كيف تختار الهدية الأنسب لطفلك؟

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يكون وقت الأعياد مميزاً؛ حيث تبدأ قنوات التلفاز والمحطات الإذاعية بعرض إعلانات متفرقة للألعاب والملابس، وينعكس ذلك على الأطفال؛ حيث يطلبون الكثير من الهدايا، ويلبي ذويهم طلباتهم. إنّ تدليل الأطفال ليس الطريقة الصحيحة التي تستطيع بها العائلات الاستمتاع بالعطلة والمناسبات. تحدّثنا مع الطبيب النفسي «شون جروفر»؛ المقيم في مدينة مانهاتن، حول كيفية الاستمتاع بأوقات العطلة مع الأطفال دون إغراقهم بالهدايا.

مهلاً: لماذا تدليل الأطفال أمر سيئ؟

الموضوع بسيط للغاية، منح الأطفال هدايا طوال الوقت، وامتلاكهم المزيد من الأشياء، لن يجعل طفلك أكثر سعادة. المهم هو شراء هدية بسيطة واحدة يقدّرها الطفل، ويتذكّرها للأبد.

وفقاً لجروفر، فإنّ الهدايا التي نشتريها لأطفالنا يمكن أن تؤثر إيجابياً أو سلبياً بشكلٍ كبير على ثقتهم بأنفسهم. يمكن أن يحدث ذلك بطريقتين. أول عامل مهم لبناء الثقة بالنفس هو «زائل» كما يصفه جروفر، ومبني على الماديّة؛ هذا يعني المنتجات مثل الأحذية والهواتف الجديدة، والهدايا التي يعتقد الأطفال أنها ستجعلهم أكثر شهرة بين أصدقائهم وزملائهم في المدرسة، لكن الهدايا التي تجعل الطفل مقبولاً اجتماعياً -وربما ليس فردياً- قد تسبب المشاكل، ويمكن أن تجعله معتمداً على الماديّة. في النهاية، الحذاء سيصبح متأخراً عن الموضة، وسيصدر هاتف أحدث وأفخم خلال أشهر. حسب جروفر، عندما يحدث ذلك، نعود لنقطة الصفر.

يجب أيضاً أن تسأل نفسك لما تريد أن تدلل الأطفال في البداية. ينبّه جروفر إلى أنّ العديد من الأهالي يميلون لأن يعطوا الهدايا انطلاقاً من شعور ما بالذنب، إما لأنهم يعملون لساعات طويلة، أو لأنهم على وشك الطلاق. إذا كان هذا هو الحال، يجب أن تتأكد من أنّ الهدايا التي تبتاعها ستساعد طفلك على النمو، بدلاً من أن تساعدك في إرضاء ضميرك.

أفضل أنواع الهدايا التي تتناسب مع شخصية طفلك

في أحد أعياد الميلاد، اشترى جروفر لابنته هدية واحدة؛ وهي جيتار من نوعية جيدة. يقول جروفر: «عزفت ابنتي على هذا الجيتار كثيراً»، واليوم هي عضو في فرقة موسيقية.

 

حسب جروفر، فإنّ الهدايا التي تمنح الطفل فرصة ليكون مبدعاً، وتلك التي تنمّي لديه حساً بالهويّة، هي أفضل أنواع الهدايا، لأنها تساعد في تعزيز النوع الثاني من الثقة بالنفس؛ والذي ينبع من مزايا شخصيّة، مثل القوّة.

سواء كان الطفل يميل للموسيقى، أو الفن، أو لعب كرة القدم، أو يحب البرمجة، يجب أن تهديه الهدايا التي تغذّي روحه المبدعة، لا الهدايا التي تثير الحماس لحظياً. إذا كنت تعتقد أنّ الانتقال من منح الأطفال عدّة هدايا إلى منحهم هدية واحدة هو أمر مخيف، فيمكنك التحدث مع طفلك في ذلك. يقترح جروفر أن تسأل طفلك عن هدية واحدة استثنائية يود الحصول عليها، أو إذا كان يفضّل عدداً من الهدايا الصغيرة. وفقاً لجروفر، يميل معظم الأطفال لاختيار هدية واحدة بشكلٍ عفوي.

كيف نبني ثقافة عائلية قائمة على المعاملة بالمثل؟

إضافة إلى مسألة الثقة بالنفس والتفكير المادّي، يقول جروفر أنّ معظم الأطفال المدللين لا يملكون حسّاً فطرياً بالعَطاء، بل يتوقون للحصول على المزيد، وهنا يستطيع الأهل والأقارب والأصدقاء أن يلعبوا دوراً مهماً. سترغب على الأرجح أن ينمو طفلك ليكون طيّباً، كريماً ومنفتح الذهن، وإعطاؤه الكثير من الهدايا ليس الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك.

يقترح جروفر بدلاً من إعطاء الطفل الهدايا فقط، يمكن أن يشجع الأهالي أطفالهم على الاشتراك في كل ما يتعلّق بطقوس العطلة؛ بما في ذلك المساعدة في انتقاء هدايا مميزة للأهل أو الأخوة. ليس سراً أنّ منح الهدايا يجعل الأشخاص أكثر سعادة من الحصول عليها دائماً، لذا فاجعل الأطفال يشعرون بالقليل من هذه السعادة.

يقول جروفر: «إذا كنت تريد أن تدخل إلى عالم منح الهدايا لطفلك، يجب أن تتأكد من تنمية حس الإيثار والكَرَم عنده». هذه هي الروح التي تبقى لسنوات وأجيال قادمة.

المقالة باللغة الإنجليزية