سكر الدم مرتفع أم منخفض؟ احذر هذه العلامات قبل حدوث مضاعفات

4 دقيقة
سكر الدم مرتفع أم منخفض؟ احذر هذه العلامات قبل حدوث مضاعفات
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

تؤدي مستويات سكر الدم دوراً حاسماً في صحتنا العامة، حيث تؤثر في مستويات الطاقة ووظائف الأعضاء وقد تكون سبباً في الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. يمثل كل من انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم) وارتفاع سكر الدم (فرط سكر الدم) مخاطر صحية كبيرة، ولكن طبيعة هذه المخاطر ومدى خطورتها تختلف. ويمكن لفهم الاختلافات بين الحالتين وأعراضهما وأسبابهما والمضاعفات المحتملة لهما أن يساعد الأفراد على إدارة مستويات سكر الدم لديهم بشكل أكثر فعالية وتجنب المشكلات الصحية الخطرة.

تتقلب مستويات سكر الدم طوال اليوم بناءً على عوامل مختلفة، بما فيها النظام الغذائي والنشاط البدني والتغيرات الهرمونية والصحة العامة. عموماً، تتراوح مستويات السكر الطبيعية في الدم بين 70 - 100 ميليغرام/ديسيلتر عند الصيام، ويمكن أن ترتفع إلى أقل من 140 ميليغراماً/ديسيلتر بعد ساعتين من تناول الطعام. وأي زيادة أو نقصان خارج هذا النطاق قد يؤدي إلى مشكلات صحية حادة ومزمنة.

ما الذي يسبب انخفاض سكر الدم؟

يمكن أن يحدث انخفاض سكر الدم لدى المصابين بالسكري وغير المصابين به أيضاً. لكن مرض السكري هو السبب الأكثر شيوعاً له.

بالنسبة لمرضى السكري، ثمة نوعان منه، هما السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني. في كلا النوعين لا تستطيع خلايا الجسم استخدام الغلوكوز مصدراً للطاقة، إما بسبب نقص الإنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم دخول السكر إلى خلايا الجسم لاستخدامه مصدراً للطاقة، كما في السكري من النوع الأول، حيث يحتاج المصاب به إلى حقنات إنسولين يومية للتحكم بنسبة سكر الدم، أو بسبب مقاومة الجسم لتأثيرات الإنسولين (مقاومة الإنسولين) كما في السكري من النوع الثاني

قد يعاني المرضى مستويات منخفضة من سكر الغلوكوز في الدم، لأحد الأسباب التالية: 

  • جرعات زائدة من الإنسولين أو أدوية السكري الفموية التي تزيد إفراز الإنسولين، ما يؤدي إلى امتصاص خلايا الجسم لكمية زائدة من الغلوكوز، فينخفض مستواها في الدم
  • تخطي الوجبات أو عدم تناول وجبة كافية بعد حقن الإنسولين أو أدوية السكري.
  • ممارسة نشاط بدني أو تمارين رياضية مكثفة، دون تعديل الجرعة الدوائية أو تناول ما يكفي من الكربوهيدرات، الأمر الذي يسبب استهلاك الغلوكوز بسرعة أكبر من سرعة إنتاجه.

اقرأ أيضاً: متى يمكن أن يسبب السكر مرض السكري؟

كما قد يحدث انخفاض سكر الدم لدى غير المصابين بالسكري، في الحالات التالية:

1- الصيام: ترتفع مستويات سكر الدم عادة بعد تناول وجبة غذائية، ما يحفّز البنكرياس على إنتاج هرمون الإنسولين. فإذا كانت مستويات الإنسولين عالية جداً في الدم، كما يحدث عندما لا تأكل مدة تصل إلى أكثر من 8 ساعات، ستنخفض مستويات السكر في الدم على نحو كبير، بحيث لا يوجد ما يكفي لتغذية خلايا الجسم، بما فيها الدماغ.

2- تناول بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية انخفاض سكر الدم، مثل:

3- استهلاك الكحول: يخزن الكبد الغلوكوز على شكل غليكوجين، وعندما يحتاج الجسم إلى طاقة إضافية، يمكنه تحويل هذا الغليكوجين مرة أخرى إلى غلوكوز وإطلاقه في مجرى الدم، لكن استهلاك الكحول يعوق هذه العملية.

اقرأ أيضاً: انخفاض السكر في الدم: دليلك للأعراض والأسباب والعلاج

أعراض انخفاض سكر الدم

يؤدي انخفاض مستوى السكر في الدم إلى ظهور أعراض فورية وقصيرة المدى على الشخص مثل:

  • الارتباك.
  • التعرق.
  • الدوخة.
  • الارتعاش.
  • صعوبة التركيز.
  • تسارع دقات القلب.
  • الجوع.
  • الشعور بالضعف أو التعب.
  • الشعور بالتوتر أو الانزعاج.
  • الصداع.
  • الغيبوبة.
  • الموت.

