كيف يؤثر نقص فيتامين د في الأداء الذهني والمزاج؟

3 دقيقة
كيف يؤثر نقص فيتامين د في الأداء الذهني والمزاج؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Aria Armoko

هل تعاني إرهاقاً مزمناً وضعفاً في التركيز وتقلبات مزاجية؟ حسناً، على الرغم من أن هذه الأعراض قد تنتج عن أسباب عديدة، فإن أحد العوامل التي كثيراً ما يتجاهلها الناس هو نقص فيتامين د. فهذا الفيتامين يؤدي دوراً أساسياً في وظائف الدماغ والصحة النفسية، وقد يؤثر نقصه في الأداء الذهني والمزاج، وإليك ما ينبغي معرفته.

اقرأ أيضاً: كل ما تود معرفته عن فيتامين د

آثار نقص فيتامين د في المزاج والأداء الذهني

ارتبط نقص فيتامين د بمفاقمة أعراض العديد من اضطرابات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والذهان. وهذا التداخل ما بين أعراض نقص فيتامين د وأعراض اضطرابات المزاج، هو ما يصعب التشخيص في كثير من الأحيان. تشمل أعراض نقص هذا الفيتامين، إضافة إلى آلام العظام وضعف العضلات والمفاصل والعدوى المتكررة، ما يلي:

  • التعب والنعاس.
  • تغيرات في المزاج مثل مشاعر الحزن واليأس وفقدان الأمل.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تبعث الشعور بالمتعة سابقاً.
  • اضطرابات النوم.
  • الأفكار الانتحارية في الحالات الشديدة.

علاوة على ذلك، تبين أن نقص فيتامين د يمكن أن يؤثر سلباً في الأداء الذهني، مثل انخفاض الانتباه وضعف القدرة على حل المشكلات والتخطيط والتفكير المنطقي ومعالجة المعلومات، إضافة إلى احتمال مفاقمة خطر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر والحالات العصبية التنكسية، مثل الخرف وآلزهايمر.

اقرأ أيضاً: هل يخفّض تناول فيتامين د من خطر الوفاة بالسرطان؟ العلم يجيب

لماذا يؤثر نقص فيتامين د في الأداء الذهني والحالة النفسية؟

فيتامين د، المعروف أيضاً باسم "فيتامين أشعة الشمس"، ضروري ليس فقط لصحة العظام؛ بل لوظائف الدماغ وتنظيم الانفعالات أيضاً، وثمة عدة آليات قد توضح هذا التأثير، مثل:

  • التأثير في النواقل العصبية: يسهم فيتامين د في تنظيم بعض النواقل العصبية (مثل السيروتونين والنورإبينفرين)، وهي نواقل أساسية لتنظيم المزاج، وقد يسبب نقصه خللاً في هذه الإشارات، ما يفاقم أعراض اضطرابات المزاج أو يحفزها.
  • تنظيم الالتهاب: يتمتع فيتامين د بخصائص مضادة للالتهابات، ويساعد على تنظيم الاستجابات المناعية. وقد تبين وجود ارتباط بين الالتهاب المزمن ومشكلات المناعة والحالات العصبية والنفسية، مثل الاكتئاب والتدهور المعرفي. أي قد يؤدي نقص فيتامين د إلى زيادة السيتوكينات المحفزة للالتهابات، ما قد يؤثر سلباً في وظائف الدماغ.
  • حماية الأعصاب: فيتامين د ليس مجرد فيتامين، بل هو هرمون سيكوستيرويدي ذو أدوار وقائية للأعصاب؛ إذ يسهم في نمو الدماغ ودعم النقل العصبي ونمو الخلايا العصبية وتمايزها. هذه الوظائف ضرورية للحفاظ على صحة الدوائر العصبية وصحة الدماغ.

وقد تبين أن نقص فيتامين د يؤثر في الشبكات حول العصبونات؛ وهي بنية تشبه الشبكة تدعم الاتصالات بين الخلايا العصبية الدماغية وتسهم في استقرارها، وخاصة في الحصين (منطقة رئيسية للذاكرة). عندما يكون تركيز فيتامين د منخفضاً، تنخفض هذه الشبكات العصبية في العدد والقوة، ما يضعف الاتصالات العصبية، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى ضعف التعلم والذاكرة.

