هل يمكن للتغذية الخاطئة أن تسبب العقم؟ دراسة حديثة تجيب

2 دقيقة
هل يمكن للتغذية الخاطئة أن تسبب العقم؟ دراسة حديثة تجيب
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

كشفت دراسة من جامعة جينان الصينية عن علاقة معقدة بين النظام الغذائي الصديق للأمعاء والخصوبة لدى النساء، حيث أظهرت أن التوازن الغذائي قد يكون مفتاحاً لتقليل مخاطر العقم. إليك أهم ما توصلت له الدراسة حول كيفية تأثير النظام الغذائي على الصحة الإنجابية.

ما هو الرابط بين العقم والنظام الغذائي؟

يعد العقم، وهو عدم القدرة على الحمل بعد عام من المحاولات المنتظمة، تحدياً صحياً عالمياً يؤثر في نحو 17.5% من البالغين وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وتشمل الأسباب الشائعة للعقم عند النساء اضطرابات الإباضة، وبطانة الرحم المهاجرة، ومتلازمة تكيس المبايض. 

 يؤدي النظام الغذائي دوراً حاسماً في التأثير على صحة الأمعاء، التي ترتبط بدورها ارتباطاً وثيقاً بالصحة الإنجابية، وتؤثر الأنماط الغذائية في تكوين ميكروبيوم الأمعاء وأدائه، وميكروبيوم الأمعاء هو مجموع الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء، ما يجعل التدخلات الغذائية وسيلة واعدة لمعالجة العقم. 

كشفت الدراسة من جامعة جينان المنشورة في دورية آفاق في التغذية بتاريخ 28 نيسان/أبريل 2025 عن هذا الارتباط باستخدام مؤشر غذائي جديد يعرف بمؤشر الأمعاء الميكروبي، لفهم تأثيره على العقم عند النساء.

كيف يمكن التحقق من ارتباط العقم بالنظام الغذائي؟

أجرت الدراسة من جامعة جينان اختباراً إحصائياً باستخدام بيانات من المسح الوطني للصحة والتغذية بين عامي 2013 و2018 في الصين، وشملت 3053 امرأة بالغة أعمارهن بين 18 و45 عاماً، وجرى استخدام مؤشر الأمعاء الميكروبي لحساب درجات صحة النظام الغذائي بالاعتماد على 14 مكوناً غذائياً، منها 10 مكونات غذائية مفيدة مثل الأفوكادو والبروكلي والحبوب الكاملة والشاي الأخضر والقهوة، و4 مكونات غذائية غير مفيدة مثل اللحوم الحمراء والمصنعة والأغذية الغنية بالدهون، وجمعوا البيانات عبر استبيانات غذائية تغطي المدخول الغذائي مدة 24 ساعة للأشخاص الخاضعين للدراسة، مع تقييم العقم بناء على استبيان الصحة الإنجابية، والربط بين الحالتين باستخدام معايير إحصائية مخصصة.  

اقرأ أيضاً: العقم عند الذكور: تحد هائل وخفي

ما مدى قوة الارتباط بين العقم ونوعية النظام الغذائي؟

كشفت الدراسة من الصين أن 370 مشاركة في الدراسة عانين من العقم، وكن من الفئة الأكبر سناً في الشريحة المدروسة، وأكثر عرضة لزيادة مؤشر كتلة الجسم والتدخين واضطرابات الحوض أو الأمراض الأيضية. وأظهرت التحليلات أن النساء اللواتي كان لهن درجات مؤشر أمعاء ميكروبي منخفضة كن أكثر عرضة للعقم. لكن، تبين أن الإفراط بالالتزام بنظام غذائي صديق للأمعاء قد لا يحقق فائدة، فهناك حاجة للاتزان في النمط الغذائي دون المبالغة.

تشير نتائج الدراسة إلى أهمية تحقيق التوازن في النظام الغذائي لدعم صحة الأمعاء والخصوبة، وتظهر الدرجات المنخفضة لمؤشر الأمعاء الميكروبي ارتباطاً بارتفاع مخاطر العقم، وظهر أيضاً أن الإفراط في تناول الألياف أو بعض الأطعمة المخمرة قد يؤدي إلى اختلال توازن الميكروبيوم، ما يؤثر سلباً في الصحة الإنجابية. تبرز هذه النتائج الحاجة إلى نهج متوازن في التخطيط الغذائي، مع التركيز على الاعتدال بدلاً من الزيادة المفرطة في مكونات معينة، ويمكن أن توجه هذه الرؤى التدخلات الغذائية المستقبلية لتحسين الخصوبة.

هل يحمل النظام الغذائي المفتاح لعلاج العقم؟

تسلط هذه الدراسة الضوء على إمكانات التدخلات الغذائية باعتبارها جزءاً من استراتيجيات مكافحة العقم، ولكنها تؤكد أيضاً على الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، ويجب أن تركز الدراسات المستقبلية على فهم الآليات البيولوجية التي تربط بين ميكروبيوم الأمعاء والصحة الإنجابية مع اكتشاف تأثيرات مكونات غذائية محددة، وأن توسع الدراسة لتشمل الذكور. 

كما أوصى الباحثون في الدراسة بتطوير برامج توعية للنساء في سن الإنجاب حول أهمية النظام الغذائي المتوازن، ويمكن للأطباء ومختصي التغذية استخدام هذه النتائج لتصميم خطط غذائية مخصصة تعزز صحة الأمعاء باعتبارها نوعاً من العلاج الرديف أو الوقائي للعقم عند النساء، مع أهمية عدم المبالغة في استهلاك مكونات غذائية معينة لتقليل مخاطر العقم.

اقرأ أيضاً: هل تسبب العشبة الحلوة «ستيفيا» العقم؟ إليك أحدث الدراسات المتعلقة بها

تشارك الدكتورة الاستشارية في التغذية العلاجية من مصر، ياسمين سعد، عبر مقابلة لها منشورة على يوتيوب، مجموعة نصائح توعوية حول الأسباب الغذائية للعقم، وكيف يمكن لنقص الغذاء أو الإفراط بالطعام أن يزيد خطر الإصابة بالعقم.

المحتوى محمي