاسترخاء في مكان دافئ ومريح وإعادة تنشيط الصحة النفسية. قال باباريا: "إذا ساعدتك هذه الحمامات على الدخول في حالة ذهنية مناسبة، فإن الجسم سيستجيب لذلك ويدخل في حالة سليمة أيضاً".

المحتوى محمي