ملخص: تُعدّ فطريات الرأس مشكلة صحية شائعة تؤثّر في فروة الرأس، وقد تؤدي إلى الحكة وتساقط الشعر. تنتج العدوى عن الإصابة بفطريات تُعرف بالفطريات الجلدية، وأشهر أنواعها سعفة الرأس، التي تتكاثر في البيئات الدافئة والرطبة. تنتقل العدوى عبر الاحتكاك المباشر مع شخص أو حيوان مصاب، أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية. تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بفطريات الرأس وتشمل ضعف الجهاز المناعي، وسوء النظافة الشخصية، وارتداء القبعات فترات طويلة. يتضمن العلاج استخدام الشامبوهات المضادة للفطريات والكريمات الموضعية وتناول الأدوية الفموية. ويُنصح باتباع إجراءات وقائية مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، وتجنب ملامسة الحيوانات المصابة لمنع انتشار العدوى.
قد لا تكون فروة الرأس أكثر الأجزاء التي نوليها اهتماماً يومياً، وقد نشعر ببعض الحكة التي يمكن أن يؤدي تجاهلها إلى تفاقم شدتها والتسبب في تساقط الشعر. يمكن أن يشير ذلك إلى مشكلة صحية جلدية أو عدوى فطرية بفروة الرأس، حيث تُعدّ فطريات الرأس إحدى أبرز المشكلات الجلدية التي يعانيها العديد حول العالم. لذلك، تُعدّ العناية بفروة الرأس أمراً حيوياً، ليس فقط لجمال الشعر، لكن أيضاً للصحة العامة. في هذا المقال، نستعرض الأسباب الرئيسية لظهور الفطريات على الرأس، والفروقات بينها وبين القشرة، وطرق الوقاية، وخيارات العلاج المتاحة.
اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟
ما هي فطريات الرأس؟ وكيف تفرّق بينها وبين القشرة؟
تُعدّ الفطريات من الكائنات الحية الدقيقة التي قد تسبب العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك التهابات فروة الرأس. وتُعدّ فطريات الرأس، أو ما تُعرف بـ "سعفة الرأس" (Tinea Capitis)، أحد أكثر أنواع العدوى الفطرية التي تُصيب فروة الرأس شيوعاً. تسبب هذه العدوى فطريات تُعرف بالفطريات الجلدية (Dermatophytes)، التي تنمو وتزدهر في البيئات الدافئة والرطبة. يعاني الشخص المصاب بفطريات الرأس وجود بقع دائرية حمراء أو ملتهبة على فروة الرأس عادة، قد يصاحبها تقشر سميك، أو ظهور جروح صغيرة، وحكة شديدة في بعض الحالات. يمكن أن تؤدي هذه الفطريات إلى تساقط الشعر في المناطق المصابة، حيث تُضعف الفطريات بصيلات الشعر؛ ما يسبب فقدان الشعر في تلك المناطق.
تشير أخصائية الجلدية والتجميل، رنا رؤوف، في حديثها إلى منصة (بوبيولار ساينس-العلوم للعموم)، إلى أن هذه الفطريات تميلُ إلى أن تكون أكثر انتشاراً بين الأطفال عن الكبار، حيث تفرز الغدد الدهنية لدى الكبار موادَّ دهنية ذات خصائص مضادّة للميكروبات، لكن لا تكون هذه الغدد نشطة عند الأطفال. لذلك، يكونوا أكثر عُرضة للإصابة بفطريات فروة الرأس.
تختلف القشرة والفطريات من حيث السبب والأعراض. تحدث القشرة غالباً بسبب جفاف فروة الرأس أو زيادة إنتاج الزيوت الطبيعية. وعلى عكس الفطريات، فهي ليست معدية. وتظهر القشرة في صورة قطع بيضاء أو صفراء، وتكون خفيفة وسهلة السقوط من فروة الرأس، وغالباً تكون جافة وتسبب حكة طفيفة، ولا تؤدي إلى تساقط الشعر عادة بطريقة ملحوظة، إلّا إذا خُدشت فروة الرأس على نحو متكرر وبقوة.
فطريات الرأس: ما هي أسبابها؟ وما هي العوامل التي تؤثّر في ظهورها؟
يمكن أن تنتقل العدوى بهذه الفطريات عن طريق:
- الاحتكاك المباشر مع شخص مصاب: تنتقل هذه الفطريات بسهولة من شخص إلى آخر عبر ملامسة الجلد المباشرة، أو من خلال مشاركة الأدوات الشخصية؛ مثل الملابس، والمناشف، والقبعات، والأمشاط أو فرش الشعر، أو الوسائد. تُضيف رؤوف أن فطريات الرأس يمكن أن تنتقل من مكان إلى آخر بالجسم، فلو وجدت باليدين مثلاً فمن الممكن أن تنتقل إلى فروة الرأس.
- الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة: قد تكون بعض الحيوانات الأليفة حاملة للفطريات، مثل القطط والكلاب، التي يمكن أن تنقل العدوى إلى الإنسان من خلال التلامس المباشر، أو التعامل مع الأدوات التي يستخدمها الحيوان.
بالإضافة إلى ما سبق، قد تؤدي بعض الممارسات الخاطئة، أو الإصابة بحالات صحية معينة إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الفطريات، وتشمل:
- عدم الحفاظ على النظافة الشخصية: يؤدي عدم غسل الشعر بانتظام إلى تراكم الأوساخ والزيوت الطبيعية على فروة الرأس؛ ما يعزز نمو الفطريات.
- الرطوبة وقلة التهوية: قد يزيد الاستخدام المتكرر للقبعات، أو ارتداء الأغطية التي تمنع التهوية، العرق والرطوبة على فروة الرأس؛ ما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر الفطريات.
