الكنوز الدفينة في قاع البحر قد تكون سيفاً ذا حدين

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

المنافس البحرية العميقة كهذا قد تكون غنية بالمعادن الثمينة التي تعني الكثير لشركات التعدين.


المعادن النادرة ربما لا تثيرك اهتمامك ككنز غارق في البحر، ولكن بالنسبة لصناعة التعدين فإن هذه المعادن قد تكون حرفياً أثمن من الذهب. ولكن القوانين التي تمنع التعدين العميق من تدمير قاع البحر ما تزال محدودة.

وتعد السلطة الدولية لقاع البحر خط الدفاع الأول عن قاع المحيطات حتى الآن ، وهي تعمل على هذه القضية منذ تأسيسها وفق اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار علم 1982، وتخوض معركة شرسة منذ ذلك الوقت.

إن القضية ليست تقصيراً في العمل فقد قامت هذه السلطة بتفعيل القوانين وتقديم التوصيات ولكن القضية هي نقص في المعرفة، فلم يتم استكشاف سوى نسبة ضئيلة من المحيط ، ورسمت خرائط لجزء صغير فقط من قاع البحر،ولذلك فمن الصعب معرفة الأماكن التي يرجح أن يحدث فيها التعدين وكيف ستؤثر على المياه المحيطة بها، وكما نعلم فإن هذا وحده لا يكفي لمنع أي شخص من استكشاف ما يريد.

وقد وجد فريق من العلماء البريطانيين مؤخراً وفرة من المعادن الثمينة فوق جبل تحت الماء يدعى الجبل المائي المداري وهو عبارة عن تلة ذات قمة مسطحة مكونة من أكثر المعادن ندرة على الأرض. وهذه المجموعة الخاصة من المعادن كانت جزءاً من مهمة البحث. ومع أن الباحثين كانوا يتوقعون أن يجدوا معادن نادرة فإنهم لم يتوقعوا أن يجدوا هذه الكمية الكبيرة منها، حيث يوجد فيها ما يعادل 1/12 من المخزون العالمي من التيليريوم الذي يستخدم في اللوحات الشمسية المتطورة، بالإضافة إلى العناصر النادرة التي تدخل في صناعة الإلكترونيات، ما ينبئ عن قيمة ما تحتويه أعماق البحار من كنوز. ومن غير المرجح أن يتوقف الناس عن البحث عنها رغم تكاليفها الباهظة والوقت الذي تستغرقه.

وهناك مقولة شائعة اليوم وهي: “إذا لم تستطع إيقافهم، نظم عملهم” ولكن السؤال الجوهري هو: كيف؟

إن الذين قضوا أعمارهم في استكشاف أعماق المحيط لم يكونوا واثقين بما سوف يجدونه، ولكن سيندي فان دوفر التي غامرت في الغوص بغواصة من نوع ألفن كربّان وكقائد للباحثين لعدة عقود من الزمن، بينت أنه من الصعب تطبيق المعرفة المحدودة بقطاع معين من قاع البحر على القاع بأكمله.

تقول فان دوفر: “نعلم أنهم إذا قاموا بالتنقيب في بعض الأماكن فكل ما سيفعلونه هو حرث ذلك المكان وحسب، ولذلك فهم يقومون إلى حد ما بتدمير موائل الأحياء البحرية. وهناك أشياء كثيرة غير معلومة، فهناك أحياء أعمارها طويلة جداً، وهناك أحياء لديها تكاثر سريع جداً، ولكنها تعيش في منافس حرمائية ولذلك فهي تستوطن بقعة صغيرة وسيكون عليها إيجاد مكان آخر”.

وبدون معرفة كيف ستتراكم آثار التعدين مع مرور الزمن فمن الصعب وضع تشريع فعال.

ونحن نعرف ما الذي يحدث عندما يكون التعدين على الأرض، ولذلك عندما تضع السلطات قوانين للتعدين الأرضي فإنها تعلم تماماً ما هو الشيء الذي ستعمل للحماية منه، ولكن هذا الأمر ليس سهلاً عند تطبيقه على المحيط، ومع ذلك فمن المهم أن نتحرك الآن.

تقول فان دوفر: “بمجرد أن يبدؤوا سيبدو الأمر وكأنه صيد للسمك في أعماق البحر وهو أمر لا تستطيع أن تقوم بتنظيمه”. ولكنها تضيف:”أشعر أن لدينا فرصة سانحة الآن لسن القوانين بشكل صحيح”.

لا يوجد في قاع البحر سكان مستاؤون يشتكون من آثار التعدين، فالأسماك والأحياء الدقيقة لا تستطيع إخبارنا بأنها تموت، لأنها ببساطة تموت وحسب. والأحياء التي تعيش في المنافس البحرية العميقة والمحاور الجيولوجية الضخمة الأخرى والتي يرجح أن تكون أغنى بالمعادن الثمينة قد تكون معرضة للخطر بشكل خاص لأنها لا تملك موائل كبيرة، كما أنها تعيش خارج حدود المياه الدولية حيث لا يوجد دولة لديها الحافز الاقتصادي لمراقبة نشاطات الدول الأخرى، وسيكون الأمر عائداً للسلطة الدولية لقاع البحر لإجبار الجميع على الالتزام بالقانون، وكذلك لرغبتنا الفطرية في الحفاظ على الطبيعة، وهو أمر قمنا به على أكمل وجه في الماضي. أليس كذلك!