سكان الشرق الأوسط هم الأكثر عُرضة للوفاة بأمراض القلب التي يسببها البلاستيك

2 دقيقة
ما العوائق التي تقف في وجه تطوير البلاستيك المستدام؟ وكيف نتغلب عليها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/S.SUPHON

وجدت دراسة حديثة أن أكثر من 356 ألف حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية خلال عام 2018 فقط ترتبط بالمواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الأدوات المنزلية البلاستيكية، ما يُضيف دليلاً أخر يُدين هذه المواد بأنها عالية الخطورة على صحة الإنسان.

دور البلاستيك في الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية

كثيرة هي الأسباب المؤدية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها السمنة وارتفاع ضغط الدم والنظام الغذائي غير الصحي وارتفاع الكوليسترول وتلوث الهواء والتدخين والتعرض للمعادن الثقيلة والشيخوخة وغيرها. ومع انتشار البلاستيك أُضيف سبب آخر مسؤول عن زيادة عدد الوفيات.

تُستخدم المواد الكيميائية التي تسمى "الفثالات" على نطاق واسع في الصناعة في أنحاء العالم جميعها، فهي موجودة في مستحضرات التجميل والمنظفات والمذيبات والأنابيب البلاستيكية وطاردات الحشرات والصناعات البلاستيكية المنزلية وغيرها من المنتجات. تتحلل هذه المواد الكيميائية إلى جزيئات مجهرية ويجري ابتلاعها. يزيد التعرض لهذه المواد خطر الإصابة بأمراض مثل السمنة وداء السكري والسرطان وضعف الخصوبة والسكتة الدماغية واحتشاء عضلة القلب والوفاة.

وفي الدراسة الحالية المنشورة في أبريل/نيسان 2025 في دورية "لانست إي بيوميدسن" (Lancet eBioMedicine)، والتي أجراها باحثون من مركز لانغون الصحي بجامعة نيويورك، ارتبط نوع من الفثالات، يُسمى ثنائي-2-إيثيل هكسيل فثالات (DEHP)، بالوفيات الناجمة عن أمراض القلب في أنحاء العالم، لكن الأكثر تأثراً هي منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وشرقها والمحيط الهادئ، فقد بلغ عدد المتأثرين بها نحو ثلاثة أرباع إجمالي حصيلة الوفيات. 

يُستخدم ثنائي-2-إيثيل هكسيل فثالات (DEHP) لجعل حاويات الطعام والمعدات الطبية وغيرها من المواد البلاستيكية أكثر ليونة ومرونة. يحفز التعرض لهذا النوع من الفثالات الإجهاد التأكسدي والتهاب شرايين القلب، والذي يزيد مع مرور الوقت خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. 

اقرأ أيضاً: باحثون يكشفون تلوثاً خطيراً بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في بحيرة البرلس المصرية 

الشرق الأوسط هو الأكثر عُرضة للخطر

حسب الدراسة، كان للفثالات دور في التسبب بأكثر من 356 ألف حالة وفاة عالمياً، أي ما يزيد على 13% من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن أمراض القلب في عام 2018 بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً.

شملت الدراسة بيانات صحية وبيئية من عشرات المسوحات السكانية لتقدير التعرض لمادة دي بي آتش بي (DEHP) في 200 دولة ومنطقة. ووجدت أن دول الشرق الأوسط هي الأكثر تأثراً، والأكثر تسجيلاً لحالات الوفاة بسبب التعرض لهذه المواد، تليها الهند والصين وإندونيسيا وكندا وأستراليا وإفريقيا، في حين شهدت أوروبا أقل نسبة تعرّض لها. 

تُفسَّر هذه النتيجة بأن هذه البلدان هي الأكثر تعرّضاً للمواد الكيميائية، لأنها تشهد طفرة في إنتاج البلاستيك، مع قيود تصنيع أقل من البلدان الأخرى، ما يؤكد الحاجة الماسّة لوضع قوانين صارمة للحد من التعرض لهذه السموم وتعزيز التدابير التنظيمية والتعاون الدولي للتخفيف من الآثار الصحية للفثالات، وخاصة في المناطق التي تتميز بمستويات عالية من تصنيع البلاستيك واستهلاكه.

لم يدرس الباحثون تأثير أنواعٍ أخرى من الفثالات، كما لم يدرسوا حالات الوفيات بين الفئات العمرية الأخرى؛ لهذا السبب، من المرجح أن يكون إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب المرتبطة بهذه المواد الكيميائية أعلى بكثير.

اقرأ أيضاً: هل يحتوي غذاؤنا على جزيئات من البلاستيك؟

مستقبلاً، يسعى الباحثون لدراسة تأثير انخفاض التعرض للفثالات في معدلات الوفيات العالمية، بالإضافة إلى دراسة التأثيرات الصحية الأخرى لهذه المواد الكيميائية مثل الولادة المبكرة. 

المحتوى محمي