شارك
الرئيسية
هناك في تندرا القطب الشمالي، تحوم إحدى الطيور الثلجية التي تتميز بريشها الأبيض ومخالبها القوية، التي تستطيع بها قتل رجل بالغ، تُعرف هذه الطيور البرية باسم «البومة الثلجية». في جسد مُغطّى بطبقة ريش بيضاء سميكة، ومنقار أسود ومخالب سوداء، وبعض النقاط القاتمة على ريشها، تستطيع البومة الثلجية بعينيها الصفراوتين مراقبة أي فريسة لأطول فترة ممكنة حتى يحين وقت قطافها.
تعد البومة الثلجية علامة مميزة للقطب الشمالي، كالدب القطبي تماماً، فقد شاهدناها في سلسلة أفلام «هاري بوتر»، وتشتهر بها المناطق الثلجية، لكن في ديسمبر/ كانون الأول عام 2017 أدرجها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ضمن قائمة الطيور المعرضة لخطر الانقراض، وذلك بعد انخفاض أعدادها التي كانت 300 ألف طائر، إلى 30 ألف فقط خلال السنوات الأخيرة.
وراء هذا الطائر الأبيض العديد من الأسرار التي قد لا يعرفها الكثير، إليك هذه الغرائب.
أقوى أنواع البوم
تستطيع البومة الثلجية الطيران لمسافات طويلة بين الشرق والغرب، إذا يمكنها مثلاً الطيران من ألاسكا إلى روسيا والرجوع مرة أخرى أو من النرويج إلى شرق روسيا بدون مشكلة. تضع بيضها في أعشاش على سفوح التلال، وهي مناطق تحتوي على القليل من النباتات، وقد تهاجم البومة الثلجية الذئاب التي تحاول الاقتراب من بيضها. توفر لها هذه الأماكن العالية نظرة شاملة للمنطقة المحيطة بها وإذا لم تستطع رؤية فرائسها فإنها تعتمد على حاسة السمع القوية.
تستمتع بتناول وجبتها المفضلة
تتكون الوجبة الأساسية والمفضلة للبومة الثلجية من القوارض، خاصة «اللاموس» أحد أنواع القوارض الذي يشبه الفئران. يُمكن للبومة البالغة تناول أكثر من 1600 قارض خلال العام بمعدل 3 – 5 قوارض يومياً، وتستكمل نظامها الغذائي ببعض الأرانب البرية والفئران والطيور والأسماك. قد تستخدم البومة الثلجية فراء الحيوانات التي افترستها في بناء أعشاشها الأرضية لتدفئة البيض والصغار.
ألوان مختلفة للذكر عن الأنثى
قد تعتقد أن الأنواع جميعاً مغطاه بالريش الأبيض نسبة إلى اسمها «الثلجي»، لكنها ليست كلها كذلك. فذكور البوم الثلجي ناصع البياض، ويصبح أكثر بياضاً مع تقدمه في السن، أما الإناث فتُغطى بريش أغمق قليلاً ولا تكون بيضاء بالكامل، وقد يكون للذكور بعض النقاط القاتمة في الريش، لكن الأغلب يكون اللون الأبيض.
تنشط نهاراً عكس أنواع البوم الأخرى
تنشط أغلب أنواع البوم في الليل تبعاً لنشاط الفرائس التي تتناولها من قوارض وغيرها، لكن على العكس تماماً، تنشط البومة الثلجية في النهار إذ يُمكن تمييز فريستها من اللاموس أو الفئران على الجليد الأبيض أثناء طيرانها بكل سهولة. تشهد المناطق القطبية الشمالية أياماً صيفية طويلة لذلك فخيار الصيد الليلي ليس خياراً جيداً، إذ لا يوجد سوى ساعات قليلة من الظلام، وقد تضطر إلى الصيد ليلاً في فصول الشتاء التي تطول لياليها.
جناحيها يساعدانها على الطيران في صمت
تمتلك البومة الثلجية جناحين مثيرين للإعجاب، إذ يمكنها تمديد جناحيها لمسافة 1.5 متر تقريباً، وهذا يساعدها على الطيران بالقرب من فرائسها، حيث تنقض في صمت عليها. كما أنها تتمتع بالصبر؛ إذ يمكنها الصمود لساعات طويلة تراقب الفريسة عن بُعد إلى أن تحين الفرصة.
أنثى البوم الثلجي أكبر من الذكور
قد تختلف أحجام الذكور عن الإناث في الكثير من الأحيان لدى الطيور، ومع أغلب الطيور تجد الذكور هي الأكبر، لكن مع البوم الثلجي يكون الأمر مختلفاً، إذ تكون الذكور أصغر عن الإناث. يبلغ طول الذكور نحو 64 سنتيمتر، أما الإناث فيبلغ طولها 69 سنتيمتراً. كما أن الأنثى تزيد في الكثير من الأحيان عن الذكر بنحو نصف كيلو جراماً، وهذا يجعلها الأفضل في حراسة البيض والصغار أثناء محاولة الذكر الحصول على الطعام. كما تتميز إناث البوم الثلجي بنبرة صوتها القوية عن مثيلاتها من الذكور.
تبني أعشاشها في مناطق جبلية
تتكاثر البومة الثلجية في السنة مرة واحدة فقط، لطول فترة حضانة البيض والتي تستمر 4 أشهر ونصف تقريباً. تصنع أعشاشها على الأرض في مناطق جبلية عالية حماية للبيض من ذوبان الجليد المفاجىء عند ارتفاع درجة الحرارة، وتضع ما بين 3 إلى 11 بيضة في المرة الواحدة.
تجلس الأنثى على البيض حتى يفقس، بينما يطعمها الذكر لتبقي بيضها دافئاً وآمناً. يفقس البيض تقريباً بعد مرور شهر. تغطى صغار البوم الثلجي بالريش الأبيض الناعم عند الفقس ومع تجديد الريش يدخل اللون البني في ألوان الريش لدى الصغار.
ختاماً، إذا سنحت لك الفرصة بالتواجد في مكانٍ ما مع هذا الكائن جميل المظهر، تذكر أنه من الطيور آكلات اللحوم المفترسة، لذا ابق بعيداً عنه قدر الإمكان.