لماذا تحدث الإصابات بالنوبات القلبية في العمل؟ وكيف يمكن تجنبها؟

3 دقيقة
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

يمكن أن يتوقف القلب عن العمل وأن تصاب بنوبة قلبية في العمل، وهذا قد يصيب السياسيين في أثناء إلقاء الخطابات أمام آلات التصوير المباشر وحتى الرياضيين المعروف عنهم أنهم يتمتعون بلياقة بدنية عالية. فما هي أسباب النوبة القلبية التي تهدد العمال في أماكن عملهم يومياً؟ وما هي طرق الوقاية منها وما الذي يجب عليك القيام به عند مواجهة حالة مشابهة في العمل؟

اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين النوبات القلبية والسكتات الدماغية؟ وما هي الإسعافات الضرورية؟

حالات قلبية تصيب آلاف العمال سنوياً

كل عام، يتعرض أكثر من 10,000 شخص لنوبة قلبية داخل أماكن العمل في الولايات المتحدة الأميركية فقط، وفقاً لإحصائيات الجمعية الأميركية للقلب (AHA). لا تمثل هذه الأرقام مجرد إحصاءات طبية، بل تعني أن آلاف العائلات قد تفقد معيلها بسبب نوبة قلبية يمكن إنقاذ ضحيتها لو توفرت الإجراءات السريعة والتدريب المناسب في مكان العمل، وتنتهي 90% من حالات النوبة القلبية التي تحدث خارج المستشفى بالوفاة، ويجب تقديم الإسعافات الأولية مباشرة خلال الدقائق الأولى من النوبة، إذ تنخفض فرص النجاة بنسبة 10% لكل دقيقة بعد التعرض للنوبة.

هل تستعد الشركات لحالات إصابة الموظفين بالنوبة القلبية؟

من أبرز هذه الحوادث، النوبة التي أصابت لاعب كرة القدم الأميركية، دامار هاملين، الذي أصيب بنوبة قلبية أمام المشاهدين في الملعب عام 2023، لكنه كان محظوظاً بوجود فريق طبي كامل على أتم الاستعداد للتدخل الفوري، فقد أجروا إنعاشاً قلبياً رئوياً له وتخطى الأزمة وبقي على قيد الحياة. لكن معظم أماكن العمل تعتبر غير جاهزة لمواجهة النوبات القلبية، حيث يهمل الكثير من أصحاب العمل والمدراء توفير التجهيزات والأدوات اللازمة للتعامل مع حالات مشابهة، فالغالبية العظمى من الموظفين أنفسهم غير مدربين على تقديم المساعدة عند تعرض أحد زملائهم لنوبة قلبية مفاجئة في العمل، وحسب الجمعية الأميركية للقلب، يشعر 7 من كل 10 أميركيين بالعجز عند تعرض شخص أمامهم لحالة قلبية طارئة، ويرون أنفسهم عاجزين عن التصرف بصورة مناسبة لإنقاذ حياة زميلهم.

اقرأ أيضاً: ما هو سبب ازدياد حدوث النوبات القلبية بين الشباب؟

قصة هاملين أطلقت شرارة لبداية تحول كبير في مجال الرعاية الصحية 

شكلت نوبة هاملين صدمة عالمية، لكنها تحولت بسرعة إلى نقطة تحول إيجابية؛ فبعد الحادثة، أطلقت الجمعية الأميركية للقلب حملة توعية وتدريب مكثفة، بالتعاون مع الدوري الأميركي لكرة القدم، من أجل رفع مستوى الاستعداد في الملاعب والمنشآت الرياضية للحوادث المشابهة، وهذا دفع الكثير من المواطنين لتعلم الإنعاش القلبي الرئوي والتصرف بصفته مستجيباً أولياً في الإسعاف عند إصابة أحد الزملاء أو الأشخاص في الشارع لنوبة قلبية.

وبدأت سلسلة من الآثار الإيجابية التي حفزت عدة شركات لتبني سياسات تدريب للإسعافات الأولية للموظفين، ومنها شركة أتمتة معالجة البيانات التي تعد من أكبر الشركات في مجال الرواتب والإدارة البشرية، والتي يستخدم تطبيق الهاتف المحمول الخاص بها نحو 14 مليون موظف شهرياً في الولايات المتحدة الأميركية، وقدمت الشركة بالتعاون مع الجمعية الأميركية للقلب تدريباً على الإنعاش القلبي الرئوي مباشرة عبر تطبيقها، ما يتيح الوصول إلى تعلم الإسعاف الأولي بسهولة دون الحاجة لاتباع ورش عمل أو الذهاب إلى مراكز تدريب.

الواقع العربي في الاستعداد للإصابات القلبية في أماكن العمل

أظهرت دراسة أجريت في تسع دول عربية بالتعاون بين مجموعة جامعات عربية عام 2023 أن مستوى معرفة عامة السكان غير المختصين بالعلوم الطبية بمبادئ الإسعافات الأولية يعد متوسطاً، لكنه لا يزال غير كافٍ للتعامل مع الطوارئ القلبية المفاجئة. حيث شارك في الدراسة 4465 شخصاً، وكان من بينهم 2540 شخصاً، أي نحو 56.89%، لديهم بعض المعرفة حول الإسعافات الأولية. وجد الباحثون أن الأفراد الذين تلقوا تدريباً سابقاً على الإسعافات الأولية حققوا نقاطاً أعلى في اختبار المعرفة مقارنة بمن لم يتلقوا أي تدريب، كما تفاوتت مستويات المعرفة بين الدول المشاركة، ويمكن ترتيب الدول العربية ابتداء من تلك التي تمتلك أعلى معدل معرفة وانتهاء بالأخفض معرفة كما يلي:

  • اليمن.
  • البحرين.
  • السودان.
  • الجزائر.
  • الأردن.
  • فلسطين.
  • سوريا.
  • مصر.
  • المغرب.

وأشارت النتائج إلى تفوق سكان المدن على نظرائهم في المناطق الريفية من حيث فهم مبادئ الإنقاذ. وأكدت الدراسة ضرورة إدراج تدريبات عملية على أساليب دعم الحياة الأساسية ضمن المناهج العامة، ليس للأطباء فقط بل لعامة الناس أيضاً، باعتبارها مهارة حياة تنقذ الأرواح في حالات الطوارئ.

تؤكد دراسة من مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي منشورة في 2023 أهمية معالجة أسباب انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية في المنطقة العربية، ومنها السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الشحوم في الدم والتدخين، بالإضافة إلى الضغط النفسي والتوتر. تحتاج هذه العوامل إلى برامج صحية على المستوى الوطني لكل دولة عربية لتعزيز التدابير الوقائية من الحالات القلبية المختلفة.

اقرأ أيضاً: هل تناول الأسبرين ما زال آمناً للوقاية من النوبات القلبية؟

يشارك الطبيب الاستشاري في الأمراض الباطنة والممارس في عيادة ميديكلينيك في دبي، عامر حلباوي، في فيديو قصير عبر قناته على اليوتيوب شرحاً مختصراً وعملياً لكيفية إجراء الإنعاش الرئوي القلبي.

المحتوى محمي