نصائح لتحافظ على صحتك في الخريف وتتفادى الأمراض الموسمية

4 دقيقة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Cherries

ملخص: مع حلول فصل الخريف، يزداد خطر الإصابة بالأمراض الموسمية مثل نزلات البرد الشائعة ومشكلات الجهاز التنفسي والإنفلونزا والتهاب الحلق وكوفيد-19 والتهاب السحايا الفيروسي، حيث نصبح في الخريف أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب أولاً انخفاض الرطوبة الجوية إلى ما دون  40%، ما يساعد على حفظ الفيروسات في الهواء فترة طويلة بما يكفي أن تصل إلى شخص آخر. ثانياً، التغيرات السلوكية التي تؤدي إلى زيادة الاتصال الوثيق بين الأفراد، وزيادة فرص العدوى. ثالثاً، ضعف الاستجابات المناعية بسبب انخفاض درجات الحرارة. رابعاً، انخفاض مستويات فيتامين د بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس. للحفاظ على صحتك، احرص على النظافة الجيدة عن طريق غسل اليدين بشكلٍ متكرر واستخدام معقم اليدين وتجنب لمس وجهك. وتأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم وإدارة التوتر من خلال اليقظة وممارسة الرياضة والبقاء رطباً والحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، كما تعزز التمارين المنتظمة الدورة الدموية ووظيفة المناعة. تعتبر التطعيمات، وخاصة لقاح الإنفلونزا، ضرورية للوقاية من الأمراض.

مع ظهور الألوان الدافئة الترابية في الخريف، يجد الكثير منا أنفسهم محاصرين بين سحر الطبيعة بحلتها الجديدة، وما يجلبه الخريف معه أيضاً من تحديات صحية، وأمراض موسمية، مثل نزلات البرد الشائعة ومشكلات الجهاز التنفسي الأكثر خطورة. فكيف تستعد لفصل الخريف وتقي نفسك من الأمراض؟

أكثر الأمراض شيوعاً في الخريف

نصبح في فصل الخريف أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشائعة التالية:

  • الإنفلونزا: هي عدوى فيروسية تُصيب الجهاز التنفسي، وعلى نحو خاص كبار السن والأطفال والذين يعانون ضعف الجهاز المناعي، وتسبب الحمى والتعب وآلام العضلات والسعال.
  • التهاب الحلق العنقودي: عدوى بكتيرية تسبب التهاب الحلق والحكة، ينتج عنها حمى وتورّم اللوزتين وبقع حمراء في مؤخرة الفم.
  • نزلات البرد: عادة ما يكون سبب نزلات البرد الشائعة فيروسات الأنف، وتنتشر خلال الأشهر الباردة. ومن أعراضها سيلان الأنف والعطس والسعال والتهاب الحلق.
  • كوفيد-19: يسببه فيروس سارس-كوف-2، ويسبب أعراضاً متفاوتة الشدة، تتراوح من خفيفة تماثل نزلات البرد إلى مشكلات حادة في الجهاز التنفسي. 
  • الفيروس المخلوي التنفسي (RSV): يمكن أن يسبب الفيروس المخلوي التنفسي أعراضاً خفيفة تشبه نزلات البرد عند الأطفال الأكبر سناً والبالغين، ولكن يمكن أن تكون شديدة عند الرضع وكبار السن. وتشمل الأعراض التهاب مجاري الهواء الصغيرة في الرئتين، ما يؤدي إلى ضائقة تنفسية.
  • التهاب السحايا الفيروسي: عدوى فيروسية تُصيب الغلاف الواقي للدماغ والحبل الشوكي، وهو أكثر شيوعاً في أواخر الصيف وأوائل الخريف. ومن الأعراض الشائعة له الصداع وتيبس الرقبة والحمى والتعب والحساسية للضوء.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يمكن التمييز بينهما؟

لماذا نكون أكثر عرضة للأمراض في الخريف؟

مع دخولنا فصل الخريف، يقصر طول النهار، وتنخفض درجات الحرارة والرطوبة، ومع هذه التغيرات نصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض للأسباب التالية:

