العصائر غير مفيدة وربما تريد أن تعدل عن شربها ضمن حمية غذائية

عذراً!
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بكل صراحة، أنا لا أحب العصائر. أرجو ألا تفهموني بشكل خاطئ، فقد سبق وأن تناولت بعض عصائر الخضروات والزنجبيل اللذيذة بالإضافة إلى ما فيه الكفاية من الليمون والكركم. ولكن لم يكن من السارّ أبداً أن أنفق 10 دولارات على حساء سكري أو أحاول استبدال وجبة الإفطار بمشروبات باردة.

ومع ذلك، فالطعم لا يهم، ولا أحسد الناس الذين يستمتعون باحتساء عصير الجزر البارد. ولكن لا تدّعي بأن العصير مفيد بالنسبة لك.

وقد تناول الباحثون الخرافات المنتشرة للفوائد الصحية المرتبطة بالعصائر في دراسة نشرت يوم الاثنين 27 فبراير في مجلة الكلية الأميركية لطب القلب. وفي محاولة للحدّ من الالتباس حول الأبحاث المتعلقة بالتغذية، قام مؤلفو الدراسة باستعراض التقارير الحالية حول مختلف الحميات الغذائية الرائجة بحثاً عن أي علامة على وجود فائدة فعلية. ويتم دعم العديد من هذه الخيارات الغذائية الشائعة من خلال بعض “الأدلة” في دراسة واحدة أو اثنتين، وهذا يعني بأن النتائج لم تتكرر من قبل بما يكفي لاعتبارها حقيقة. ويستند آخرون إلى دراسات تمولها الشركات الصناعية والتي يحتمل أن تكون متحيزة، أو تستند إلى الأبحاث التي اعتمدت على الاستبيانات التي يتم الإبلاغ عنها بشكل ذاتي، حيث من المعروف بأن الناس يكذبون – أو ببساطة لا يتذكرون – حول عاداتهم الغذائية.

ومن غير المفاجئ أن يركز أطباء القلب على آثار الحميات الغذائية الرائجة على صحة القلب. ولكن دعونا نكن واقعيين، فإذا كانت الحمية الغذائية تضر بقلبك، فهل يمكنك حتى أن تدّعي بأنها “صحية”؟ كلا، لا يمكنك ذلك.

ويُذكر بأنه كان يتم استخدام العصائر من أجل ميلها لخفض السكاكر والسعرات الحرارية الإضافية في الحمية الغذائية. ولكن عند عصر الفاكهة، يتم إزالة الألياف الصحية الموجودة فيها. وأنت بذلك لا تتناول سوى الماء والسكر مع بعض الفيتامينات بداخله. وإن تناول بعض الجزر والتفاح أفضل من شرب ما يعادل سلة كاملة من الفواكه والخضار في جلسة واحدة.

ويقول كيث أيوب من كلية ألبرت أينشتاين للطب – والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة – في حديثه إلى هيئة الإذاعة الأميركية: “هناك بعض العناصر التي ستحصل عليها في الفاكهة الكاملة ولا يمكنك الحصول عليها في العصير. كما أن الجانب الآخر هو أن نتذكر بأن الأمعاء هي أفضل من يقوم بالعصر، إلا أنها تعمل ببطء أكبر، فدع الأسنان والجهاز الهضمي يقوموا بعملهم المفترض، كما أن الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات هي أمر بالغ الأهمية في الغذاء الصحي”.

وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى هامة وهي إزالة السموم. فإذا كنت تشرب عصير الفاكهة بدلاً من تناول الفاكهة الحقيقية، فقد تشهد الطبيب وهو يحذرك من السكر والسعرات الحرارية، فأنت بالنتيجة تأخذ سعرات حرارية أقل إذا كنت تشرب 50 جزرة يومياً مما لو كنت تتناول الفطور والغداء والعشاء. ولكن جسمك قادر تماماً على تصفية “السموم” دون مساعدة العصائر، بل إن العصير بهذا الأمر قد يجعل تصفية الجسم للأشياء السيئة أبطأ. وفي الوقت نفسه، فإن تلك المستويات المرتفعة من السكر ستؤثر عليك، وقد تجعل من الصعب عليك إنقاص وزنك على المدى الطويل.

ولئلا تعتقد بأن الباحثين لم يدرسوا سوى العصائر، فقد أظهر الكشف عن تضارب المصالح في الدراسة بأن أحد المؤلفين يعمل كمستشار علمي لشركة برسد جوسري. ومن الواضح بأن هذا المؤلف الذي يدعى الدكتور ميلر لن يقوم بالترويج لشركة بيج جوس، وإنما سيقوم بالإعلان عما هو لصالح الشركة التي يعمل فيها.

بحثت دراسة نشرت في مجلة الكلية الأميركية لطب القلب، زيت جوز الهند والذي كثيراً ما أشيد بكونه من الدهون “الصحية”. هذا الزيت فيه دهون مشبعة أكثر من الزبدة أو الشحم حتى، ولكن شعبيته قد ازدادت في السنوات الأخيرة بسبب العديد من التقارير عن فوائده الصحية.

ولكن وفقاً للدراسة الجديدة فإن: “الادعاءات الحالية للفوائد الصحية الموثقة للزيوت الاستوائية لا أساس لها، وينبغي عدم التشجيع على استخدام هذه الزيوت”.

كما أن هناك الجلوتين. حيث يخلص مؤلفو الدراسة إلى أنه ما لم يكن لديك حساسية من القمح أو الداء البطني أو ما لم تكن من الستة في المئة من السكان ممن يعانون من نوع آخر من الحساسية لبروتين القمح، فليس هناك دليل سليم على أن خفض الجلوتين في النظام الغذائي له أي فائدة صحية. ولكن خلافاً للعصائر بأكملها، فليس هناك ضرر في تجنب الجلوتين إذا كنت تريد ذلك حقاً، طالما أنك لا تملأ الثغرات الناتجة في تناول الطعام اليومي بالأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية أو الكولسترول.

وبالنتيجة فإن أي حمية غذائية تجعلك تستبدل الطعام بالماء والسكر هي مضللة على الأرجح. وفي حين أن احتياجاتك الغذائية اليومية قد تكون كبيرة جداً، فربما تعرف كيف تبدو الحمية الغذائية الملائمة للقلب: خضروات ورقية وفواكه طازجة، ولا تجهد نفسك فيما يتعلق بأمر السعرات الحرارية.

وفي النهاية، فإن التحليل هو تذكير جيد بمدى الارتباك الذي يمكن أن يحصل عند البحث في بحر الدراسات الغذائية. وتذكر بأن دراسة واحدة لا تعني شيئاً. إذ يجب على العلماء أن يعيدوا نفس النتائج مراراً وتكراراً في ظروف مختلفة لتحديد مدى احتمال أن يكون الشيء صحيحاً. لذلك توقف عن القلق حول الأبحاث الجديدة التي تشيد بالفوائد الصحية للنبيذ أو تشوّه منتجات القمح المفضلة لديك. وبدلاً من ذلك، تمسّك بالأشياء التي تعرف بأنها صحية، وتمتّع بباقي الأشياء باعتدال.