هل حمامات الثلج مفيدة لك؟ إليك فوائد الغطس في الماء البارد ومخاطره

3 دقيقة
السباحة في الماء البارد حمامات الثلج
حقوق الصورة: shutterstock.com/rangizzz

يشيد عشاق التمتع بالصحة الجيدة والرياضيون، وربما حتى رفيقك في صالة الألعاب الرياضية، بانتظام بحمامات الثلج؛ لما لها من مجموعة واسعة من الفوائد، من تهدئة العضلات المتعبة وتحسين المزاج والنوم، إلى تسريع فقدان الوزن، وتحفيز العصب المبهم.

وعشاق العلاج بالتبريد اليوم -أي استخدام البرودة لأغراض علاجية- لم يأتوا بشيء جديد في الواقع، فقد أشاد المصريون القدماء وأبقراط بفوائد الماء البارد العلاجية. تقول طبيبة الأسرة المعتمدة ومالكة مجموعة كايند هيلث غروب، الدكتورة جورجين نانوس، في مقابلة مع مجلة بوبيولار ساينس: "هذا العلاج موجود منذ زمن طويل".

ولكن هل كان أبقراط على حق؟ تظهر الأبحاث أن فعالية حمامات الثلج تعتمد على الغرض المقصود منها.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل: السباحة في المسبح أم البحر؟

كيفية أخذ حمام الثلج

عادة ما يتضمن حمام الثلج أو الغطس البارد غمر نفسك في ماء بارد، وذلك إما في حوض مملوء بالثلج أو في مسطح مائي طبيعي بارد. وحتى الاستحمام بالماء البارد يمكن أن يحقق تأثيرات مماثلة.

وتقول نانوس إن الاعتدال هو كلمة السر، خاصة بالنسبة إلى المبتدئين. وتوصي بالبدء بماء تتراوح درجة حرارته بين نحو 13 درجة مئوية و16 درجة مئوية، والبقاء فيه مدة 30 ثانية فقط، ثم زيادة المدة تدريجياً حتى تصبح من دقيقة إلى دقيقتين. وعلى مدى بضعة أسابيع، واعتماداً على ما تشعر به، يمكنك زيادة المدة إلى 3-5 دقائق. وتشير إلى أن الفوائد تميل إلى الاستقرار بعد مدة تتراوح من 5 إلى 6 دقائق.

من الممكن زيادة البرودة ولكن يجب توخي المزيد من الحذر، وتنصح نانوس بضرورة الإشراف على أي شخص يغطس في ماء أبرد من 45 درجة مئوية. وتشير إلى أن الغطس في الماء البارد لا يناسب الجميع، خاصة أولئك الذين يعانون أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، أو لديهم تاريخ من عدم انتظام ضربات القلب أو النوبات القلبية.

وتوضح نانوس أن حمام الثلج "يمكن أن يؤدي إلى تفاقم اضطراب ضربات القلب، لأنك عندما تكون في وسط بارد، قد يؤدي ذلك إلى زيادة الإجهاد التأكسدي ويثبط الاستجابات المناعية القصيرة المدى، وهذا يمكن أن يسبب اللهاث وفرط التنفس والإجهاد القلبي الحاد".

كيف يمكن لحمامات الثلج أن تحسن صحتنا؟

من وجهة نظر علمية، يؤدي التعرض للماء البارد إلى سلسلة من التغيرات الداخلية في أجسامنا. فهو ينشط الجهاز العصبي الودي ويطلق سلسلة من الهرمونات تسمى الكاتيكولامينات، مثل النورإبينفرين والدوبامين، على حد قول نانوس. وتقول: "هذه الهرمونات تشبه هرمونات الشعور بالسعادة"، ويمكن أن يؤدي إفرازها إلى تحسين مزاجك ومستوى انتباهك.

عندما تغطس في الماء البارد، تضيق أوعيتك الدموية أيضاً -وهي عملية تسمى تضيق الأوعية الدموية- للحفاظ على درجة الحرارة، على حد قول نانوس. وعندما تخرج من الماء، تتسع أوعيتك الدموية مرة أخرى -وهي عملية تسمى توسع الأوعية الدموية- لإعادة درجة حرارة جسمك إلى مستواها الطبيعي. وتقول نانوس إن هذه التغييرات يمكن أن تحسن الدورة الدموية.

