أيها الجالس على كرسيك: إليك بعض النصائح لتحسين وضعية جلوسك

حالة تشنج المكاتب.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ليس هناك أفضل من وضعية جلوس مثالية. هذا ما قاله إيريك روبرتسون، وهو أخصائي علاج طبيعي ومتحدث باسم الجمعية الأميركية للعلاج الطبيعي. ويقول إن وضعية الجلوس هي بمثابة “بعبع”، وهي السبب المفترض لكل شيء، من ألم الظهر، إلى الصداع، إلى انقباض الأوعية الدموية، إلى التعب. لكن روبرتسون يقول: “يبالغ الناس في جعل وضعية الجلوس سبباً لأوضاعهم الطبية. وعندما يتعلق الأمر بوضعية الجلوس والألم، فإن البحث لم يجد علاقة قوية بين الأمرين”.

ولا يعني هذا بالطبع أنه لا يجب علينا أن ندرك حقيقة وضعية الجلوس أو نفكر فيها بشكل استباقي، حيث يمكن لوضعية الجلوس أن تسبب مشاكل صحية، على الرغم من أن هذا يحدث بصورة أقل بكثير مما يفترض الناس. في كثير من الأحيان تكون وضعية الجلوس السيئة أحد أعراض مشكلة كامنة، والتي يمكن أن يساعدك مقدم الرعاية الصحية في علاجها.

مشاكل وضعية الجلوس

يمشي معظم الناس مع وضعية مثالية لرؤوسهم. وبإمكانك أن تتخيل وضعية وقوف رقص الباليه لأسطورة الفن أودري هيبورن، أو وضعية الوقوف الواثقة لرجل إعلان براوني للمناشف الورقية بكتفيه المستويين. نحن نشكل هذه الأفكار في سن مبكرة، حيث يقوم الآباء والمعلمون بتذكير الأطفال بالتوقف عن حني الظهر والوقوف باعتدال.

لكن روبرتسون يقول إن الوضعية “المثالي” غير ممكنة. ويقول: “لا تفترض أن ما تعتقد أنها وضعية جيدة هي الوضعية التي يجب أن تتخذها بالفعل. فالوضعية الجيدة لشخص ما ليس كذلك لشخص آخر”. وبعبارة أخرى، ربما تكون حتى أودري هيبورن محدودبة الظهر أيضاً.

ولا يعني هذا أنك لا تستطيع الحصول على مساعدة للتخلص من ألمك أو المشاكل المتعلقة بوضعية جلوسك. كل ما في الأمر هو أن الحلول قد تكون مختلفة عما كنت تتصور. عندما يأتي الناس إلى روبرتسون للحصول على المشورة لتحسين وضعية جلوسهم، يبدأ بتقديم بعض الملاحظات البسيطة. يقول: “قد أنظر إلى شخص ما وأرى أن كتفيه منحنيان إلى الأمام، أو أن لديه وضعية رأس متقدم للأمام”. ولكن بغض النظر عن ملاحظاته، يقول: “لا أكتفي بافتراض أن أمهاتهم لم تعلمهم بشكل صحيح”. وبدلاً من ذلك، يتعامل مع وضعية الجلوس كأعراض، ويبدأ في البحث عن السبب الكامن وراءها.

في كثير من الأحيان، تنتج الوضعية السيئة عن الضعف أو الشد أو التشنج العضلي. فإذا لم تكن لديك القوة المطلوبة في عضلات حزام الكتف، على سبيل المثال، فلا عجب أن ينحني كتفاك نحو الأمام. ولن تستفيد طويلاً من شد ظهرك نحو الخلف، لأن عضلاتك لن تكون قادرة على دعم الوضعية الجديد. وبدلاً من انتقادك، سيستخدم المعالج الطبيعي هذه المعلومات لإنشاء نظام التمارين التي تقوي العضلات ذات الصلة.

يقول روبرتسون، في بعض الحالات، يمكن أن تسهم عادات الجلوس الإشكالية في حدوث مرض في المستقبل. وعلى الرغم من أن البحث يشير إلى أن وضعية الجلوس ليست مصدراً لألمك الحالي، فإن إجهاد رقبتك باستمرار مقابل شاشة الحاسوب، على سبيل المثال، يمكن أن يطيل عضلات رقبتك بمرور الوقت. وقد لا يسبب هذا أي أضرار على الإطلاق عند بعض الناس، ولكن في حالات أخرى، قد يؤدي ذلك في النهاية إلى المزيد من الضعف والتشنجات والانزعاج.

يقول روبرتسون: “إن أفضل طريقة للتعامل مع وضعية الجلوس هي الحفاظ على قوتك، أو تحسين قوتك عندما تكون ضعيفاً”. واعتماداً على الاحتياجات الفردية الخاصة بك، قد يقترح مقدم الرعاية الصحية كل شيء من الجري التمرين بالأوزان، إلى تمارين علاج طبيعي خاصة مع لفافة رغوية أو أشرطة مقاومة.

حلول العمود الفقري

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الألم الشديد، قد يكون الوقت قد حان للتواصل مع الطبيب. يمكن أن يوصلك الطبيب العام بأخصائي علاج طبيعي، أو يمكنك البحث عن طبيب من خلال قاعدة بيانات الأطباء في بلدك.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من وضعية الجلوس، أو الذين يبحثون عن بعض التحسينات في عاداتهم اليومية، يقول روبرتسون إن الحل هو تعزيز إدراكك الحركي، أي فهم مكان جسمك في الفراغ. ويمكن أن تساعد التمارين من أي نوع في هذا. وهكذا يمكن لبعض الأجهزة المعروفة، مثل لفافة الدعم القطَنية، والتي تدفع منطقة أسفل الظهر إلى الأمام قليلاً في مقعدك. وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة بعيدة كل البعد عن العلاج، إلا أنها تذكرك على الأقل بالتفكير في كيفية الجلوس والإحساس المادي الذي يسببه سلوكك.

الأهم من ذلك، عليك أن تتحرك. يقول روبرتسون: “الخطأ ليس في الجلوس على مكتب، لكن المدة التي تقضيها على المكتب ربما تكون مشكلة. والحل هو تغيير وضعيتك كلما أمكنك ذلك”. حاول إعداد تذكير متكرر على حاسوبك للتمدد على مقعدك، أو القيام بجولة حول المكتب، أو تنفس بعمق للحظة واحدة. يقول روبرتسون: “أجسادنا تحب الحركة. ولن تكون وضعية الجلوس – سواء كانت مثالية أم لم تكن – مناسبة لك إذا كنت تفعل ذلك طوال اليوم”.

في نهاية المطاف، الألم هو علامة على أن هناك خطأ ما في الجسم. إذا واجهت ذلك بانتظام، فقد يكون الوقت قد حان للتواصل مع أخصائي. لكن الكثيرين منا يلقون اللوم خطأً على وضعية الجلوس. ولحسن الحظ، فإن لدينا القدرة على إصلاحها. يقول روبرتسون: “جسمك قوي ومرن، إنه فقط يحب الحركة”.