الطفل التوأم الأكثر بدانة ليس أكثر عرضة للإصابة بنوبة القلب

توأمان متطابقان
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أظهرت دراسة أجريت عن طريق الملاحظة ونشرت في 1 أغسطس 2016 بأنه في مجموعات التوائم السويدية المتطابقة، فإنه لا يحتمل إصابة الطفل التوأم الذي يكون مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه أعلى بنوبة قلبية أو أن يموت قبل الطفل التوأم الأقل وزناً.

ويُذكر بأن هناك مفارقة كبيرة في عالم أبحاث البدانة. فربما تعتقد بأن زيادة الوزن تزيد احتمال الإصابة بنوبة قلبية. حسناً، فقد زادت نسبة الأشخاص الذين يعانون من البدانة منذ الثمانينيات، ولكن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية كانت تتناقص في الواقع. فما السبب في ذلك؟

قام فريق من الباحثين من جامعة أوميو في السويد بمراجعة المعلومات الصحية لـ 4046 زوجاً من التوائم المتطابقة، حيث كان مؤشر كتلة الجسم – وهو مقياس يستخدم لتحديد فيما إذا كنت الوزن مناسب للطول – أكبر عند أحد التوأمين بـ 0.01 على الأقل منه عند التوأم الآخر. وتبين عموماً بأن التوائم الأقل وزناً تعرضت لعدد أكبر من النوبات القلبية والوفيات بغض النظر عن طريقة دراسة الفريق للبيانات. وهذا يتعارض مع التفكير العام السائد، كما أن الكثير من المواقع الطبية تذكر النوبات القلبية بين مخاطر البدانة. ومع ذلك، فإن احتمالات إصابة التوأم الأكبر وزناً بمرض السكري لا تزال أعلى بنحو 1.5 مرة.

وقال بيتر نوردستروم – المؤلف الأول للدراسة – في حديثه إلى بوبيولار ساينس: “لقد حصلنا على النتائج قبل ثلاث سنوات، لكنني لم أكن أثق بها. ولذلك قمنا بإعادة تحليل كافة البيانات” وانتظروا المزيد من المتابعة مع مجموعة التوائم “وكانت النتائج هي نفسها، ولذلك اعتقدنا بأنه من الآمن نشرها”. وأصدر الفريق نتائجه في 1 أغسطس 2016 في مجلة JAMA للطب الباطني.

ومن الجدير بالذكر بأن التوائم المتطابقة تعتبر من أفضل المشاركين في الدراسات لأن بياناتها الوراثية هي نفسها في الغالب، مما يعني بأن دراستها قد تساعد في تحديد فيما إذا كان المرض وراثياً أو ناجماً عن عوامل أخرى. وبالتالي فإن نتائج هذه الدراسة تعزز الدعم لحقيقة أن مرض السكري مرتبط بالبدانة، ولفكرة أن النوبات القلبية ترتبط بالعوامل الوراثية بدلاً من ذلك.

فماذا يعني هذا بالنسبة لك؟ لا شيء في الوقت الحالي. فالدراسة بطبيعة الحال لها بعض التحديدات، والتي يشير إليها نوردستروم، حيث كانت جميع قيم الوزن والطول مذكورة بشكل ذاتي، وكان هناك القليل من المعلومات عن النظام الغذائي أو غيرها من الأمراض التي يحتمل ارتباطها مثل ارتفاع ضغط الدم، ولم تأخذ البيانات بعين الاعتبار أسباب زيادة وزن التوائم الأكثر بدانة. بالإضافة إلى أن هذه هي مجرد دراسة واحدة، و4000 توأم يعدّ رقماً قليلاً نسبياً لدراسة شيء شائع ومعقد مثل البدانة. ومع ذلك، يقترح الباحثون على الناس المهتمين بفقدان الوزن بأن يقوموا بذلك للحد من خطر الإصابة بداء السكري، بدلاً من الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والموت.

ويأمل نوردستروم بأن تؤكد المزيد من البيانات نتائجه أو ترفضها. إذ يقول: “إنني أرغب بمطابقة بياناتنا مع قواعد بيانات أخرى للتوائم. ويسعدني أن يقوم باحثون آخرون مع مجموعات مماثلة بإجراء نفس التحليل لمعرفة فيما إذا كان بإمكانهم تأكيد نتائجنا، وهذا أمر مهم”.