ما الذي يسبب ارتفاع سكر الدم؟

بالمثل، يمكن أن يحدث ارتفاع سكر الدم بسبب الإصابة بالسكري وحالات أخرى.

في حال الإصابة بالسكري، سواء من النوع الأول أم النوع الثاني، فإن خللاً في إنتاج الإنسولين أو حساسية الخلايا له يعوق عملية دخول سكر الدم إلى الخلايا، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم. تعمل أدوية السكري عادة على تعزيز دخول الغلوكوز إلى الخلايا، فإذا لم يتناول المريض الدواء ضمن النسب والمواعيد المحددة، أو إذا استهلك كميات كبيرة من الطعام أو طعاماً يحتوي على الكثير من السكريات، فقد يعاني ارتفاعاً حاداً في مستوى السكر في الدم. 

في حال عدم الإصابة بمرض السكري، قد يكون سبب ارتفاع السكر في الدم هو أحد الحالات التالية:

  • بعض الحالات الطبية، مثل متلازمة تكيس المبايض ومتلازمة كوشينغ.
  • البدانة وقلة النشاط البدني.
  • العدوى، إذ يستجيب الجسم لها بزيادة إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما قد يتداخل مع وظيفة هرمون الإنسولين في الجسم، ويمنع دخول الغلوكوز إلى الخلايا فترتفع نسبته في الدم.
  • اختلال التوازن الهرموني، كحدوث طفرات في أثناء النمو، أو الدورة الشهرية، أو انقطاع الطمث.
  • الجفاف.

اقرأ أيضاً: متى يمكن أن يسبب السكر مرض السكري؟

أعراض ارتفاع سكر الدم

تشمل التأثيرات قصيرة المدى لارتفاع سكر الدم ما يلي:

  • عطش شديد.
  • جفاف الفم.
  • الضعف والتعب العام.
  • الصداع.
  • كثرة التبول.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • الغثيان.
  • الارتباك.
  • ضيق في التنفس.

بينما تشمل الأعراض طويلة المدى لارتفاع سكر الدم تلفاً في الأوعية الدموية، ومشكلات في الكلى والعين والقدمين والأسنان واللثة.

أيهما أخطر: ارتفاع السكر أم انخفاضه؟

وفقاً لاستشاري الباطنة والغدد الصماء والسكر، الطبيب خالد أبو العزم، فإن انخفاض سكر الدم أشد خطورة من ارتفاعه، لأنه قد يؤدي إلى الوفاة، وخاصة في حال تكراره.

في الواقع، قد يكون انخفاض سكر الدم أكثر خطورة من ارتفاعه لأنه قد يؤدي إلى أعراض فورية وشديدة تتطلب عناية عاجلة. إذ عندما ينخفض ​​سكر الدم إلى ما دون 70 ميليغراماً في الديسيلتر، لا يحصل المخ والأعضاء الأخرى على ما يكفي من الغلوكوز، وهو مصدر الطاقة الأساسي لديها. يمكن أن يسبب هذا أعراضاً مثل الارتباك والنوبات وفقدان الوعي وحتى الغيبوبة، إذا لم يُعالَج على الفور.

من ناحية أخرى، يتطور ارتفاع سكر الدم عادةً على نحو تدريجي، وبينما يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل تلف الأعصاب وفشل الكلى وأمراض القلب والأوعية الدموية، تميل هذه المشكلات إلى الحدوث على مدى فترة أطول.

اقرأ أيضاً: مرض السكري: دليلك للتعرف إليه والوقاية منه

علاج هبوط السكر

يوضح الطبيب خالد أبو العزم أن علاج هبوط السكر يتوقف على حالة المريض، ويقصد بذلك: هل يمكن للمريض التعبير عما يشعر به؟ إذا كان الجواب نعم فهو قادر على البلع، فإن العلاج السريع هو ملعقة من السكر أو العسل. حتى لو كان تشخيص الحالة خاطئاً، وكان الفرد يعاني ارتفاع السكر بدلاً من هبوطه، فإن تناول ملعقة من السكر أو العسل، وارتفاع مستويات السكر، يبقى أفضل من أن تكون الحالة عكسية لأنها قد تسبب الوفاة، لذا يُفضل دائماً التعامل مع الحالة على أنها هبوط سكر حتى يثبت العكس.

أما في حال دخل المريض بغيبوبة، فإن الحل الأفضل يتضمن مسح فمه بالعسل او الماء والسكر، مع تعديل وضعية جسمه بما يسمح له بابتلاع العسل والحفاظ على اللسان كي لا يسد مجرى التنفس لديه ويحدث اختناق.

والخيار الآخر المتاح في حال عدم قدرة المريض على البلع هو حقن الغلوكاغون، خاصة لدى الأطفال الذين يأخذون الإنسولين، لذا ينصح أبو العزم بوجود مثل هذه حقن في كل منزل.

المحتوى محمي