كما يرتبط نقص فيتامين د بزيادة تلف المادة البيضاء في الدماغ، وخاصة في المناطق المسؤولة عن الوظائف التنفيذية. قد يسبب هذه التلف خللاً في الدوائر الدماغية الأمامية تحت القشرية، ما يؤدي إلى صعوبات في التفكير والحكم واتخاذ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي فيتامين د دوراً في صحة الأوعية الدموية؛ إذ يفاقم نقصه خطر الإصابة بأمراض وعائية مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ما يضعف مناطق الدماغ المسؤولة عن بعض الوظائف المعرفية.

اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على يقظة دماغك بعد الثلاثين؟ توصيات من علم الأعصاب

نصائح عامة لمعالجة نقص فيتامين د

إذاً، يؤدي فيتامين د دوراً حيوياً في صحة العظام، ووظائف المناعة، والصحة النفسية، وغيرها. وقد يكون نقصه هو سبب معاناة بعض الأعراض مثل التعب أو العدوى المتكررة أو آلام العظام أو تساقط الشعر أو صعوبة فقدان الوزن أواضطرابات المزاج. عموماً، إليك كيفية علاج النقص:

  • إجراء الاختبار أولاً: الجدير بالذكر أن نقص فيتامين د حالة شائعة جداً؛ لكن قبل البدء بأي علاج، من المهم التأكد من نقص فيتامين د بإجراء فحص دم لفيتامين د. يساعد هذا التحليل على تحديد مستوى فيتامين د في الدم والجرعة اللازمة في حالة النقص. 
  • تناول مكملات فيتامين د: يعالج النقص بالمكملات الغذائية التي تختلف جرعتها باختلاف العمر وشدة النقص والحالات الصحية الموجودة. لذلك، ينبغي دائماً استشارة الطبيب للحصول على الجرعة المناسبة. قد تصل إلى 50,000 وحدة دولية أسبوعياً في حالات النقص الشديد. يذكر أن المغنيزيوم يساعد على تنشيط فيتامين د في الجسم، لذا فإن تناوله مع المكمل الغذائي قد يحسن فعاليته.
  • التعرض لضوء الشمس: ينتج الجسم فيتامين د طبيعياً عند تعرض الجلد لأشعة الشمس، لذا ينبغي قضاء نحو 5-30 دقيقة تحت أشعة الشمس في الصباح الباكر يومياً أو مرتين أسبوعياً.
  • إضافة الأطعمة الغنية بفيتامين د إلى النظام الغذائي: في حين أن المكملات الغذائية ضرورية للعديد من الأشخاص، لكن يمكن لبعض الأطعمة أن تحسن مستوى الفيتامين، مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض والفطر والحبوب المدعمة وكبد الأبقار.
  • معالجة عوامل الخطر الأساسية: بعض الأشخاص معرضون لخطر أكبر للإصابة بنقص هذا الفيتامين، مثل كبار السن، والأشخاص أصحاب البشرة الداكنة، وأولئك الذين لا يتعرضون لضوء الشمس بما يكفي بسبب الطقس أو عدم الخروج أو الألبسة التي تغطي الجلد، والأفراد الذين يعانون السمنة أو أمراض الكلى أو الكبد أو اضطرابات امتصاص الأمعاء، أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية الكوليسترول وإنقاص الوزن. ومن الضروري إجراء مراقبة منتظمة لمستوى فيتامين د في حال وجود أي من هذه الحالات.
  • مراقبة التقدم: قد تستغرق عودة المستوى إلى الحدود الطبيعية نحو 10 أسابيع، وذلك حسب شدة النقص واستجابة الجسم، وقد يعيد الطبيب فحص مستويات الفيتامين في الجسم لتعديل خطة العلاج.

اقرأ أيضاً: آلام في المعدة والعظام: ما هي أعراض زيادة فيتامين د؟

ينبغي التنويه إلى ضرورة عدم تناول المكملات دون وصفة طبيب، لأن الإفراط في تناول مكملات فيتامين د دون وصفة طبية قد يسبب التسمم، أو يضر بالكلى، أو يزيد ارتفاع الكالسيوم في الدم على نحو يؤثر سلباً في صحة القلب.

المحتوى محمي