كيف يتعايش المصابون باضطرابات الأكل في ظروف التباعد الاجتماعي؟

2 دقائق
اضطرابات الأكل, عاطفة, غذاء, عادات غذائية, أمراض
اضطرابات الأكل — مصدر الصورة: دانييلا براون/ فليكر

يشير بحث حديث إلى أن التوتر المتعلق بجائحة كورونا يمكن أن يفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل. تضمنت الدراسة -التي نشرت في يوليو/ تموز في دورية «ذا إنترناشيونال جورنال أوف إيتينج دس أوردرز»- أكثر من 1000 مشارك من الولايات المتحدة وهولندا. وجدت الدراسة أن التباعد الاجتماعي ساعد بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات على البدء باتباع سلوكيات صحية، أو تعزيزها.

تقول «سنثيا بوليك» إحدى مؤلفات الدراسة التي ترأس «ذا سينتر أوف إكسيلينس فور إيتينج دس أوردرز» في جامعة نورث كارولينا: «في بداية الجائحة؛ تلقينا العديد من الاتصالات من أشخاص يبحثون عن علاج». بدأت سينثيا برفقة زملائها في جمع بيانات حول كيفية تعامل الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل مع حالتهم خلال الجائحة.

وفي أبريل/ نيسان، استقدموا 511 مشاركاً من الولايات المتحدة، و510 آخرين من هولندا، وأخضعوهم لمسح على الإنترنت. شمل المسح أسئلة حول الطريقة التي يتعامل بها المشاركون مع الجائحة، وعن كيفية تأثيرها على سلوكياتهم المتعلقة بالاضطراب.

من المثير للاهتمام -كما وضح الباحثون في الورقة- كانت الولايات المتحدة وهولندا في مرحلتين مختلفتين من الجائحة، وكانتا تطبقان إستراتيجيات مختلفة للتعامل معها. لكن على الرغم من هذه الاختلافات، وجد الباحثون بعض المزايا المشتركة بين البلدين. فكما تقول بوليك: «عانى العديد من المرضى من تفاقم في الأعراض، وزيادة في مستويات الخوف والقلق».

يختلف أثر جائحة كورونا على الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل، مع اختلاف نوع الاضطراب والظروف الشخصية للمرضى. وجد البحث أن 62% من المشاركين الأميركيين المصابين بفقدان الشهية العصبي؛ أبلغوا عن أنهم يعانون بسبب اتباع الحميات الغذائية، ويخشون أنهم لن يستطيعوا الحصول على الأطعمة التي تناسب أنظمتهم الغذائية. بينما بالنسبة لهؤلاء الذين يعانون من اضطرابات مثل «الشّره العصبي»، فقد أبلغ 30% من المشاركين الأميركيين عن ازدياد عدد نوبات الأكل النّهم التي أصابتهم، أو ازدياد رغبتهم للأكل بشراهة.

سبّب التحول إلى نظام الرعاية الصحية الإلكترونية عدة مشاكل لعدد من المشاركين في الدراسة. ففي الولايات المتحدة، أبلغ حوالي نصف المشاركون عن أن العناية الصحية الإلكترونية كانت إما أسوأ نوعاً ما، أو أسوأ بكثير من العناية الصحية التقليدية.

تقول «كرستين بيت»، إحدى مؤلفات هذه الدراسة ومديرة في «ذا ناشينال سينتر فور إيتينج دس أوردرز»: «يعاني الأشخاص من رؤية أنفسهم على مكالمات الفيديو». بالإضافة إلى ذلك، تفرض العناية الصحية الإلكترونية عدداً من التحديات اللوجستية التي لا يفرضها إجراء مواعيد شخصية مع اختصاصيين الصحة النفسية، مثل إيجاد مكان مناسب في المنزل لإجراء جلسة علاجية، أو احتمالية التعايش مع أشخاص لا يعلمون شيئاً عن علاج اضطرابات الأكل.

وجدت الدراسة أن الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل يبلّغون -كغيرهم الكثير- عن ازدياد مستويات القلق المتعلق بالجائحة.

تؤكّد كل من بوليك وبيت على أن هذه النتائج هي نتائج أولية للدراسة الأولى لعدد من المبادرات التي تحتوي نفس المشاركين. يراجع الفريق المستجيبين 12 مرة شهرياً. ولا يزال هذا الجزء من البحث جارياً.

بينت الدراسة أيضاً بعض النتائج الإيجابية. تقول بيت: «المقدرة على منح الخدمات عن طريق الرعاية الصحية الإلكترونية؛ قدمت بالفعل رعاية أفضل بالنسبة لبعض الأشخاص»، على سبيل المثال، هناك بعض البرامج العلاجية المتخصصة باضطرابات الأكل في الولايات المتحدة، والتحول إلى الرعاية الصحية الإلكترونية وفّر على المرضى الرحلات الطويلة التي كانوا يضطرون لأخذها بهدف الحصول على الرعاية الصحية.

لم ترتبط النتائج الإيجابية فقط بالرعاية الصحية الإلكترونية. إذ وجدت قلة معتبرة من المشاركين أن زيادة التواصل الإجتماعي مع الأشخاص في المنزل، والمقدرة على خلق آلياتهم الخاصة لدعم علاجهم؛ سمح لهم بأخذ خطوات إيجابية.

تقول «روث وايزمان» طبيبة نفسية في جامعة ويسليان، ورئيسة تحرير مجلة «ذا إنترناشيونال جورنال أوف إيتينج دس أوردرز»: «دراسة هذه النتائج الإيجابية هو أمر مهم»، وتضيف: «فحص المشاركين وما يصفوه عن حالاتهم؛ يساعدنا في الوصول لفهم أفضل لكيفية دعم عملية العلاج».