احتمال عودة لاعبات كرة قدم إلى الملعب بعد الإصابة بارتجاج المخ أكبر بـ5 أضعاف منه عند الذكور

يواصل لاعبو كرة القدم اللعب رغم إصابتهم بارتجاج في المخ.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يرى شين ميلر الكثير من الأطفال يأتون إلى مكتبه وهم مصابون بارتجاج في المخ. ميلر هو طبيب أطفال متخصص في مستشفى سكوتيش رايت للأطفال في تكساس. وخلال السنوات القليلة الماضية، بدأ يلاحظ شيئاً أثار قلقه.
يقول ميلر: “لقد بدأنا نرى اتجاهاً لدى الرياضيين يشير إلى أنهم كانوا يواصلون لعب رياضتهم الخاصة رغم الإصابة بارتجاج المخ. وكنا نريد أن نعود لنرى إن كان ذلك يحدث عند بضعة رياضيين فقط”.
وبعد تحليل بيانات مرضى الارتجاج لمدة عامين، وجد ميلر وفريقه أن احتمال عودة لاعبات كرة القدم الإناث إلى الملعب في نفس اليوم الذي أصبن فيه، كان في المتوسط، خمسة أضعافه عند اللاعبين الذكور، وأن 40 في المائة من اللاعبين -الفتيان والفتيات- واصلوا اللعب في نفس اليوم الذي أصيبوا فيه. وقد نظر البحث الذي قدّم في سبتمبر 2017 في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال في السجلات الطبية لـ 87 لاعب كرة قدم، بأعمار من 7 إلى 18 عاماً، ممن تم تشخيص حالاتهم بالإصابة بارتجاج في المخ في العيادة الطبية لألعاب الأطفال في تكساس. وقد عاد جميع هؤلاء -عدا واحداً- إلى اللعب في نفس حصة اللعب التي أصيبوا فيها.

ويستند البحث إلى دراسة ميلر وفريقه التي أنجزوها العام الماضي، والتي جمعت رياضيين من رياضات متعددة. ووجد هذا البحث أيضاً أن حوالي 40 في المائة منهم عاد للعب في نفس اليوم مع وجود ارتجاج في المخ. وتعتبر الدراسة الحالية أول بحث في بيانات الرياضيين من رياضة واحدة.

وقال ميلر إن فريق البحث ليس لديهم بيانات عن الظروف المحيطة بالعودة للعب والخاصة بكل لاعب. وليس لديهم المعلومات اللازمة لمعرفة ما إذا كان هؤلاء الرياضيون المصابون قد تم تقييمهم من قبل أحد المدربين قبل أن يعودوا إلى اللعب.

لكل ولاية تشريعاتها التي تستوجب إخراج اللاعبين الذين يشتبه في وجود ارتجاج في المخ عندهم، وعدم السماح لهم بالعودة قبل علاجهم من قبل أخصائي طبي. ويمكن أن يؤدي الاستمرار في ممارسة الرياضة مع وجود الارتجاج إلى وضع الرياضيين في خطر أكبر لحدوث مزيد من الإصابات، وجعل الشفاء أكثر صعوبة ويدوم لفترة أطول. ولكن وفقا لميلر، يجب في بعض الحالات، أن يخبر اللاعب أو اللاعبة المدرب بالأعراض التي يشعر بها حتى يعرف إن كان هناك مشكلة محتملة.

يقول ميلر: “كان الكثير من هؤلاء رياضيين لم يشيروا إلى الأعراض التي كانوا يشعرون بها وقت الإصابة، واستمروا في اللعب. ونحن لا نقول إن المدرب لا يقوم بواجبه، فنحن لا نعلم لماذا واصلوا اللعب”.

واستناداً إلى المعلومات التي لديهم الآن، يقول ميلر إنه لا يعرف السبب الذي يجعل احتمال مواصلة الفتيات للعب أكبر منه عند الفتيان. “نحن نتقصى عن السبب بنشاط. وعندما يقلن إنهن يواصلن اللعب، سنسألهن عن السبب”.  

وقد رأت سارة كريسمان، التي تَدرس طب المراهقين في مستشفى الأطفال في سياتل، بشكل مباشر تردد الرياضيين الصغار في الإبلاغ عن الارتجاج للمدرب. تقول كريسمان: “لن يبلغك أحد يبلغ من العمر 15 عاماً بأنه يعاني من الصداع. الثقافة بأكملها ليست مهيأة لذلك، وخاصة بالنسبة لبعض الألعاب الرياضية التي فيها عنصر قسوة”.

وتشير كريسمان إلى أنه وعلى الرغم من أن نتائج ميلر مثيرة للاهتمام، فإنها حذِرة حول التسليم بالنتائج النهائية. تقول: “أعتبرها عملاً غير مكتمل”. وذلك لأن الدراسة بحثت في معلومات من السجلات الطبية الماضية، وشملت فقط اللاعبين الذين حضروا بالفعل إلى العيادة، بدلاً من تتبع مجموعة من الرياضيين خلال أحد المواسم. وتقول كريسمان إنها فوجئت أيضاً بأن البيانات أظهرت معدلات عالية من العودة إلى اللعب في نفس اليوم عند الفتيات، لأن احتمال إبلاغ الفتيات عن الإصابات يكون عادة أكبر من احتماله عند الفتيان.

ويقول ميلر إنهم يخططون لتوسيع الدراسة إلى مجموعة بيانات أكبر. والخطوة التالية، كما يقول، هي محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء الاتجاهات التي يرونها. واستناداً إلى ما رآه حتى الآن، يعتقد ميلر أن تثقيف الرياضيين مباشرة وبشكل أكثر فعالية بمخاطر متابعة اللعب إذا كانوا يعتقدون أنهم ربما كانوا مصابين بارتجاج في المخ، يمكن أن يساعد.
“يقول ميلر: “نحن بحاجة إلى الوصول إلى الرياضيين أنفسهم، وتسليحهم بمعرفة توصيات الارتجاج الحالية، وأسباب وجودها، حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم، واتخاذ قرار ما في وقت الإصابة”.