- ضعف الجهاز المناعي: إذ قد يضعف الجهاز المناعي، سواء نتيجة أمراض مزمنة أو استخدام أدوية؛ مثل الكورتيكوستيرويدات والعلاج الكيميائي، ما يزيد خطر الإصابة بعدوى الفطريات، حيث يعجز الجسم عن محاربتها بطريقة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة غير الصحية إلى إضعاف الجهاز المناعي؛ ما يزيد احتمالية الإصابة بالعدوى الفطرية. علاوة على ذلك، قد تضعف بعض الأمراض الجلدية؛ مثل الصدفية والأكزيما، الجلد وتجعله أكثر عرضة إلى العدوى الفطرية.
- الجروح الصغيرة في فروة الرأس: تُعدّ الجروح الصغيرة مدخلاً للفطريات تسبب تكاثرها، وتؤدي إلى العدوى، ما تزيد عرضة فروة الرأس إلى الإصابة.
- منتجات العناية بالشعر الكيميائية: تحتوي بعض منتجات العناية بالشعر على مواد كيميائية قاسية قد تخل بتوازن الفطريات والبكتيريا الطبيعية في فروة الرأس؛ ما يسهل نمو الفطريات.
اقرأ أيضاً: ما مكونات بخاخ تثبيت الشعر؟ وما تأثيرها في الشعر والصحة؟
خيارات العلاج: من العلاجات المنزلية إلى الأدوية الطبية
إذا كنت تشك في إصابتك بعدوى فطرية، فمن الضروري زيارة طبيب الجلدية لتشخيص الحالة بدقة. تشمل الفحوصات التشخيصية الفحص السريري باستخدام الضوء الأسود (Wood's Lamp)، والذي يساعد على الكشف عن بعض أنواع الفطريات التي تظهر بتوهج أخضر تحت الضوء. وفي بعض الحالات، قد تؤخذ عينة من فروة الرأس لإرسالها إلى المختبر من أجل إجراء مزرعة فطرية لتحديد النوع الدقيق للعدوى.
تشير رؤوف إلى أن العلاج يختلف بحسب الحالة، فمن الممكن استخدام شامبو مضاد للفطريات في البداية، أو استخدام بعض الكريمات الموضعية، وقد تتطلب الحالة علاجاً عن طريق الفم غالباً، حيث نادراً ما تستجيب العدوى للعلاجات الموضعية فقط. ويعتمد علاج فطريات الرأس على مدى شدة العدوى. قد تشمل هذه العلاجات:
- الأدوية المضادة للفطريات: تتضمن أدوية؛ مثل غريسيوفولفين (Griseofulvin)، وتيربينافين (Terbinafine)، التي تؤخذ عن طريق الفم لعلاج العدوى من الداخل.
- الشامبوهات الطبية: يمكن استخدام شامبوهات تحتوي على مواد مضادة للفطريات؛ مثل الكيتوكونازول (Ketoconazole)، أو كبريتيد السيلينيوم (Selenium Sulfide)، أو بيريثيون الزنك (Zinc pyrithione)، للقضاء على الفطريات على فروة الرأس، ومنع انتشارها.
- العلاجات المنزلية: مثل زيت شجرة الشاي وخل التفاح، التي يعتقد أن لها خصائص مضادة للفطريات.
تفيد رؤوف بأنه عند اكتشاف إصابة الطفل، لا بُدَّ من التشخيص السريع للمرض، وعزل أدوات الطفل، وتجنب مشاركتها مع غيره. إلى جانب ضرورة تطهير الأدوات المستخدمة وفحص المخالطين، فالاكتشاف المبكر يحدُّ من انتشار العدوى.
اقرأ أيضاً: كم مرة يجب أن تغسل شعرك أسبوعياً لتحافظ على صحته؟ العلم يجيب
4 نصائح للوقاية من فطريات الرأس والحفاظ على صحة الشعر
يمكن أن تسهم النصائح التالية في الوقاية من الإصابة بفطريات الرأس:
- الحفاظ على النظافة الشخصية: يقلل الحفاظ على نظافة فروة الرأس والشعر احتمالية الإصابة بالعدوى الفطرية. لذا، يُنصح بغسل الشعر بشامبو مناسب بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف وفرش الشعر لتقليل خطر انتقال العدوى.
- تهوية فروة الرأس: احرص على تجفيف فروة رأسك جيداً بعد غسيل الشعر، وتجنب ارتداء القبعات أو الأغطية الضيقة فترات طويلة، لأنها تزيد تراكم العرق والرطوبة على فروة الرأس التي تعد البيئة المثلى لنمو الفطريات.
- تجنب ملامسة الحيوانات المصابة: يجب فحص الحيوانات الأليفة بانتظام للتأكد من خلوها من العدوى الفطرية، والتعامل بحذر مع الحيوانات التي تحتمل إصابتها، حيث أن مجرد التلامس البسيط مع الحيوانات المصابة قد يكون كافياً لنقل العدوى إلى فروة رأسك.
- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن يمكن أن يعزز الجهاز المناعي، ويقلل خطر الإصابة بالعدوى.
اقرأ أيضاً: 11 نوعاً من الأطعمة تزيد كثافة الشعر الخفيف
تُعدّ العدوى الفطرية والقشرة من الحالات الشائعة التي تؤثّر في صحة فروة الرأس، لكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تجنب المضاعفات. لذا، يُنصح دائماً باستشارة طبيب الجلدية عند ظهور أي أعراض غير معتادة لضمان التشخيص الصحيح والعلاج الفعال.