  • الجفاف: عادة ما تكون الفيروسات أكثر فاعلية وقدرة على الإصابة عندما تقل الرطوبة الجوية إلى ما دون 40%. توضح المهندسة البيئية في معهد فرجينيا للتكنولوجيا، لينسي مار (Linsey Marr)، أن الفيروسات محاطة بقطرات من السوائل مثل اللعاب والمخاط، حيث توجد أجزاء من البروتينات والملح ومواد أخرى. عندما تنخفض الرطوبة الجوية تجف القطرات المحيطة بالفيروس، ما يساعده على البقاء في الهواء فترة طويلة بما يكفي أن يصل إلى شخص آخر. 
  • التغيرات السلوكية: مع انخفاض درجات الحرارة، تنتقل التجمعات إلى البيئات الداخلية، فتقل المسافة التي تفصل بين الأفراد والتي تُدعى "منطقة التنفس"، ما قد يؤدي إلى زيادة الاتصال الوثيق وانتشار الأمراض.
  • ضعف الجهاز المناعي: في الحالة الطبيعية يحمي الجهاز المناعي من الإصابة بالفيروسات في الأنف من خلال ما يُعرف بالحويصلات التي يُطلقها عبر الخلايا الأنفية. تحتوي هذه الحويصلات على بروتينات مماثلة لما تحتويه الخلايا الأنفية ما قد يوقع الفيروسات في الفخ، حيث إنها ترتبط بها عوضاً عن الخلايا الأنفية، فتقضي الحويصلات عليها. لكن تلك الآلية قد تضعف لدى انخفاض درجات الحرارة داخل الأنف إلى ما دون درجة حرارة الجسم، حيث يُطلق الجسم عدداً أقل من الحويصلات، ما يجعل من الأسهل على الفيروسات العثور على الخلايا الأنفية وإصابتها.
  • نقص فيتامين د: يمكن أن يؤدي انخفاض التعرض لأشعة الشمس في الخريف إلى انخفاض مستويات فيتامين د، وهو فيتامين يؤدي دوراً أساسياً في الاستجابات المناعية.

نصائح للوقاية من الأمراض في الخريف

بعض العادات الأساسية يمكن أن تعزز صحتك في الخريف، إليك أهمها:

النظافة الشخصية

يمكن لممارسات النظافة الجيدة أن تقلل بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بالعدوى، وتتضمن:

  • غسل اليدين: اغسل يديك بشكلٍ متكرر بالماء والصابون مدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد الوجود في الأماكن العامة.
  • التعقيم: استخدم معقم اليدين الذي يحتوي على 60% كحولاً على الأقل عندما لا يتوفر الصابون والماء.
  • تجنّب لمس وجهك وعينيك وأنفك وفمك بأيدٍ غير مغسولة.

اقرأ أيضاً: كيف يقضي الصابون على الجراثيم؟

الحصول على قسط كافٍ من النوم

النوم ضروري للصحة العامة، إذ يقوم الجسم خلاله بإصلاح الخلايا وتجديدها، بما في ذلك الخلايا المناعية. حاول أن تحصل على 7-9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة، واتبع روتين نوم منتظماً من حيث موعد الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم، والبيئة المريحة الهادئة والمظلمة.

إدارة الإجهاد

يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد المزمن إلى إضعاف الجهاز المناعي، ما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. لذا قد تساعدك ممارسة تقنيات تقليل التوتر على تعزيز مناعتك، مثل اليقظة الذهنية والتأمل وتمارين التنفس العميق، وممارسة الهوايات الشخصية.

الحفاظ على رطوبة الجسم

قد ينسى البعض شرب المياه مع انخفاض درجات الحرارة في الخريف، لكن الحفاظ على رطوبة الجسم ضروري للحفاظ على وظائف الجسم المُثلى وطرد السموم ودعم الجهاز المناعي. اشرب الكثير من الماء طوال اليوم مثل شاي الأعشاب.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

تُنشّط التمارين الرياضية الدورة الدموية، بما فيها خلايا الدم البيضاء، ما يساعد على تعزيز وظائف المناعة في الجسم. لذا مارِس التمارين الرياضية المعتدلة مدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، مثل المشي والركض وركوب الدراجات واليوغا.

التطعيم

التطعيمات جزء أساسي من الوقاية من الأمراض. على وجه التحديد، يُعدّ لقاح الإنفلونزا مهماً بشكلٍ خاص خلال فصل الخريف، لأنه يمكن أن يحمي من أكثر سلالات فيروس الإنفلونزا شيوعاً. استشِر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بشأن اللقاحات الأخرى الموصى بها، مثل لقاح المكورات الرئوية لكبار السن.

اقرأ أيضاً: متى ينبغي الحصول على مساعدة طبية لعلاج الإنفلونزا؟

التغذية الجيدة

يُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن ضرورياً لتقوية جهاز المناعة، لذا أدرج الأطعمة التالية في نظامك الغذائي:

  • الفواكه والخضروات: تحتوي الفواكه الحمضية والتوت والخضروات الورقية والخضروات الجذرية على فيتامينات (أ - سي- هـ) وهي ضرورية لوظيفة المناعة.
  • البروبيوتيك: تحتوي الأطعمة مثل الزبادي والكفير والمخللات على بكتيريا مفيدة تدعم صحة الأمعاء والمناعة.
  • البروتين: توفّر اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبيض والبقوليات الأحماض الأمينية اللازمة لإنتاج الخلايا المناعية.
  • كما يمكنك تناول المكملات لسد أي فجوات غذائية، مثل فيتامين د، وفيتامين سي، والزنك، وذلك بعد استشارة مقدم الرعاية الصحية.