قد يكون استعراض قسم الواقيات الشمسية في الصيدلية أمراً مربكاً. فقد ولّت أيام زيوت التسمير وقلة الخيارات المتاحة في السوق من العلامات التجارية التي تنتج الواقيات الشمسية. أصبح لدى المستهلكين -خاصة المتسوقين في الدول الأوروبية والآسيوية- مجموعة واسعة من الخيارات الآن. في الولايات المتحدة، يتوفر نوعان مختلفان من الواقيات الشمسية. يطلق عليهما عادة واقيات الشمس المعدنية أو الكيميائية بناء على طريقة عملهما.
اقرأ أيضاً: هل يجب حقاً التخلي عن الواقي الشمسي؟ إليك ما يقوله الخبراء
ما هو واقي الشمسي المعدني؟
المكونات الفعالة في الواقيات الشمسية المعدنية هي أوكسيد الزنك وثنائي أوكسيد التيتانيوم. وهي تعمل عن طريق عكس أشعة الشمس فيزيائياً.
تقول جراحة الأمراض الجلدية في مستشفى بريغام آند ويمنز في مدينة بوسطن، الدكتورة أبيغيل والدمان، لمجلة بوبيولار ساينس: "إنها الواقيات الشمسية النموذجية التي تتذكرينها من أفلام الثمانينيات، حيث يكون لديك أنف أبيض اللون حقاً. وهذا يشبه مظهر أوكسيد الزنك، لكن الشركات جعلت واقيات الشمس المعدنية أكثر جاذبية من الناحية التجميلية منذ ذلك الحين".
قد يبدو واقي الشمس المعدني أكثر بياضاً على البشرة وفركه أصعب من الواقي الكيميائي، ولكنه عادة ما يكون ألطف على البشرة. إضافة إلى أن واقيات الشمس المعدنية تبدأ عملها بسرعة كبيرة أيضاً بعد وضعها على البشرة. وقد تشكل خياراً رائعاً إذا كانت بشرتك حساسة أو إذا كنت ترغبين في منتج طبيعي أكثر وآمن للشعاب المرجانية عموماً. كما أن هذه الأنواع من الواقيات الشمسية تحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والأشعة فوق البنفسجية المتوسطة.
وتوضح والدمان قائلة: "تسبب الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة الحروق وغالباً ما تسبب سرطان الجلد، لكن الأشعة فوق البنفسجية الطويلة تسبب اسمرار البشرة وعلامات الشيخوخة على المدى الطويل، مثل التجاعيد وفرط التصبغ وتغير لون البشرة وأشياء من هذا القبيل".
ما هو واقي الشمس الكيميائي؟
عادة ما تكون الواقيات الشمسية الكيميائية أكثر شفافية أو وضوحاً من بعض واقيات الشمس المعدنية.
فهي تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية بدلاً من عكسها. وتتحول الطاقة الناتجة عن الضوء إلى حرارة يطلقها الجلد.
"تمتص الواقيات الشمسية هذه الأشعة فوق البنفسجية ثم تبددها في شكل حرارة بصورة أساسية. ولها خصائص مختلفة قليلاً"، على حد قول جراح الأمراض الجلدية في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن في بوسطن، الدكتور سمير غوبتا، في حديثه لبوبيولار ساينس. ويضيف: "العامل الأهم هو أنها توفر حماية واسعة الطيف. وتعني الحماية الواسعة الطيف للأشعة فوق البنفسجية أنها تقي من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والأشعة فوق البنفسجية المتوسطة في الوقت نفسه".
توفر الواقيات الشمسية الكيميائية الواسعة الطيف الحماية من الأطوال الموجية المختلفة للأشعة فوق البنفسجية، ولهذا السبب عادة ما تحتوي هذه الأنواع من الواقيات الشمسية على ثلاثة أو أربعة مكونات فعالة مكتوبة على الملصق.