والأكثر من ذلك، يتسبب التعرض للبرد بالارتعاش، وهو العملية التي يحاول جسمك من خلالها توليد الحرارة. وتقول نانوس إن الارتجاف من الناحية النظرية يمكن أن يعزز عملية الأيض مؤقتاً، وهو ما يعتقد البعض أنه قد يساعد على إنقاص الوزن. وتوضح نانوس: "هذه هي الفكرة العلمية، لكن الأدلة على ذلك ليست قوية".

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للسباحة في الجو الحار

ماذا يقول العلم؟

لتوضيح الفوائد المحتملة لهذه التغيرات الفيزيولوجية، تقول نانوس إن مقدمي الرعاية الصحية والخبراء اعتمدوا في الغالب على دراسات سريرية محدودة أو بيانات قائمة على الرصد لدعم الفوائد الصحية المحتملة للغطس في الماء البارد. ولكن المراجعات المنهجية للأبحاث بدأت تسلط الضوء على هذا العلاج الشائع، مع أن الجميع يشير إلى أن ثمة حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات حول تأثيراته.

على سبيل المثال، بحثت مراجعة منهجية وتحليل تلوي للغطس في الماء البارد في عام 2025 آثار الغمر بالماء البارد عبر 11 دراسة شملت 3,177 مشاركاً. حيث تنوعت التدخلات بين الغطس في الأحواض أو التعرض للرش المستمر بمياه تتراوح درجة حرارتها بين 7 درجات مئوية و15 درجة مئوية، واستمرت ما بين 30 ثانية وساعتين.

لم تجد المراجعة أي انخفاض فوري في التوتر بعد الغمر بالماء البارد، لكن المشاركين أفادوا بشعورهم بالارتياح بعد 12 ساعة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك تحسينات في جودة النوم وجودة الحياة عموماً، على الرغم من عدم ملاحظة أي تغيرات كبيرة في الحالة المزاجية.

ركز تحليل تلوي منفصل أجري عام 2023 شمل 20 دراسة على مدى فعالية حمامات الثلج في مساعدة الرياضيين على تقليل آلام العضلات وإرهاقها وتلفها بعد التمارين الرياضية الشاقة. وقد وجد الباحثون أن الغطس في الثلج يمكن أن يساعد على تقليل آلام العضلات وإرهاقها بعد التمرين مباشرة.

لكنهم وجدوا أيضاً أن الوقت الذي يقضيه الرياضيون في الماء البارد يمكن أن يقلل مما يسمى بالأداء المتفجر، مثل القدرة على القفز العالي، مباشرة بعد الخروج من الماء البارد.

وتحذر نانوس من أن التوقيت يبدو مهماً عندما يتعلق الأمر بحمام الثلج بعد التمرين. فقد وجدت مراجعة أجريت عام 2024 لثماني دراسات أن الاستحمام بالماء البارد بعد تمارين المقاومة يمكن أن يحد في الواقع من نمو العضلات، وهو جانب سلبي كبير لأولئك الذين يسعون إلى زيادة حجم العضلات.

تقول نانوس: "إذا مارست الغطس البارد في وقت مبكر جداً، فإنك تضعف تخليق بروتين العضلات". وتضيف أن من المستحسن الانتظار من 4 إلى 6 ساعات بعد تمارين القوة قبل الغطس في الماء البارد، أو حتى النزول في الماء البارد فقط في أيام الراحة أو تمارين الكارديو.

لذا، خلاصة القول، إذا كنت تستمتع بالغطس في الماء المثلج وتختبر فوائده، فافعل ذلك. وتنصح نانوس: "وإذا كان ذلك يجعلك بائساً، فتوقف. بعض الناس لديهم نفور شديد من البرودة ولا تتكيف أجسامهم معها، ولا يشعرون بالراحة أو ربما يصابون بالذعر. إذا وجدت أن جسمك لا يستطيع التأقلم، حتى بعد البدء ببطء، فهذا النوع من الغطس لا يناسبك ببساطة".

ومع ذلك، إذا شعرت برغبة في الماء البارد، فاغطس فيه.

المحتوى محمي