نقضي نحو 90,000 ساعة أو ما يعادل ثلث حياتنا في العمل، وهذا لا يشمل الساعات الإضافية التي نقضيها في الرد على رسائل البريد الإلكتروني من المنزل أو بدء العمل المبكر في المكتب. لذا، مع هذا الوقت الطويل الذي نخصصه للعمل، من الطبيعي أن نكتسب عادات روتينية قد يكون بعضها ضاراً بصحتنا. إليك أبرز عادات العمل الشائعة التي قد تؤثر سلباً في صحتك الجسدية والنفسية، مع اقتراحات عملية لتجنب آثارها الضارة.
اقرأ أيضاً: ما هي الأعراض الجسدية المصاحبة للاحتراق الوظيفي؟
8 عادات تضر بالصحة في العمل
يمكن تلخيص أبرز العادات التي تضر بالصحة في العمل بما يلي:
الجلوس فترات طويلة
قد تقضي ساعات طويلة وأنت جالس خلف مكتبك، وهذا يسبب أضراراً صحية عديدة، منها آلام الرقبة وتيبس العضلات ومشكلات في الظهر بدءاً من الألم وصولاً للتقوس، والأمر لا يتوقف عند الأعراض البدنية، فالجلوس أكثر من 10 ساعات يومياً يزيد بدرجة كبيرة مخاطر الإصابة بداء آلزهايمر. إضافة إلى أن الجلوس خلال ساعات الدوام الطويلة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفشل القلب والوفاة بأمراض القلب. لتجنب هذه المخاطر، حاول أخذ استراحات قصيرة بعد كل ساعة من الجلوس، يمكنك المشي أو التمدد أو القيام لشرب الماء للحفاظ على نشاطك وتعزيز الدورة الدموية.
تناول الطعام أمام المكتب
قد يبدو تناول وجبة الغداء في أثناء الرد على رسائل البريد الإلكتروني أمراً عادياً، لكنه غير صحي، فتناول الطعام أمام الحاسوب قد يؤدي إلى الإفراط في الأكل لأنك لا تولي انتباهاً لكمية الطعام التي تتناولها، وتدعى هذه الحالة الأكل غير الواعي، وهذا يمكن أن يسبب زيادة في الوزن، بالإضافة إلى مشكلات هضمية مثل الحموضة والغثيان. لذا، من الأفضل أن تخطط لوجباتك مسبقاً وأن تتوقف عن العمل في أثناء تناولك الطعام، وأن تختار وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه أو المكسرات، وأن تشرب الماء قبل الوجبات لضمان الترطيب الكافي.
التناول المستمر للوجبات الخفيفة
تعد مشاركة الحلويات والأطعمة الخفيفة بين الموظفين في المكتب جزءاً من ثقافة العمل، لكن التناول المستمر للوجبات الخفيفة غير الصحية قد يؤدي إلى زيادة الوزن، فالوجبات الغنية بالدهون المشبعة والسكر تزيد مخاطر ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، ما يؤثر في صحة القلب. الأفضل أن تترك فجوات زمنية بين الوجبات للحفاظ على مستويات متوازنة من السكر في الدم، وأن تختار وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه بدلاً من الأطعمة المصنعة.
اقرأ أيضاً: هل الاستيقاظ مبكراً مفتاح النجاح؟ إليك ما يقوله العلم
العمل حتى ساعات متأخرة
يضطر بعض الموظفين أحياناً للعمل حتى ساعات متأخرة لإنهاء مشروع أو اللحاق بموعد نهائي، لكن ذلك يؤثر سلباً في النوم من خلال اضطراب إنتاج هرمون الكورتيزول، ما يبقيك مستيقظاً ويخل بعمل ساعتك البيولوجية. وجدت دراسة منشورة في مجلة جمعية القلب الأميركية عام 2019 أن العمل 10 ساعات أو أكثر يومياً مدة 50 يوماً على الأقل في السنة، قد يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنحو 29%، وتزداد هذه النسبة إلى 45% إذا استمر العمل بهذه الساعات عقداً من الزمن. من المهم التوقف عن العمل قبل النوم ببضع ساعات وتناول وجبة صحية وإغلاق الأجهزة الإلكترونية للاسترخاء.
الانشغال المستمر بالبريد الإلكتروني
يمكن أن تصلك الرسائل عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني في أي وقت بالعمل، ما يسبب التوتر ويمنعك من الاسترخاء، فالتحفيز المستمر للدماغ يؤثر في إنتاج هرمونات مثل الكورتيزول والسيروتونين والميلاتونين المرتبطة بعدة وظائف أساسية في الجسم، ما قد يؤدي إلى مشكلات في عمل القلب وزيادة التوتر النفسي. لتفادي هذه المخاطر، يمكنك وضع حد زمني للرد على البريد الإلكتروني والرسائل في اليوم وعدم الرد في الساعات خارج وقت الدوام، وفي ساعات العمل يمكنك مراجعة البريد والرسائل كل 60-90 دقيقة للتأكد منها وإنجاز المهام من دون مقاطعة.
العمل في الإضاءة الخافتة
يسبب العمل أمام شاشة مضيئة في غرفة مظلمة إجهاداً للعينين نظراً للتغيرات المستمرة في الإضاءة، وهذا يؤثر في إنتاج الميلاتونين ويربك الساعة البيولوجية للجسم، فهذه الساعة تعتمد على الإضاءة والظلام لتهيئة الجسم للنوم أو الاستيقاظ وتنظيم التفاعلات الاستقلابية المختلفة في الجسم. يؤدي اضطراب مستويات الميلاتونين إلى خلل في جودة النوم والتعب المستمر وضعف التركيز. لذا، حاول تحسين إضاءة الغرفة لتقليل الضغط على عينيك والحفاظ على دورة نوم صحية.
اقرأ أيضاً: العمل في المكاتب المغلقة: خطر يتربص بصحتك وقدراتك الذهنية
الجلوس بوضعية غير صحيحة
يؤدي الانحناء في أثناء العمل على المدى الطويل إلى مشكلات عضلية ومشكلات في تناسق الجسم. لا توجد وضعية جلوس مثالية تناسب الجميع، لكن تغيير الوضعيات بانتظام يساعد على تقليل التعب، فمن الجيد استخدام مكتب قابل للتعديل يسمح بالتبديل بين الجلوس والوقوف، وتغيير الوضعية كل فترة للحفاظ على الجسم بصحة جيدة.
وضع شاشة الحاسوب في مستوى منخفض
إذا كانت شاشة حاسوبك منخفضة عن مستوى النظر، فقد تجهد رقبتك وعينيك، إذ يجب أن يكون الثلث العلوي من الشاشة في مستوى عينيك، مع الحفاظ على الفأرة بالقرب من لوحة المفاتيح لتجنب الإجهاد ومتلازمة النفق الرسغي. استخدام دعامة للساعد يمكن أن يسهم في الحفاظ على وضعية مريحة لليدين.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف التغيرات التي تطرأ على حياتك عندما تبدأ العمل
يشارك المختص بالعلاج الفيزيائي للإصابات من السعودية، طراد الشريف، في مقطع فيديو له عبر قناته على يوتيوب، بعض التمارين المنزلية لتخفيف حالة متلازمة النفق الرسغي.