باحثون يكتشفون علاقة وثيقة بين صحة الفم والألم والصداع النصفي لدى النساء

2 دقيقة
باحثون يكتشفون علاقة وثيقة بين صحة الفم والألم والصداع النصفي لدى النساء
حقوق الصورة: shutterstock.com/sruilk

وجد باحثون من جامعة سيدني أن تراجع صحة الفم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة حالات الصداع النصفي وآلام البطن والجسم لدى النساء. وحددت الدراسة، التي نُشرت في دورية "آفاق في أبحاث الألم" (Frontiers in Pain Research) في أبريل/ نيسان 2025، ميكروبات فموية مرتبطة بحالات ألم معينة، ما يشير إلى وجود علاقة محتملة بين ميكروبيوم الفم والجهاز العصبي.

تُسلّط النتائج الضوء على ضرورة التركيز على دور ميكروبات الفم في حالات الألم المزمن غير المبرر، خاصة الألم العضلي الليفي (الفيبروميالجيا)، وهي حالة يعاني منها 67% من المشاركين في الدراسة.

وقالت الباحثة الرئيسية البروفيسورة جوانا هارنيت من كلية الطب والصحة: ​​"هذه الدراسة الأولى التي تبحث في صحة الفم، وميكروبات الفم والألم الذي تعاني منه النساء المصابات بالفيبروميالجيا بصورة شائعة، حيث أظهرت دراستنا وجود ارتباط واضح ومهم بين ضعف صحة الفم والألم".

ما هي الفيبروميالجيا؟

الألم العضلي الليفي، أو الفيبروميالجيا، هو اضطراب مزمن يتميز بألم واسع الانتشار في العضلات الهيكلية وإرهاق واضطرابات في النوم وصعوبات إدراكية وضعف في الذاكرة. ينتشر الألم عادةً في جميع أنحاء الجسم، بما فيه الذراعين والساقين والرأس والجذع، وقد يتفاقم بسبب النشاط البدني أو التوتر أو تقلبات الطقس. سبب الألم غير محدد بدقة، وكان يُعتقد أنه يتعلق بإشارات ألم غير طبيعية في الدماغ والجهاز العصبي، مع احتمال مساهمة بعض العوامل الوراثية والبيئية والنفسية.  

يشيع الألم العضلي الليفي لدى النساء أكثر من الرجال، ويبدأ عادةً في منتصف العمر، وقد يصاحبه حالات أخرى مثل متلازمة القولون العصبي والاكتئاب والصداع النصفي. لا يوجد علاج شافٍ له، ولكن يمكن تخفيف الأعراض بتناول الأدوية وممارسة الرياضة وتقليل التوتر وتحسين النوم.

اقرأ ايضاً: ما العلاقة بين إهمال تنظيف الأسنان والإصابة بألزهايمر؟ دراسة حديثة تجيب

سوء صحة الفم وعلاقته بالألم

حدد باحثو جامعة سيدني الآن العلاقة بين صحة الفم والميكروبيوم الفموي وأنواع الألم المختلفة لدى مجموعة من النساء من نيوزيلندا، مصابات بالفيبروميالجيا وغير مصابات بها.

وقيموا صحة الفم باستخدام استبيان صحة الفم الخاص بمنظمة الصحة العالمية، وربطوها بآلام الجسم والصداع والصداع النصفي وآلام البطن واضطراب الأمعاء.

أظهرت نتائج الدراسة ارتباطات قوية بين درجات صحة الفم والألم، بالإضافة إلى ارتباطهما بميكروبات محددة موجودة في الفم خضعت للتقييم باستخدام تكنولوجيا الجينوم المتقدمة.

وجد الباحثون أن المشاركات اللواتي تدهورت الصحة الفموية لديهن بدرجة كبيرة هن أكثر عرضة للمعاناة من درجات أعلى من الألم، وبالتحديد 60% منهن عانين من آلام الجسم المتوسطة إلى الشديدة، و49% منهن كن أكثر عرضة لنوبات الصداع النصفي. وكان ذلك دليلاً على أن انخفاض صحة الفم يرتبط بالصداع النصفي المتكرر والمزمن.

اقرأ أيضاً: بحث جديد يكشف العلاقة بين إهمال صحة الفم والإصابة بسرطان البنكرياس

أنواع ميكروبات الفم المسببة لآلام الجسم

حدد الباحثون أنواع ميكروبات الفم الضارة المرتبطة بالألم، وهي دياليستر (Dialister) التي تصيب دعامات الأسنان وتسبب الخراجات الدماغية والرقبية، وفوسوباكتيريوم (Fusobacterium) التي تسبب التهابات مثل التهاب اللثة والتهاب اللوزتين والتهابات أخرى في الرأس والرقبة، وبارفيموناس (Parvimonas) المسببة لمجموعة متنوعة من الأمراض، ومنها التهاب دواعم السن والتهابات العظام والمفاصل والالتهابات المهبلية الجرثومية، وسولوباكتيريوم (Solobacterium) المسبب لرائحة الفم الكريهة.

وجد الباحثون أيضاً انتشاراً لبكتيريا الميكوبلازما اللعابية الشائعة، وهي بكتيريا غير ممرضة عموماً لدى الأشخاص ذوي المناعة الطبيعية، ولكنها بخلاف ذلك تُسبب أمراض اللثة، وقد رُبطت الميكوبلازما بالصداع النصفي.

تنتشر بكتيريا البيفيدوباكتيريوم أيضاً وترتبط بارتفاع ضغط الدم وآلام الجسم والصداع النصفي، وهي تنتج الأحماض وتقاوم الفلورايد إلى حد ما، لذا فهي أقل تأثراً بتنظيف الأسنان بالفرشاة وتسبب تسوس الأسنان.

تُفسّر العلاقة بين ميكروبات الفم والألم بأن خلل التوازن البكتيري في الفم يُهيئ الظروف لانتقال البكتيريا والمركبات التي تنتجها مباشرةً إلى الدورة الدموية الوريدية واللمفاوية؛ يُفترض أن هذه المركبات والبكتيريا تُحفّز إشارات الألم المتزايدة وتسبب خللاً في آليات الألم.

يُذكر أن الباحثين أخذوا في عين الاعتبار مؤشر كتلة الجسم والسكريات الغذائية المضافة، وركزوا على جودة النظام الغذائي وأهميته في صحة الفم.

تُسلّط الدراسة الضوء على أهمية الاعتناء بصحة الفم لتخفيف الألم وتحسين الصحة العامة، وتدعو إلى مزيد من البحث في دور ميكروبات الفم في حالات الألم المزمن غير المبرر. يُوصى عموماً بالزيارة الدورية لطبيب الأسنان والعناية بصحة الفم، وتنظيف الأسنان مرتين يومياً.

المحتوى محمي