لقد كان موسم الإنفلونزا هادئاً هذا العام – إليك السبب

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لم نسمع الكثير عن الأنفلونزا هذا العام، ويعود هذا جزئياً إلى أن الحصبة قد قامت باحتلال المركز الأول على قائمة أولويات الصحة العامة. أصدر مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الأسبوع تقديراته لكلٍّ من كفاءة لقاح الأنفلونزا ومدى شِدَّة العدوى هذا الموسم، والمحصلة أخبارٌ سارًّةٌ بشكل مثير للدهشة.

أولاً، نستهل الموضوع ببعض المعلومات الأساسية: كان موسم الأنفلونزا لعام 18-2017 من الأسوأ على الاطلاق في التاريخ الحديث. حيث توفي أكثر من 79 ألفاً، بينما استدعت حالة  959 ألفاً الدخول إلى المستشفى، في حين عانى ببساطة 48.8 مليون شخص من الأنفلونزا في منازلهم. وهذه الأعداد هي الأعلى منذ تفشّي عدوى (H1N1) والتي عرفت باسم وباء أنفلونزا الخنازير في 2009. يرجع السبب جزئياً وراء ارتفاع حِدّة موسم أنفلونزا 18-2017 إلى أن سلالة (H3N2) كانت السلالة السائدة خلال هذا العام، والتي تعتبر الأكثر خطورةً بين سلالات الأنفلونزا، عادةً يتم نقل عدد أكبر من الناس إلى المستشفى أو يتوفون في مواسم انتشار سلالة (H3N2). بلغت نسبة فاعلية اللقاح لهذا الموسم 36% فقط. وهي ليست نسبة رائعة. لكن أيضاً لا تعتبر بالغة السوء. ففي معظم السنين نكون محظوظين لو حصلنا على نسبة فاعلية تتخطّى 50%، ويكفينا أن نبلغ 60% بالكاد لوصف السنة بالممتازة.

ولكن يُعد أيضاً 18-2017 موسماً بالغ السوء؛ لأن عدداً قليلاً جداً من الناس حصلوا على لقاحات الأنفلونزا الخاصة بهم من البداية. يقول رئيس قسم الوقاية من الوبائيات المختص بالأنفلونزا في المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أن انخفاض عدد الحاصلين على اللقاحات – فقط 37.1% من الأمريكيين- ربما أسهم في إصابة هذا العدد الهائل من الناس بالمرض في ذلك الوقت. حتى عندما لا يوفر اللقاح حمايةً كاملة، يعتقد الاطباء أنه يظل بمقدوره المساعدة في منع انتشار الفيروس بسهولة، والتقليل من حدة ظهور أعراض المرض على الناس.

أما موسم الانفلونزا الحالي، فهو ببساطة عكس كل ما سبق.

نبدأ من أن سلالة (H1N1) كانت هي السلالة السائدة في عام 19-2018 {باستثناء جنوب شرق البلاد حيث سادت سلالة (H3N2) مرة أخرى}. على الرغم من أن الكثير من الناس ارتبطت معهم سلالة (H1N1) بذكرى سلبية منذ 2009. إلا أنها في الواقع السلالة الأقل عدوانية. نحن أفضل في صنع اللقاحات ضد هذه السلالة أكثر من غيرها، وإذا حدث والتقطتَ العدوى من هذا الفيروس فمن المرجح أن تكون نوبةُ مرضك أقل حدةٍ. كما أن لقاح هذا العام أكثر فاعليّةً، حيث يصل مستوى فاعليته حتى الآن إلى 47%. علاوةً على ما سبق، فقد حصل عددٌ أكبر من الناس على اللقاحات هذا العام. أعلن المركز الوطني لمكافحة الامراض أن 44.9% من البالغين، و 45.6% من الأطفال قد حصلوا على لقاحاتهم بحلول شهر نوفمبر. وكلا النسبتين تزيد بـ 6% عن نظيرتها في العام السابق.

ما زلنا فقط في منتصف الموسم (على الرغم من الشعور بأن الشتاء قد شارف على الانتهاء، لكنَّ موسم الأنفلونزا يمتدُّ فعلياً إلى الربيع)، لذلك نتوقّع حتماً المزيد من الحالات بحلول نهاية العام. لكن حتى الآن، مازلنا نقوم بعملٍ جيدٍ حقاً على مستوى الإحالة للمستشفيات. يقدر مركز مكافحة الأمراض أن النسبة الكلية للإحالة للمستشفيات بلغت 20.1 لكل 100 ألف من عموم السكان، في حين كانت هذه النسبة تقارب ثلاثة أضعاف النسبة الحالية بحلول هذا الوقت من العام الماضي. وشهدنا أيضاً عدداً أقل من وفيات الأطفال: 28 حالة في هذا العام حتى الآن، مقارنة بـ63 حالة بحلول منتصف فبراير من الموسم الماضي.

بالطبع، إذا كنت من الـ 55% من الأمريكيين الذين لم يتم تطعيمهم بعد، فما يزال لديك الوقت لذلك. ما زلت تسطيع، بل يجب أن تسارع للحصول على لقاحك ضد الانفلونزا. يعتبر موسم الانفلونزا هذا العام معتدلاً، ويرجع ذلك جزئياً لأن الكثير من الناس حصلوا بالفعل على لقاحاتهم، وبإمكانك أنت أيضاً الإسهام في ذلك بالذَّهاب على الفور للحصول على لقاحك. فلم يفت الأوان بعد.