عودة المدارس تعني عودة الحقائب الثقيلة على ظهر طفلك، فما العمل؟

احرص على أن تكون الحقائب ليست ثقيلة للغاية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل جربت يوماً أن ترفع حقيبة ابنك المدرسية؟ قد تحوي من الكتب المدرسية والدفاتر والمصنفات ما قد يجعلها ثقيلة للغاية، وقد يتسبب حمل هذا الوزن -مع مرور الوقت- في حدوث إصابات وآلام قد تمتد حتى البلوغ، ولهذا يجب أن تختار في هذه السنة المدرسية حقيبة ظهر مريحة لابنك أو ابنتك، وأن تحرص على أن تكون مناسبة المقاس بحيث لا تسبب أي ضيق.

اشترِ حقيبة ظهر مناسبة المقاس

عندما تأخذ أطفالك للتسوُّق من أجل شراء حقيبة، فلا تتوقع أن يختاروها بناء على مدى تناسب التصميم مع الجسم البشري؛ تقول كارين جيكوبز (بروفسورة في مجال علاج إصابات العمل في جامعة بوسطن): “إن الأولاد -خصوصاً الأصغر سناً- يختارون حقائبهم بناء على صورة البطل الخارق عليها أو اللون المفضل”، ولهذا يجب على الراشدين مساعدتهم، خصوصاً فيما يتعلق بمقاس الحقيبة.

الأمر الأول والأكثر أهمية هو كما تقول جيكوبز: “يجب أن تختار حقيبة تناسب مقاس طفلك، ويمكنك أن تبدأ بحجم الظهر، وذلك بناء على المستطيل الممتد من الكتف إلى الخصر، وهو المكان الذي يجب أن ترتكز عليه الحقيبة”.

قد يبدو لك من المناسب شراء حقيبة كبيرة تناسب الطفل لمدة خمس أو ست سنوات، ولكن يجب عليك أن تتجنب هذا وتشتري حقيبة تناسب مقاسه الحالي.

وبعد ذلك يجب أن تتأكد من أن الحقيبة مزودة بالبطانات واللبادات المناسبة، سواء من جهة الظهر أو على السيور الخلفية، ويمكن أيضاً -مع تقدم الطفل في العمر وازدياد وزن الحقيبة- أن يستفيد من حقيبة مزوَّدة بحزام للورك، بحيث يخفف من الحمل عن الكتفين، ولا يكفي حزام الخصر لهذه العملية، بل يجب أن يلتف فوق عظم الحوض.

وهناك أيضاً أمر آخر، ولكنه لا يتعلق بتناسب تصميم الحقيبة مع الجسم البشري، حيث تنصح جيكوبز بمراعاة مسائل السلامة في أثناء اختيار الحقيبة؛ وذلك -مثلاً- باختيار حقيبة مزودة بسطوح عاكسة تجعل مرتديها واضحاً بالنسبة للسيارات، خصوصاً في فترات الصباح المظلمة بعض الشيء، وتقول: “أنصح أيضاً بعدم وضع اسم الطفل على الحقيبة؛ فنحن -لسوء الحظ- نعيش في عالم مليء بالمنحرفين، ولن ترغب في أن يتحرش أحدهم بطفلك بعد أن يقرأ اسمه على الحقيبة ويدَّعي أنه آتٍ لإحضاره من المدرسة نيابة عنك”، وبدلاً من الاسم تنصح جيكوبز بتمييز الحقيبة بزينة مجردة لا تكشف أية معلومات عن الطفل، أو تعليق شيء ما عليها كحلقة مفاتيح مثلاً.

خفِّف من الحمل

يرغب الجميع دائماً في معرفة ما إذا كان هناك حدٌّ معين للوزن لا يجب تجاوزه، لكن المسألة ليست بهذه البساطة.

تنصح الجمعية الأميركية لعلاج إصابات العمل بأن يكون وزن الحقيبة أقل من 10% من وزن الطفل، ولكن جيكوبز ترى أن هذه مجرد قاعدة تقريبية، حيث تقول: “أعتقد أنه يجب أن تسأل الطفل ما إذا كانت الحقيبة ثقيلة أو غير مريحة بدلاً من وضعها على الميزان، خصوصاً بالنسبة للأطفال البدناء”.

وإذا أعرب الطفل عن ضيقه من وزن الحقيبة، فحاول أن تعمل معه على أساليب وطرق لتخفيفه؛ تقول جيكوبز: “غالباً ما يتجاهل الأولاد إفراغ حقائبهم، وبالتالي قد يبقى فيها شيء ما لمدة أسبوعين، وكما نذكِّر الطفل بأن ينظف أسنانه في نهاية اليوم، يجب أن نذكره أيضاً بوجوب إفراغ الحقيبة وإزالة كل شيء غير ضروري”.

ويجب -بمجرد أن يصبح الوزن مناسباً- أن تُوزَّع الأغراض بشكل متوازن داخل الحقيبة، بحيث لا تغيِّر من مركز الثقل أو تضغط على أحد الكتفين أكثر من الآخر عند ارتدائها، ويفضَّل تجميع الأشياء الثقيلة في وسط الجهة الخلفية، وتوزيع الأشياء الخفيفة حولها.

ارتداء الحقيبة بشكل صحيح

وأخيراً يجب أن تحرص على أن يرتدي طفلك الحقيبة بشكل مناسب؛ تقول جيكوبز: “يجب تعديل طول السيور بحيث تكون الحقيبة معلَّقة من كلا الكتفين وملتصقة جيداً بالظهر، ولكن بدون أن تتسبب في الضيق”، واحرص أيضاً على ألا يعلق طفلك الحقيبة على كتف واحد فقط أو يدعها تتدلى إلى ما تحت الظهر، بل يجب أن تُوضع بشكل مريح على منتصف الظهر دون أن تتجاوز الكتفين من الأعلى أو تتدلى إلى ما تحت الورك، وتنصح جيكوبز أيضاً بأخذ فترة من الراحة بشكل منتظم عند ارتداء الحقيبة لفترات طويلة، تماماً كما في حالة الجلوس على المكتب.

ووضعية الوقوف الجيدة أمر ضروري آخر؛ حيث تقول جيكوبز: “يجب على الطفل أن يقف باستقامة بدون احديداب أو ميلٍ إلى الخلف”، وهي تقصد بــ “الاحديداب” وضعيةَ انحناء الظهر إلى الأمام، بحيث يُطوى الجسم بدلاً من الوقوف بشكل مستقيم. وتتابع جيكوبز: “وحتى عند ارتداء الحقيبة يفضل ألا تُرفع من الأرض إلى الظهر، بل أن تُوضع بشكل سابق فوق طاولة، وتُلبَس وهي هناك”.

تقول جيكوبز إن خبراء علاج إصابات العمل قادرون على الإجابة عن أي استفسارات عند الأهل، وهم منتشرون في جميع قطاعات المدارس في الولايات المتحدة، ويركز هؤلاء المحترفون على الأطفال ذوي المشاكل أو الإعاقات، ولكنهم يمثلون أيضاً مرجعاً يمكن للأهل اللجوء إليه للإجابة عن أسئلتهم، وإضافة إلى هذا فإن الجمعية الأميركية لعلاج إصابات العمل تقدم الكثير من المعلومات على موقعها الإلكتروني، بما في ذلك مجموعة من المعلومات المتاحة للجميع في اليوم السنوي الذي تنظمه لحقائب الظهر.