من المرجح أن تتسبب الواقيات الشمسية الكيميائية أيضاً بطفح جلدي أو حساسية، حيث تقول والدمان: "بعض الناس الذين يعبرون عن كرههم للواقي الشمسي عادة ما يشيرون إلى واقي الشمس الكيميائي، لأنه قد يكون مزعجاً بعض الشيء. في بعض الأحيان قد يسبب حرقاً خفيفاً للعينين، وهذا يعتمد على مدى حساسية بشرتك".
علاوة على أن واقيات الشمس الكيميائية من المرجح أن تلحق الضرر بالشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات البحرية. ووفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي فإن بعض المواد الكيميائية الموجودة في بعض الواقيات الشمسية التي يمكن أن تضر بالحياة البحرية تشمل: أوكسي بنزون، بنزوفينون-1، بنزوفينون-8، أوكتيل ثنائي الميثيل-بابا، 4-ميثيل بنزيلدين كافور، 3-بنزيلدين كافور، مسحوق جسيمات ثنائي أوكسيد التيتانيوم النانوية، مسحوق جسيمات أوكسيد الزنك النانوية، أوكتينوكسيت، أوكتوكريلين.
تظل الواقيات الشمسية الكيميائية فعالة عند استخدامها بأسلوب صحيح، وثمة العديد من الأنواع للاختيار من بينها. من الأفضل وضع واق شمسي كيميائي قبل 15 دقيقة على الأقل من الخروج والتعرض لأشعة الشمس لأن امتصاصه يستغرق وقتاً أطول من واقي الشمس المعدني.
اقرأ أيضاً: إليك كيف تختار الواقي الشمسي الأفضل لبشرتك
هل واقي الشمس نفسه يسبب السرطان؟
وفقاً لكل من غوبتا ووالدمان، فإن الإجابة هي لا قطعاً.
يقول الدكتور غوبتا: "لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن الواقي الشمسي نفسه يسبب سرطان الجلد. بل على العكس تماماً، ثمة أدلة واضحة على أنه يمكن أن يساعد على الحماية من السرطانات الجلدية، مثل سرطان الخلايا الحرشفية".
ويرجع بعض الارتباك في هذه المسألة إلى بعض الدراسات التي نشرت في عام 2020 والتي تقول إن المواد الكيميائية الموجودة في الواقي الشمسي الكيميائي يمتصها الجلد ويمكن أن تظهر في الدم.
تقول الدكتورة والدمان: "أعتقد أن ذلك أثار الكثير من الشكوك حول الواقيات الشمسية الكيميائية. نحن نتناول الكثير من مستحضرات العناية بالبشرة أكثر مما نود الاعتراف به. فنحن نلمس وجوهنا باستمرار ونضع أيدينا على أفواهنا ونلمس طعامنا. لذا يصعب الجزم إن كان جلدنا يمتصه بالفعل أم أننا نبتلع الكثير مما نضعه على بشرتنا وشعرنا. بالنسبة لي، لم تغير تلك الدراسات رأيي في أي شيء نظراً لكمية مستحضرات العناية بالبشرة التي نتناولها".
ما هو أفضل واق شمسي؟
يقول الدكتور غوبتا: "أفضل واق شمسي هو الواقي الذي ترغبين في استخدامه دائماً بعد تجربته أول مرة. يجب أن تحاولي العثور على واقي الشمس الذي تحبينه حقاً وترغبين في استخدامه بصورة متكررة ويتمتع بحماية واسعة الطيف".
هذه الحماية الواسعة الطيف ضد كل من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والأشعة فوق البنفسجية المتوسطة وإعادة الاستخدام باستمرار تمثل كلها عوامل بالغة الأهمية. يفقد واقي الشمس فعاليته بمرور الوقت، سواء كان معدنياً أو كيميائياً، بسبب التعرق والسباحة وتقشر البشرة.
تقول الدكتورة والدمان: "إذا كنت معرضة لأشعة الشمس، فإن واقي الشمس الذي تضعينه يتحول إلى مرطب بعد ساعتين، ويظل تأثيره قائماً بعد ساعتين، ولكن ربما لا يكون تأثيره مطابقاً لرقم عامل الحماية المكتوب على العبوة".